القائد: عزة ايران وهوية شعبنا مشهودة في جميع أحداث العام الماضي وحتى الاعداء أقروا باقتدارها وعظمتها
* هدف الأعداء الضغط الاقتصادي على الشعب الايراني بهدف خلق الفتور لديه تجاه النظام الاسلامي وخلق هوة بين الشعب والنظام
* الخدمات التي قدمها النظام الاسلامي الى ايران والشعب الايراني منذ انتصار الثورة الاسلامية خدمات بارزة وممتازة
* نريد لبلادنا العظمة الوطنية المستمرة، الرفاهية العامة، الأمن المستمر، امتلاك عملة قوية وزيادة القوة الشرائية للناس
* سيخرج شعبنا مرفوع الرأس مرة أخرى بإقامة إنتخابات جيدة، وسيمضي للأمام ولن يتمكن الأعداء من إرتكاب أي حماقة
طهران- كيهان العربي:- في ندائه بمناسبة حلول العام الايراني الجديد هنأ قائد الثورة الاسلامية سمحة آية الله العظى السيد علي الخامنئي، الشعب الايراني لاسيما عوائل الشهداء والمضحين بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وحلول عيد النوروز، متمنيا للشعب الايراني ومسلمي العالم عاما مفعما بالخير والبركة والامن والرخاء، معلنا عن تسمية العام الايراني الجديد بعام" الاقتصاد المقاوم.. انتاج وعمل".
واشار سماحة القائد الخامنئي، الى ان العام الماضي ترافق مع امور واحداث حلوة ومرة للشعب الايراني منوها الى ان عزة ايران وهوية الشعب الايراني الكريم كانت مشهودة في جميع احداث العام الماضي وان الاعداء في جميع انحاء العالم اقروا باقتدار وعظمة الشعب الايراني.
وراى سماحته ان الحضور الملحمي المشفوع بالحمية للجماهير في مسيرات 22 بهمن ( ذكرى انتصار الثورة الاسلامية ) ردا على اساءة الرئيس الاميركي الجديد وكذلك الحضور الحاشد للجماهير في يوم القدس، بانها تجسيد لهوية الشعب الايراني واهدافه السامية وقال : رغم ان جيران ايران والدول الاقليمية تعاني من وضع غير مستقر، الا ان امن البلاد كان مشهودا رغم البيئة الاقليمية المضطربة، وان الشعب الايراني جرب امنا مستديما طوال العام.
واشار الى ان التطلعات الشباب والتحركات الدينية العامة كانت ايضا من المؤشرات الاخرى لنجاح وتقدم الشعب الايراني منوها بالقول: ان المشاهدة والاطلاع على الانشطة المثيرة والابداعات العلمية الثقافية والانتاجية والرياضية التي قام بها الاف الشباب في شتى انحاء البلاد واقامة الجلسات والنشاطات الدينية الجذابة بانها من النقاط الايجابية الاخرى التي نشرت السرور في البلاد وفي نفوس الشعب الايراني.
واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية، ان المشاكل المعيشية والاقتصادية التي عانت منها شرائح خاصة لاسيما الطبقة المتوسطة والفقيرة بانها من الامور المريرة التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي واضاف : انا على اطلاع كامل بوضع الناس، لذلك اشعر تماما يما يشعر به الناس من مرارة لاسيما الطبقة المعوزة بسبب المشاكل الاقتصادية مثل الغلاء والبطالة والتمييز وعدم المساواة والمشاكل الاجتماعية.
والمح سماحته الى التاكيد على موضوعي "المبادرة والعمل" في تسمية العام الايراني الماضي والانجازات الطيبة التي شرحها المسؤولون وقال: طبعا هنالك بون شاسع بين ما تم تنفيذه وما يتطلع اليه الناس والقيادة وانه ينبغي التركيز على الاحصاءات الايجابية والسلبية في ذات الوقت.
واكد ان حصر الاهتمام بتسمية (الاقتصاد المقاوم) ليس كافيا لاسيما في مجال وضع الحلول للمشاكل القائمة، ونوه الى ان معالجة المشاكل تتمثل في تقسيم خطة الاقتصاد المقاوم الى نقاط رئيسية ومهمة وتركيز طاقات المسؤولين والشعب عليها وهذه النقاط الرئيسية تتمثل بالانتاج الداخلي وتوفير فرص العمل لاسيما لجيل الشباب في البلاد.
