kayhan.ir

رمز الخبر: 55579
تأريخ النشر : 2017April19 - 21:42

لا يحك ظهرك مثل ظفرك يا سلمان

رغم انشغال الادارة الاميركية الحالية بقيادة ترامب باكثر من ملف شائك ومعقد بل وخطير جدا كالملف الكوري الشمالي الذي كاد ان يدفع باتجاه حرب كونية ثالثة لا تبقي ولا تذر، من المستغرب جدا واللافت ان يبادر ترامب الى ايفاد وزير الدفاع جيمس ماتيس الى الرياض في اطار جولة يغلفها بزيارة الى قطر ومصر والكيان الصهيوني والقاعدة الاميركية في جيبوتي وبالطبع كلها ترتبط بملف العدوان السعودي الدموي على اليمن والذي دخل عامه الثالث دون ان يحقق اي مكسب جوهري على الارض بل يسير من فشل الى فشل بسبب الاداء العسكري الضعيف للقوات السعودية رغم امتلاكها لاحدث التجهيزات الاميركية اضافة الى ما تقدمه اميركا نفسها من دعم معلوماتي ولوجستي مفتوح افصح عنها الرئيس اوباما في بداية الحرب، كل هذا الوضع الخطير الذي ينذر بنهاية آل سعود لغرقهم في الرمال اليمنية المتحركة اقلق ادارة ترامب بشدة لما ستؤول الامور اليه في المملكة، لانها عن دراية تامة بالانهيار الذي تعاني منه القوات العسكرية السعودية والاماراتية ومرتزقتهم في اليمن والذين يستغيثون ليل نهار بواشنطن بمساعدتهم للخروج من هذا المأزق المظلم خاصة وان الصواريخ اليمنية باتت تقض مضاجعهم باستمرار ولايملكون من امرهم شيء لدفع الخطر عن انفسهم.

ومن خلال تصريحات جيمس ماتيس وزير الدفاع الاميركي عقب لقائه بالملك السعودي يتضح الامر جليا، كم تخيم اجواء الهزيمة والخيبة على السعودية حيث يطالب الملك بتحقق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين خاصة في "المجال الدفاعي" فيما يقابله ماتيس بوقف حملات الحوثيين الصاروخية نهائيا على السعودية، لكن ما اضافه جيمس ماتيس المطالبة في هذه التصريحات المشبوهة لدق الاسفين هو بان هذه "الصواريخ ايرانية."

ان الادارة الاميركية الحالية وقبلها وكذلك العالم كله يعرف هذه الحقيقة بان اليمن يمتلك من قبل صواريخ سكود الروسية اما الذي طرأ جديدا على الموقف هو ما ادخله ابناء اليمن الغيارى تعديلات لتطوير هذه الصواريخ واستخدامها في مختلف المجالات ولا استغراب في ذلك فعندما يبدأون ابناء غزة المحاصرين من كل الجهات من الصفر وبامكانياتهم البسيطة بصنع الصواريخ الذي تردع الكيان الصهيوني فكيف لايستطيع ابناء اليمن من انجاز ذلك.

واذا تصور الرئيس ترامب عبر تصريحاته النارية وعنترياته وايفاد وزير خارجيته الى المنطقة تخويف ابناء اليمن فهو واهم جدا لانه لايستطيع اكثر من مما فعله في استهداف قاعدة الشعيرات في سوريا. اما اذا ما مضى في جنونه للمشاركة القتالية على ارض اليمن وان كان ذلك مستحيلا فان مراكز القرار في اميركا لا تسمح لهذا المجنون باجتياز هذا الخط الاحمر لانه سيتورط في فيتنام اكبر واقسى.

ان السعودية التي وصلت الى حالة اليأس والعجز المفرط تدرك جيدا ان العنتريات الاميركية واقصى ما تقوم به من توجيه ضربات صاروخية عبر البحر لا ينفعها بشيء ناهيك عن التبعات الكارثية لذلك ان طالت الصواريخ اليمنية الملاحة البحرية في باب المندب او منشاتها الحيوية فعند ذلك لا ينفعها الندم.