اجتماع موسكو.. رسالة ردع صادمة
كافة المؤشرات التي طفحت على السطح تذهب باتجاه لا يقبل الشك بان الرئيس ترامب وفريقه المهلهل يندبون اليوم حظهم التعيس لما آلت اليه الامور من فضائح عسكرية وسياسية يواجهونها اثر الضربة الصاروخية لقاعدة الشعيرات التي استأنفت عملها بعد ساعات حيث لم تعلن واشنطن حتى الساعة عن مصير الـ 36 صاروخا من طراز توماهوك المفقودة في هذه الضربة وهي تعد من احدث واغنى صواريخها الذكية. اما سياسيا فارادت عبر فبركة سيناريو حادثة الكيماوي في خان شيخون تعبئة العالم ضد الرئيس الاسد وتشويه صورة روسيا وايران على انهما شركاء في هذه الجريمة المصطنعة لتحقيق اهدافها في الاطاحة بالرئيس الاسد والحاق سوريا بمحور الانبطاح وهذا ما عجزت عنه عسكريا طوال السنوات الست الماضية رغم تجنيدها لكل الذيول في المنطقة وامكاناتهم واموالهم الطائلة والمجموعات التكفيرية التي اتوا بها من اكثر من 80 دولة وفي النهاية انتهى بهم المطاف الى المزيد من الهزائم والتقهقر، لذلك لم تبق حيلة لاميركا سوى فبركة مثل هذه الالاعيب السخيفة لتحقيق اهدافها وهذا ما انعكس عليها سلبا وهي اليوم تسبح في بحر فضائحها بعد ما استعجلت الخطى عمدا لتوجيه ضربة بذريعة ذلك ووضع العالم امام امر واقع بان النظام السوري هو من ارتكب الحادثة وذلك قبل اجراء اي تحقيق حولها وهو امر مرفوض جملة وتفصيلا ولا يقبله اي عقل سليم ان تكون آلية التحقيق تجري "عن بعد" في وقت لابد ان يكون التحقيق على ارض الواقع والمكان المستهدف.
ان تسلم اميركا زمام امورها لرجل مجنون ومعتوه فهذا قمة الافلاس ليمرر مشاريعها بالعنتريات والضجيج وتأليب العالم للتدخل في شؤون دولة مستقلة بهدف الاطاحة برئيسها وفرض وصاية على شعبها وهذا ما حاول يائسا تمريره عبر فبركة خان شيخون ليحدث شرخا في جدار محور موسكو ـ طهران ـ دمشق متغافلا ان هذا المحور في عز قوته وانه ومحوره في موقع الهزيمة ولايمكن ان يغير موازين القوى على الارض بفك ارتباط هذا المحور حتى يحصل على هذا المكسب لان ما يجمع هذا المحور اقوى مما يتصوره ترامب لذلك جاء اجتماع موسكو ليوجه له ضربة قاسية من خلال الرسالة الصادمة التي خرج بها الاجتماع بين الدول الثلاث روسيا وايران وسوريا لمكافحة الارهاب الدولي وكذلك المزيد من التنسيق والتقارب لحل الازمة السورية سلميا وهذا يشير الى هزيمة سياسية اخرى لترامب امام هذا المحور الذي اراد ان يفككه لكن اجتماع موسكو اكد على ان هذا المحور اكثر تماسكا و تنسيقا للدفاع عن نظام الرئيس الاسد الشرعي والقانوني لذلك عليه ان يرضخ للواقع والقانون الدولي الذي يمنع التدخل في شؤون الدول الاخرى.