kayhan.ir

رمز الخبر: 55022
تأريخ النشر : 2017April09 - 20:00

الصحف الأجنبية: ترامب تجاهل استشارة المحللين الاستخباراتيين


كشف صحفي أميركي معروف أن ترامب أقدم على توجيه الضربة العسكرية ضد سوريا رغم استشارة المحللين الاستخباراتيين الاميركيين الذين رجحوا أن الجماعات التابعة لتنظيم "القاعدة" هي المسؤولة عما حصل في "خان شيخون".

في سياق متصل، قالت مجلات أميركية بارزة إن الاعتداء الاميركي لا تعني "تحّولا دراماتيكيا" في مواقف ترامب حيال سوريا، خاصة لجهة رفضه الالتزام بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

كما تحدثت وسائل اعلام أميركية اخرى معروفة عن نتائج سيئة لأميركا بعد توجيه الضربة على مطار الشعيرات، بينما طالبت شخصيات معروفة من معسكر المحافظين الجدد بعدم الاكتفاء بهذه الضربة وتصعيد الدور الاميركي عموماً في سوريا.

نتائج سيئة قد تكون بانتظار واشنطن بعد عدوانها على سوريا

مجلة "Foreign Policy" نشرت تقريراً حذر من أن نتائج الضربة العسكرية الاميركية على مطار الشعيرات في سوريا قد تكون "سيئة" للولايات المتحدة، مشيراً الى أن روسيا قد تكون ملتزمة بدعم الرئيس السوري بشار الأسد أكثر مما يبدو.

كما نبه التقرير من أن الجيش والاستخبارات السورية قد يستهدفون الجنود الاميركيين في سوريا والعراق، ومن أن عناصر فيلق "القدس" في قوات حرس الثورة الايرانية قد تقوم بالمثل، حسب قوله. كذلك أشار الى امكانية ان يقوم حزب الله أو حركة حماس بضرب كيان العدو الاسرائيلي او بالسيطرة على الجولان. وتابع بان "دعم الكونغرس للضربة العسكرية قد يتقلص".

الا ان التقرير اعتبر أن الخطر الاكبر هو أن "عدم الانضباط الذي اتسمت به أفعال ترامب قد يؤدي به الى ردود فعل من دون وجود استراتيجية"، مشدداً على ضرورة أن "يرسم ترامب سياسة ويفسرها".

الضربة الأميركية عبارة عن "طعنة بالابرة"

ونشرت مجلة "Foreign Policy" تقريرا آخر أشار الى أن "الطائرات المقاتلة السورية انطلقت من مطار الشعيرات لضرب الجماعات المسلحة بعد مرور اقل من أربع وعشرين ساعة على الضربة الاميركية التي استهدفت هذا المطار".

و قال التقرير ان ذلك يؤكد أن "الضربة الاميركية هي بمثابة "طعنة بالابرة"، وانه "لا يبدو ان لدى ادارة ترامب استراتيجية شاملة لازاحة الرئيس الاسد من السلطة أو للتوصل الى حل سياسي للازمة في سوريا".

كما لفت التقرير الى ان ادارة ترامب وجهت رسائل متناقضة حيال ما كانت تحاول تحقيقه، اذ ان البيت الابيض وصف الضربة بانها منفردة وجاءت نتيجة "المخاوف الانسانية" من "استخدام (الرئيس) الاسد اسلحة محرمة، بحسب تعبير التقرير. كذلك أشار الى ان وزير الخارجية "Rex Tillerson" صرح بان الضربة الاميركية لا تمثل تحولا في السياسة الاميركية تجاه سوريا.

أما في المقابل، فنبه التقرير الى ان السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة "Nikki Haley" قالت ان واشنطن "لن تقبل بان يقوم (الرئيس) الاسد بذبح المدنيين بالاسلحة الكيماوية" (وفقاً لتعبيرها) وان ضربات عسكرية اميركية مماثلة في المستقبل "امر ممكن". كذلك اضاف ان مستشار الامن القومي الاميركي "H.R McMaster" صرح بان الضربة العسكرية الاميركية قد تؤدي الى "تحول كبير بحسابات (الرئيس) الاسد لانها المرة الاولى التي تقوم بها الولايات المتحدة بعمل عسكري مباشر ضد النظام السوري".

وأشار التقرير كذلك الى ان الكونغرس الذي دعم عموماً الضربة الاميركية، الا انه أوضح بان توسيع الدور الاميركي في سوريا سيتطلب تفويضا منه، وقال ان ذلك يشير الى عدم وجود رغبة في الكونغرس لدور اميركي "مفتوح الامد".

