ترامب وانتهاكه للمواثيق الدولية
مهدي منصوري
العملية الاجرامية التي قام بها المجنون الاهبل ترامب بضرب اكبر قاعدة جوية للجيش السوري قد تكون شبيهة لما فعله من قبل سلفه بوش الابن في ضرب العراق وبدعوى كاذبة ومزيفة، وقد جاء تبرير ترامب للقيام بهذا العمل الاجرامي واللااخلاقي والذي يتنافى مع ابسط المواثيق الدولية مضحكا اذ اعلن بانه وكما وعد الشعب الاميركي ابان الانتخابات حماية أمنهم من الارهاب.
ولكن وللاسف الشديد ان ترامب وبفعلته الشنيعة هذه قد اخطأ الهدف لان والذي وضح لدى العالم اجمع وكما اعترفت بها اوساط قيادية وسياسية استخبارية اميركية من قبل خاصة ما صرحت به كلينتون وبكل صراحة ان "داعش الارهابي هو صناعة اميركية "، فلذلك وفي ظل الظروف الموضوعية القائمة والتي اكدت هزيمة الارهاب على يد القوات السورية والقوى المتحالفة معها بحيث اشرف على النهاية رغم كل المحاولات التي بذلتها ليس فقط اميركا بل كل الدول الذيلية كالكيان الصهيوني والسعودية وغيرها من اجل ان لايصل الارهاب والارهابيون الى هذه الحالة المأساوية، الا ان جهودهم قد باءت بالفشل ولم يتمكنوا ان يوقفوا انهياره، لذا لم يتبق لهم سوى التدخل العسكري والذي يعتبر آخرماتبقى لهم من محاولات يائسة وكما يقال "آخر الدواء الكي"، وطبيعي جدا فان فرحة وسرور الارهابيين والدول الداعمة لدليل قاطع ان الضربة لم تستهدفهم كما ادعى ترامب، بل استهدفت الجيش السوري وحلفاءه الذين اذاقوا الارهابيين مرارة الهزيمة النكراء.
وقد يكون من الطبيعي جدا ان هذه العملية الجبانة وكما يقال "رب ضارة نافعة" ستكون دافعا وحافزا قويا لتوحيد الجهود والطاقات العسكرية بالدرجة الاولى والاعلامية والسياسية من اجل ان تدق آخر مسمار في نعش الارهاب الذي يترنح ويحتضر اليوم.
وليعلم ترامب ومن وقف او شجعه على هذا العمل من ان سوريا تعيش حالة حرب ليس فقط مع الارهاب، بل مع داعميهم، ولذلك فانها لن تقف بعد اليوم مكتوفة الايدي، بل انها سترد الصاع صاعين وسوف لن يكون الرد على جبهات القتال مع الارهاب فحسب بل سيتعدى الى أبعد من ذلك بحيث يكون عبرة لمن اعتبر، وبنفس الوقت ستقطع كل الايادي التي تمتد للنيل من حرية واستقلال الشعوب خاصة الشعب السوري الذي آل على نفسه ان يقف مع حكومته والى آخر لحظة حتى طرد آخر ارهابي من ارضه.
واخيرا لابد للمجتمع الدولي ان تكون له وقفة قوية وشجاعة تجاه مثل هذه التحديات لقراراته ومواثيقه، والا فانه وفي حالة التغاضي او الاكتفاء ببيانات التنديد قد يفتح الابواب امام اضطراب اقليمي ودولي يضع الامن والسلام الدوليين في حالة من الخطر.