استهداف مصر سيغير المعادلة
لايختلف اثنان من ان ملف الارهاب بدأ يطوي صفحاته الاخيرة بعد الضربات المتنامية والقوية التي يتلقاها في الدول التي اختيرت له ان يكون فيها من قبل صانعيه وداعميه وهم اميركا واسرائيل والدول الذيلية العربية كالسعودية وقطر والامارات ومن لف لفهم.
ومن الطبيعي جدا والذي اكدت عليه اوساط اعلامية وسياسية ان اندحار الارهاب وانحساره عن المنطقة يعكس معان ودلالات كثيرة، وسيكشف الكثير من الحقائق التي يخفي وراءها. ولذلك ومن اجل ان لا ينكشف المستور الذي سيضع كل الذين تستروا وراء الارهاب في تنفيذ مؤامراتهم الاجرامية ضد الشعوب امام محكمة الضمير الانساني والدولي، ولذا فانهم يحاولون ما أمكنهم الجهد ان يبقى هذا الارهاب رغم انسحابه على ارض المعركة ان يضرب باطنا به في بعض الدول خاصة العراق وسوريا، واخيرا الانفجارات الاخيرة في مصر، ولابد ان نذكر ان انفجارات مصر والتي تبناها داعش صوريا لكونه اليد التي قامت بهذه التفجيرات واستهدفت بعض المراكز الدينية الحساسة كانت تهدف الى ابعد ما يتصوره أحد، ولانغالي فيما اذا وجهنا الاتهام الى الدول الاستكبارية التي تريد ان تضع مصر ضمن دائرة الصراع الاقليمي القائم اليوم في المنطقة، لانها تمثل ضلعا من الاضلاع ثلاثة دول لها دور مؤثر في مجريات الاحداث وهم العراق وسوريا، والا كيف يمكن للارهاب المدعوم اميركيا واسرائيليا وسعوديا ان يستهدف مصر في حين لم يفصل عن لقاء السيسي مع ترامب سوى ساعات؟، وكما كانت المؤامرة الاستكبارية الصهيونية تستهدف وحدة واستقرار البلدان من خلال الضرب على وتر الفتن المذهبية، الا منها في مصر قد ذهبت بعيدا ومن خلال استهداف المراكز الدينية المسيحية تريد ان تخلق ازمة اكبر وذلك من خلال اذكاء الفتنة العنصرية في هذا البلد.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان وفي الوقت الذي بلفظ فيه الارهاب خاصة داعش انفاسه الاخيرة في كل من سوريا والعراق يريدون نقله الى الشمال الافريقي وهذا ما تشير اليه التقارير، وهذا ما هو واقع اليوم على الارض. فان مثل هذه المحاولات في استهداف المدنيين الابرياء في المدن المصرية يؤكد ان مؤامرات المستكبرين والحاقدين على الشعوب ومنها الشعب المصري اخذت اليوم تنكسر على صمود وقدرة الشعوب، ولابد ان تظهر او تبرز معادلة جديدة يكون فيها الدور الفاعل والمؤثر لدول الصمود والمقاومة وهي التي ستمتلك قيادة الامور وادارة الاوضاع وبالصورة التي يعود بالنفع على كل الشعوب والعالم، وبذلك تنحسر الهيمنة وفرض الارادات الاستكبارية والاستعمارية. واذا ما عزمت القيادة المصرية على محاربة الارهاب بشكل جدي عليها ان تعلن مواقفها بشفافية تجاه ما يجري في المنطقة لان محاربة الارهاب تقتضي العمل الجماعي ولا تنحصر بالحل الامني بل عليها ان تحاربه فكريا وتبدأ من جامعة الازهر الشريف التي لازالت وللاسف تدرس كتب ابن تيمية والامر الآخر ان تمنع نشاط الجهات السلفية الوهابية المرتبطة بالرياض لدفع الشباب المصري الى بؤرة الارهاب.