kayhan.ir

رمز الخبر: 56071
تأريخ النشر : 2017April30 - 21:00

الصفحة الأجنبية: صعود نفوذ الكيان الصهيوني والمحافظين الجدد في السياسة الخارجية الاميركية نبأ سار لـ’داعش’


نبّه كتاب غربيون معروفون من أنّ" الكيان الصهيوني وتيار المحافظين الجدد، وكذلك دول الخليج نجحوا بدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو سياسة خارجية تصعيدية خلافاً لشعاراته الانتخابية".

وشدّد هؤلاء على أنّ "تعزيز نفوذ كيان العدو والمحافظين الجدد بسياسة ترامب الخارجية يشكّل نبأ سارًا لـ"داعش".

وفي سياق آخر، كشفت مواقع غربية معروفة نقلاً عن مصادر أميركية أنّ" ما يُسمى "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن، يبحث عن حل سياسي يسمح له الامساك بالحديدة، بدلاً من القيام بعملية عسكرية لتحقيق هذا الهدف".

"التحالف" بقيادة السعودية يتراجع عن خطة عملية عسكرية للامساك بميناء الحديدة

بدوره، نشر موقع "Al-Monitor" تقريراً نقل فيه عن مسؤولين أميركيين سابقين عملوا بالملف اليمني أنّ" "التحالف" الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن يبحث الآن عن حل سياسي بدلاً من عملية عسكرية للامساك بميناء الحديدة".

ونقل التقرير عن السفير الاميركي السابق لدى اليمن "Gerald Feierstein" قوله" يبدو أن البعض "يتراجع عن فكرة العملية العسكرية" ويفكر "بكيفية تحقيق هذا الهدف (السيطرة على ميناء الحديدة) دون الاضطرار للجوء لحلول عسكرية" وفق قوله.

كما أعرب "Feierstein" -بحسب التقرير- عن اعتقاده بأنّ" هناك عملية اعادة نظر تجري حول امكانية معالجة الموضوع بوسائل غير عسكرية، وأن التوصل الى اتفاق سياسي حول الحديدة قد يتحول الى خطوة لتعزيز الثقة تسمح بتحقيق انجازات اخرى وتسمح كذلك بالعودة الى المفاوضات السياسية".

كذلك نقل التقرير عن مسؤول رفيع سابق بإدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما -رفض الكشف عن اسمه- قوله "انه يعتقد بأن جميع الاطراف "تواجه الحقائق المحيطة بالحديدة"".

التقرير ذكّر أيضاً بما قاله ما يسمى "برئيس الوزراء اليمني" احمد عبيد بن دغر لوكالة "رويترز" على هامش مؤتمر اممي حول اليمن عقد في جنيف في السادس والعشرين من نيسان/ابريل الجاري، حيث قال "إن اليمن (اي حكومة هادي غير الشرعية) طرح أن تمسك الامم المتحدة بميناء الحديدة من أجل ضمان عدم حصول "أنصار الله" على الاسلحة المهربة من ايران"، على حد زعمه.

وكان ابن دغر صرّح خلال هذه المقابلة ايضاً بأنّ" حكومة هادي غير الشرعية لا تفضل العمل العسكري للامساك بالحديدة".

كيان العدو والمحافظون الجدد ودول الخليج نجحوا بتحويل مسار سياسات ترامب

من جهته، كتب المعلّق السياسي الأميركي المعروف ومؤسس صحيفة "The American Conservative"، "Patrick Buchanan" مقالة نشرت في الصحيفة المذكورة أشار فيها الى "انه يبدو بأن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سلم ملف السياسة الخارجية الى "الجنرالات".

واعتبر الكاتب الذي عمل مستشاراً مع رؤساء أميركيين سابقين مثل "Richard Nixon" و "Ronald Reagan" أنّ" ترامب وبعد مرور مئة يوم على رئاسته تخلى عن سياسة خارجية "غير تدخلية"، وان هذه المفاجأة الاكبر والاخطر حتى الآن".

وأضاف الكاتب "إنّ من الانجازات التي حققها ترامب خلال الايام المئة الاولى من رئاسته، هي شن العدوان على سوريا واستخدام ما يسمى "ام القنابل" في افغانستان، لكنه تساءل عما حققته عمليات القصف هذه".

كما تابع الكاتب "إن "حزب الحرب" يبدو انه يتصاعد، وان اعضاء في الكونغرس ينتمون الى هذا الحزب مثل "John McCain" و"Lindsey Graham" سعداء بما يحصل".