دور الملف الداخلي الاميركي بقرار ترامب شن ضربة على سوريا

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت تقريراً آخر أشارت فيه الى أن أحد الاسباب الاساسية لقرار ترامب شن الضربة العسكرية على سوريا يعود الى رغبته بابراز "نصر واضح" بعد مرور اكثر من شهرين على رئاسته.

وأضاف التقرير إن ترامب أراد من الضربة العسكرية الاميركية على مطار الشعيرات أن يظهر بانه زعيم أكثر قوة من الرئيس السابق باراك اوباما، الذي تعرض للانتقادات بعد أن امتنع عن ضرب سوريا عقب المزاعم في عام 2013 بان الرئيس الاسد تخطى الخط الاحمر واستخدام الاسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية.

ونقل التقرير عن عضو مجلس الشيوخ الاميركي عن الحزب الديمقراطي "Chris Murphy" قوله ان ادارة ترامب ليس لها استراتيجية في سوريا، وان ترامب اتخذ هذا القرار استناداً الى "رد فعل عاطفي" (وفق قوله) على صور تلفزيونية. وانتقد "Murphy" "لا مبالاة" ادارة ترامب حيال سلطات الكونغرس في موضوع خوض الحروب.

كما نقل التقرير عن معاونين لترامب بانه اتخذ القرار بعد اجتماعات مكثفة مع فريقه استمرت يومين ونصف بعد حادثة خان شيخون، لافتة الى ان عملية اتخاذ القرار كانت سريعة خلافاً للنهج الذي كان يتبعه اوباما، وقال ان ذلك ربما هو عن قصد (ليظهر ترامب تميزه عن اوباما).

التقرير تابع بان الضربة الاميركية تطرح اسئلة صعبة كالتالي: هل ان إحدى دوافع ترامب لتوجيه ضربة الى سوريا يعود الى كون اوباما لم يقم بتوجيه ضربة؟ هل ان ما دفع بترامب الى توجيه الضربة هو حاجته الى انتصار سياسي في الداخل والخارج؟ وما استراتيجية وهدف ادارة ترامب على المدى الطويل في سوريا؟

وأضاف التقرير بانه ليس واضحاً ما اذا كان ترامب قد درس بشكل كامل تداعيات قراره، وخاصة رد الفعل الروسي.

مجلة "Politico" من جهتها نشرت تقريرا كشفت فيه نقلاً عن مستشاري ترامب بان الاخير تحدث كيف ان الرئيس السابق باراك اوباما بدا ضعيفاً عندما امتنع عن توجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري في عام 2013، وان ذلك كان من أهم أسباب قراره شن الضربة على مطار الشعيرات.

ونقل التقرير عن رئيس البرلمان الاميركي الاسبق "Newt Gingrich" (وهو مستشار على تواصل مستمر مع ترامب) قوله ان قرار الرئيس الاميركي بتنفيذ الضربة العسكرية يعود بالفعل الى عدم رغبة ترامب بأن يظهر بصورة اوباما.

الا أن التقرير اشار الى ان الضربة العسكرية الاميركية لا تعني تحولا دراماتيكيا في مواقف ترامب، لافتاً الى ان المتحدث باسم البيت الابيض لم يدعو في مؤتمره الصحفي يوم أمس الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

كما نقل التقرير عن معاونين لترامب قولهم إنه من الواضح أن الأخير يتوخى الحذر من التدخل العسكري، وانه ليس واضحاً ما اذا كان الرئيس الاميركي سيأمر بتنفيذ ضربات عسكرية ضد دول اخرى في ظروف مشابهة.

وكشف التقرير أيضاً أن ترامب اعتمد بقراره على وزير الحرب "James Mattis" ووزير الخارجية "Rex Tillerson" ورئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي "Joseph Dunford" الذين كانوا جميعاً مؤيدين للضربة.

كذلك نقل عن عدد من المستشارين لترامب بان الضربة الاميركية طريقة مناسبة لاظهار بعض "المسافة" في العلاقات الروسية الاميركية.

ترامب تجاهل استشارة المحليين الاستخباراتيين

الصحفي الاميركي المعروف "Robert Parry" كتب مقالة نشرت على موقع "Consortiumnews" كشف فيها ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاهل استشارة بعض المحللين الاستخبارتيين الاميركيين الذين شككوا بان النظام السوري استخدم الاسلحة الكيماوية في خان شيخون، وأقدم على توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا.

