الرياض والاعتراف المذل بالهزيمة
مهدي منصوري
ثبت ان الشرعية اليمنية التي كانت ذريعة بني سعود ومن تحالف معهم في شن عدوان اجرامي حاقد على ابناء الشعب اليمني قد انتهت صلاحياتها، وانها استخدمت من اجل تبرير وخداع الرأي العام الاقليمي والدولي لاسلوب التدمير والقتل الجماعي لابناء اليمن وخلال فترة تزيد على الثلاث سنوات.
ومن خلال متابعة لما يصدر من الداخل السعودي من انتقادات كبيرة للعدوان على اليمن والتي جاء أحدها على لسان ولي العهد السعودي الذي صرح بان (هادي و جوقته) قد خدعوا الرياض ودفعوها للعدوان على اليمن بحجة ان الحوثيين لم تكن لهم القدرة على المقاومة والصمود وانهم سيستسلمون وان الحرب لن تدوم سوى اسبوع واحد.
وقد جاء هذا الحديث بعد مرور عامين على العدوان الغادر، ولكن وكما ذكرت التقارير الاستخبارية ان الذي خفي هو اعظم اذ اشتدت حدة الخلافات بين الامراء في قصر سلمان ووصلت الى حالة من النزاع لحالة رفض بعضهم على استمرار العدوان الذي لم يحصد أو يحقق لنظام بني سعود ما كانوا يرمون، بل كانت نتيجته الخسائر الفادحة التي مني بها اقتصادهم بحيث وصل الى حافة الانهيار، بالاضافة الى فقدان المزيد من قياداتهم العسكرية السعودية والاماراتية ومن مختلف المراتب بسبب القصف الصاروخي اليمني على معسكراتهم، وفقدان سيطرتهم على بعض المدن القريبة من الحدود اليمنية كجيزان وغيرها.
ولكن الاهم في الامر واضافة لما ذكر فان صمود الشعب اليمني الذي قل نظيره ووقوفه الى جانب قيادته الثورية والتي شكلت مفصلا كبيرا من مفاصل انهيار العدوان السعودي، وانتصارا كبيرا لابناء اليمن كان السبب المباشر لاتخاذ القرار بطرد هادي وجوقته، وكذلك ومما اكدته مصادر اعلامية وسياسية مطلعة ان حكام بني سعود وجدوا انفسهم وحيدين في الميدان وان قصفهم وتدميرهم للبنى التحتية اليمنية لم تعد تجدي نفعا ولم تترك اي تاثير على مجريات الاحداث والوقائع السياسية في الداخل اليمني مما شكل هزيمة كبرى لهم، ولذلك فان طرد هادي وزمرته الخائنة دليل واضح على اعلان الهزيمة من طرف واحد لان الذريعة او الراية التي سار وراءها السعوديون قد سقطت وكشفت الزيف والكذب السعودي ليس فقط للسعوديين بل للعالم اجمع، ولذا لم يتبق امام السعودية وبعد طردها للشرعية اليمنية المزعومة الا ان تعود لعقلها ورشدها وتتملكها الشجاعة ان تعلن للرأي العام فشلها وضعفها وعدم قدرتها على الاستمرار وترك الشعب اليمني المقاوم ان يقرر مصيره بيده من خلال التحاور بين جميع اطرافه السياسية للوصول الى صيغة وطنية تجمع هذه الاطراف لقيادة هذا البلد نحو شاطئ الامن والاستقرار، ولكن يبقى هناك استحقاق كبير من قبل الشعب اليمني على السعوديين وبعد طردهم هادي وزمرته وهو ان تتحمل كافة التبعات التي لحقت بهم بسبب العدوان الاجرامي الذي دمر بلادهم وافقدهم الكثير من ابنائهم لسبب خادع وكاذب، وهو ما يمكن ان يحققه لهم المجتمع الدولي الذي طالب السعودية بوقف عدوانها، الا انها ركبت راسها واستمرت في قتل وتدمير اليمن ولابد ان تدفع الثمن غاليا على عدوانها الحاقد.