كذلك لفت الكاتب الى "ان ايران عادت الى الواجهة"، مشيراً الى كلام ترامب بان طهران "تنتهك روح الاتفاق (النووي)"، وذلك رغم اعتراف وزير الخارجية "Rex Tillerson" بأن ايران ملتزمة بالاتفاق.

وتطرق الكاتب الى تصريحات "Tillerson" التي زعم فيها بأن ايران تزعزع استقرار المنطقة وتهدد مصالح اميركا في سوريا واليمن والعراق ولبنان، وهنا لفت الكاتب الى أن ايران دولة حليفة لسوريا ووجهت اليها دعوة لمساعدة "الحكومة التي تعترف بها الامم المتحدة" (حكومة الرئيس السوري بشار الاسد) من اجل التصدي "لتمرد يضم عناصر من "القاعدة" و"داعش"".

في المقابل، نبه الكاتب الى أنّ أميركا وتركيا والسعودية وغيرها من دول الخليج هي التي تدعم "المتمردين" الذين يسعون الى الاطاحة بالحكومة السورية.

أما في اليمن، فقال الكاتب "انه تم الاطاحة بزعيم مستبد تابع للسعودية (عبد ربو منصور هادي)، وان الرياض وحلفاءها هم الذين يقومون بالقصف وفرض الحصار وعمليات الغزو، وبمساعدة من القوات البحرية والجوية الاميركية.

كذلك أضاف الكاتب "إنّ أميركا والسعوديين هم الذين يتحدثون عن إغلاق ميناء الحديدة"، منبهاً من أنّ" ذلك قد يتسبب بمجاعة على نطاق واسع"، وأشار أيضاً الى أنّ" ايران ليست هي من أطاحت بنظام معمر القذافي في ليبيا وأوجدت الكارثة الحالية في هذا البلد".

عقب هذا السرد، سأل الكاتب عن الأطراف المسؤولة عن تحويل ترامب الى أحد المنتمين الى تيار الصقور، وأجاب بأنّ ""الجنرالات" ورئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو والمحافظين الجدد و"تيار الصقور" بالكونغرس الذي لا يزال يفكر بعقلية الحرب الباردة، اضافة الى العائلة الملكية السعودية ودول الخليج العربية الاخرى، انما تنجح بالتحكم في سياسات ترامب.

وتابع الكاتب "إنّ أجندة هذه الأطراف المذكورة هي أن تعتبر أميركا بأنّ العدو الحقيقي في الشرق الاوسط ليس تنظيمي "القاعدة" أو "داعش" بل ايران وحزب الله و "سوريا الاسد" وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، كما أضاف "إنّ عقلية هذا المعسكر (الجنرالات وقادة كيان العدو والمحافظين الجدد ودول الخليج) تعتبر انه يجب القضاء على حزب الله والتخلص من الرئيس الاسد و "سحق ايران" وفق تعبيرهم.

الصحفي "Patrick Cockburn" كتب مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" أشار فيها الى أنّ" السياسيين ووسائل الاعلام "التابعة للمؤسسة" حيّوا ما يعتبرونه عودة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المبادئ الاساسية في السياسة الخارجية الاميركية".

وقال الكاتب "إنّ هؤلاء رحبوا بالتصعيد الاميركي في سوريا وأفغانستان وكوريا الشمالية، وكذلك بتعيين ترامب للجنرالات في مناصب امنية هامة"، كما أشار الى أنّ" من السمات المميزة للأيام المئة الاولى لترامب في الحكم هي كيف أن الحملة لشيطنته وفريقه"، خاصة لجهة العلاقات مع روسيا اختفت فجأة بعد أن تراجع عن مواقفه السابقة.

الكاتب رأى "انه يجب التخوف من ترامب على أساس انه يشكل خطراً على السلام العالمي بعد مرور الايام المئة الاولى من رئاسته"، وقال "إنّ هذا يعود الى كون وجود ترامب في البيت الابيض يقوي العديد من الشخصيات الذين أدخلوا أميركا بسلسلة من الحروب الكارثية في الشرق الاوسط منذ أحداث الحادي عشر من أيلول".