ولفت الكاتب الى وجود خلاف داخل الادارة الاميركية حول المعلومات الاستخبارتية، اذ ان عددا من المصادر الاستخباراتية قدمت تقييمات متناقضة مع رواية واشنطن الرسمية، وقالت إن أغلب الادلة تفيد بان الجماعات المسلحة المرتطبة بتنظيم "القاعدة" كانت المسؤولة عما حصل في خان شيخون، اما من خلال اطلاق المواد الكيماوية عن قصد او جراء قصف حاويات تابعة لهم تحتوي على الغاز السام.

الكاتب نقل عن مصادر الاستخباراتية قولها إن السيناريو الاكثر ترجيحاً هو ان الجماعات المسلحة تقف وراء حادثة خان شيخون من أجل اجبار ترامب على تغيير سياسته بعد ان أعلن قبل ايام بان الحكومة الاميركية لم تعد تسعى الى تغيير النظام في سوريا.

وأضاف الكاتب بان هذا المصدر أوضح بان فريق ترامب منقسم بين مستشاريه المقربين مثل كبير استراتيجيي البيت الابيض "Steve Bannon" وزوج ابنة الرئيس الاميركي "Jared Kushner"من جهة، والمحافظين الجدد الذين "اعادوا تموضعهم" تحت قيادة مستشار الامن القومي "H.R McMaster" الذي كان معاوناً للجنرال الاميركي "David Petraeus" والذي يعد بدوره من الشخصيات المفضلة للمحافظين الجدد.

كما شرح الكاتب بان اطاحة "Michael Flynn" بوقت مبكر من منصب مستشار الامن القومي وكذلك انهاء دور "Bannon" في مجلس الامن القومي كانت خطوات اساسية في عودة نفوذ المحافظين الجدد في رئاسة ترامب.

هذا وعاد الكاتب ونقل عن المصدر الاستخبارتي المذكور ان ترامب رأى في الضربة العسكرية ضد سوريا وسيلة لتغيير مسار النقاش في واشنطن، اذ ان ادارته تتعرض لحملات عنيفة من الديمقراطيين الذين يزعمون ان انتخابه جاء نتيجة عملية سرية روسية.

و شبه الكاتب ما قام ترامب بما اقدم عليه الرئيس الاميركي الاسبق "Bill Clinton" الذي قرر القيام بعمل عسكري ضد صربيا عام 1999 في ظل فضيحة "Monica Lewinsky".

وتحدث الكاتب عن الذعر في المجتمع الاستخبارتي الاميركي بعد قرار ترامب "المتسرع" لمهاجمة سوريا، مشيراً الى ما قاله ضابط ال-CIA السابق المدعو "Philip Giraldi" بانه سمع من مصادره الميدانية كم تفاجأوا بتزييف ترامب وكذلك وسائل الاعلام الاميركية للرواية الحقيقة حول ما حصل في خان شيخون. ولفت الى ما قاله "Giraldi" باحد المقابلات ان مصارده على الارض في الشرق الاوسط تقول ان الرواية التي نسمعها عن استخدام الحكومة السورية او روسيا الاسلحة الكيماوية هي زائفة، وان مصادره يميلون اكثر نحو التحليل الذي يقول ان ما حدث ناتج عن قصف مخزن تابع للقاعدة.

المحافظون الجدد يطالبون بالتصعيد بعد العدوان الاميركي

كتب "Robert Kagan" الذي يعد منظِّر تيار المحافظين الجدد مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" والتي شدد فيها على ضرورة ان تكون الضربة العسكرية الاميركية على مطار الشعيرات بداية لحملة أوسع لتغيير مسار تقليص القوة والنفوذ الاميركي في الشرق الاوسط والعالم. وقال ان ضربة صاروخية واحدة لا يمكن ان تصلح الضرر الناتج عن سياسات ادارة اوباما السابقة حيال الازمة السورية، بحسب تعبيره.

كما تابع الكاتب بان الضربة الصاروخية الاميركية يجب ان تكون فاتحة لاستراتيجية سياسية ودبلوماسية عسكرية شاملة لاعادة توازن الوضع في سوريا "لمصلحة اميركا". وأوضح بان ذلك يعني اعادة احياء بعض المقترحات التي رفضها اوباما، مثل اقامة منطقة حظر طيران ومنع تحليق الطائرات العسكرية السورية، وكذلك تسليح وتدريب ما أسماه "المعارضة المعتدلة"، وذلك بهدف التوصل الى تسوية سياسية في سوريا و"انهاء نظام (الرئيس) الاسد"، بحسب تعبير الكاتب. وقال ان هذا بدوره سيتطلب نقل الاعتدة العسكرية الاميركية الى المنطقة كي لا تقوم روسيا او ايران بالتصعيد، وفقاً لتعبير الكاتب.