معركة الكرامة الفلسطينية تتفاعل
مهدي منصوري
تدخل معركة الكرامة الفلسطينية التي يقودها الاسرى في سجون الاحتلال من خلال الاضراب الشامل يومها الرابع عشر مما عكس صورة من صور الصمود الفلسطيني ضد الاجراءات التعسفية والاجرامية التي يمارسها الكيان الغاصب.
وقد تفاعلت هذه المعركة وبصورة دراماتيكية وغير متوقعة ضد العدو اذ امتدت الى خارج السجن والتي عبرت عنها الجماهير الفلسطينية في الضفة والقطاع بحيث ألهبت الارض تحت اقدام الصهاينة، ولم تقف عند حدود فلسطين بل انها اخذت تسري الى بعض الشعوب الاخرى كما حدث في تونس التي جعلت الشعب التونسي يخرج معلنا وقوفه مع الاسرى ومنددا بالاجراءات الصهيونية اللاانسانية.
وقد كان لمعركة الامعاء الخاوية ترددات وتفاعلات في داخل الكيان الصهيوني خاصة على المستوى الحكومي والعسكري اذ وصلت حدة الخلافات داخل اروقة الكيان الغاصب بين مطالب بمعالجة موضوع الاسرى وبصورة لايصل فيها الشارع الفلسطيني الى اعلان الثورة، مما يقابله في الطرف الاخر تعنت نتنياهو الذي يرفض تقديم أية مساعدة من اجل ايقاف هذه المعركة من خلال تنفيذ مطالب الاسرى والتي تتحدد في تغيير اجراءات التعامل من قبل الشرطة وتحسين اوضاعهم بما يتناسب ويتلاءم مع القوانين الدولية.
ولذا فان الارهاصات والتوقعات التي انطلقت اكدت ان هذه المعركة الجديدة والتي يتقدمها الاسرى ضد الكيان الغاصب قد تكون نقطة تحول في مسيرة العمل الفلسطيني المقاوم خاصة وان المقاومة الفلسطينية قد اكدت وفي عدة مناسبات بل انها تعهدت بان لا تبقى أسيرا في السجون الفلسطينية وذلك من خلال عمليات غير متوقعة وغير محسوبة النتائج مما سيدفع الاحتلال الغاصب ثمنها غاليا.
ومما يؤسف له وفي هذا المجال نواجه حالة الصمت المطبق وعدم اللامبالاة من قبل النظام العربي الرجعي الذي لم يحرك ساكنا ولحد هذه اللحظة في اتخاذ دور تجاه انقاذ هؤلاء الابطال من خلال العمل على دفع المجتمع الاقليمي او الدولي لممارسة الضغط على الكيان الغاصب لتحقيق مطالب الاسرى التي اقرتها القوانين الدولية والانسانية.