وتابع الكاتب "إنّ هذه النقطة يدركها من في الشرق الاوسط اكثر ممن هم في الولايات المتحدة واوروبا"، مشيراً الى" وجود تخوف في بغداد حيث يرى البعض أن الولايات المتحدة تتجه نحو مواجهة جديدة مع ايران والقضاء على "نفوذ ايران" في العراق"، وفق تعبيرهم، كما اشار الى أن وزير الحرب الاميركي "Jim Mattis” ومستشار الامن القومي "H.R McMaster" معروفان بالعداء لايران، وأضاف "إنّ شخصيات مثل "McMaster" تحديداً ترى بأن الفشل الاميركي في العراق كان يمكن تفاديه وهي تنوي بالتالي التعويض عن "الخسارة الاميركية في العراق"".

أما في سوريا، فقال الكاتب "إنّ المشكلة بالنسبة لدول الغرب هي أن رحيل أو "اضعاف" الرئيس الاسد سيصب بشكل أساس في مصلحة "القاعدة" و"داعش""، كما تطرق الى دعاية يروج لها بأن "المعارضة المسلحة في سوريا" لا تهيمن عليها الجماعات التكفيرية، الا أنه لفت الى تقليص هذه الدعاية، بينما تقوم جبهة "النصرة" بالقضاء على ما تبقى من خصوم لها في المناطق الشمالية السورية.

وأشار الكاتب الى حملة دعائية أخرى تدعي بأن الحكومة السورية هي إما تتواطأ مع "داعش" أو لا تتحرك لمحاربة هذا التنظيم الارهابي، الا أنه" تطرق الى تحليل جديد صدر عن مجموعة "IHS Markit" التي مقرها لندن، والتي تقول ان "داعش" وخلال العام المنصرم حاربت قوات الجيش السوري أكثر من أي خصم آخر".

وأضاف الكاتب "انه وبحسب "IHS Markit" فإنّ" نسبة 43 بالمئة من المعارك التي خاضها "داعش" بين أوائل نيسان/ابريل عام 2016 ونهاية شهر آذار/مارس عام 2017، كانت ضد الجيش السوري، بينما نسبة 17 بالمئة من معاركها خلال الفترة نفسها كانت ضد "قوات سوريا الديمقراطية" التي تدعمها الولايات المتحدة وتضم اعدادًا كبيرة من الاكراد، ونسبة 40 بالمئة من معاركها الاخرى كانت ضد جماعات اخرى مثل تلك التابعة لتركيا".

نقل الكاتب عن كبير محللي الشرق الأوسط بمجموعة "IHS Markit" المدعو "Columb Strack" قوله "إنّ الولايات المتحدة وفي حال قامت بأي عمل يؤدي الى اضعاف الحكومة السورية فإن ذلك سيصب في مصلحة "داعش" وجماعات تكفيرية اخرى".

وقال "Strack" -بحسب ما نسب اليه الكاتب- "إنّ الحكومة السورية هي بمثابة "السندان" في مطرقة ما يسمى "التحالف الدولي" ضد "داعش"، حيث شرح أنه وبينما تحاصر القوات المدعومة أميركياً الرقة، فإن "داعش" يخوض معارك شرسة مع الجيش السوري في محيط تدمر ومناطق اخرى في حمص ودير الزور، وهنا حذّر الكاتب من ان "داعش" في حال سيطر على دير الزور، فإنّ ذلك سيكون مكسبا كبيرا للجماعة حتى في حال خسرت الرقة والموصل" وفق قوله.

وحذّر الكاتب من أنّ" عودة مؤسسة السياسية الخارجية التقليدية في واشنطن وعودة نفوذ الكيان الصهيوني والمحافظين الجدد، تشكل نبأ ساراً لـ"داعش""، كما اشار الى أنّ" واشنطن تبحث عن علاقات وطيدة اكثر من دول مثل تركيا والسعودية التي قال "انها كانت لها علاقات مع جماعات متطرفة".

وأضاف الكاتب "إنّ الشخصيات والسياسات التي تكتسب القوة لأخذ القرار في ادارة ترامب هي نفسها الشخصيات والسياسات التي اشعلت الحروب في الشرق الاوسط"، الا انه اعتبر أنّ" هناك سببًا اكبر قد يدفع بواشنطن الى التصعيد لنشر قوتها، وهو يتمثل بانحدار قوة أميركا أمام بقية العالم".

كذلك أضاف "إن ترامب بالتأكيد ادرك خلال الشهر المنصرم أن التصعيد في الخارج يأتي ببعض المكاسب في الداخل"، مذكّراً بأنّ" الزعماء وعلى مدار العصور حاولوا شن حروب صغيرة من أجل حشد الرأي العام"، محذراً كذلك من أن "الشخصيات المحيطة بترامب ليست انعزالية، وأن ذلك يرجح امكانية حدوث سيناريو الحرب".