وتابع سماحة القائد انه بناء على هذه الضرورة فقد ارتأينا تسمية العام الجديد بعام" الاقتصاد المقاوم..انتاج وعمل" وقال : ان التركيز والتخطيط لهذه النقاط الحيوية التي تشكل اهم مطالب القيادة والشعب من المسؤولين، ستؤدي الى تحقيق نجاحات لافتة وملموسة وعلى المسؤولين ان يقدموا تقريرا بهذا الشان لابناء الشعب في نهاية العام.
وخلال كلمته في اليوم الأول من السنة الإيرانية الجديدة (1396 هجري شمسي)، أشاد سماحة قائد الثورة الاسلامية أمام حشود زوّار مرقد الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام بمدينة مشهد المقدسة، بالوحدة وإلتزام الشعب الإيراني بالقيم الثورية وإلتزام الشعب بالأسس والقضايا الدينبة.
واعتبر سماحته "الأمور المعيشية والإقتصادية"و "الإنتخابات" التي ستجري في أيار/مايو المقبل، قضيتين هامتين للعام الجديد، وأكد سماحته على ضرورة حل كافة مشاكل البلاد في ظل "الإدارة المتدينة والثورية والمنتجة والمفعمة بالإندفاع" وأضاف: ان تركيز المسؤولين على الإنتاج المحلي، ومطالبة الشعب بهذا الخصوص، سوف يؤدي الى حل مشاكل كثيرة وخاصة "بطالة الشباب" والشعب الإيراني العزيز سوف يحقق مطالبتي الأساسية والهامة وهي المشاركة الحماسية لكل من يستطيع أن يدلي بصوته، ويزيد من عزة واقتدار وسمعة إيران بالتألق الحقيقي في الانتخابات ويعرض شموخه أمام الأعداء.
واعتبر سماحته العام الايراني الجديد (1396) بأنه سيكون عاما هاما بالنسبة للبلاد نظرا لوجود حاجة الى تحرك اقتصادي في البلاد وكذلك نظرا للانتخابات الرئاسية والانتخابات البلدية القادمة، وقبل أن يتطرق سماحته لهذين الموضوعين الهامين، استعرض أوضاع البلاد خلال العام المنصرم (95) وأضاف: رغم المشكلات الإقتصادية التي واجهتها البلاد، الا ان الشعب الايراني تألق جيدا.
واعتبر "تمسك الشعب والتزامه بقيم الثورة الاسلامية" و"التزام الشعب بالقضايا الايمانية والدينية" مؤشران أساسيان في تقييم حركة الشعب وأضاف: الهمة العالية للشعب خلال المشاركة الحماسية في مسيرات 22 بهمن (10 شباط) ذكرى انتصار الثورة، والمناسبات الدينية خلال العام الفائت وبمعزل عن الأذواق السياسية المختلفة والتي أظهرت التوجهات الثورية والدينية لحركة الشعب الايراني أمام الصديق والعدو.
واعتبر "الوحدة الوطنية" التي تجلت خلال العام الفائت، بأنها جسدت التضامن الوطني في القضايا الأساسية رغم تباين وجهات النظر في الأمور السياسية والفرعية وأضاف: الشعب الإيراني موحد في طريق الثورة والنظام الاسلامي.
واشار سماحة القائد الى القضية الرئيسية والأولوية الأولى للبلاد وهي القضية الإقتصادية وأكد سماحته بأن هدف الأعداء هو الضغط الاقتصادي على الشعب الإيراني بهدف خلق الفتور لديه تجاه النظام الاسلامي وخلق هوة بين الشعب والنظام، وأضاف: بالطبع ان العدو الاحمق عديم الدين، يبذل جهوده ومساعيه منذ سنوات، الا انه لم ينجح ولن ينجح.
واعتبر سماحته بأن مسؤولية الجميع وخاصة المسؤولين أمام هذا المخطط، مهمة جداً موضحاً خطط الأعداء الاعلامية بقوله: إن العدو يسعى في دعاياته الواسعة الى لصق المشكلات الاقتصادية والمعيشية في البلاد بنظام الجمهورية الاسلامية، انه يريد ان يوحي ان النظام الاسلامي غير قادر على حل مشكلات الشعب وحل المعضلات، وهذه الدعايات ناجمة من عدائه وحقده على النظام الاسلامي، وهي مخالفة للواقع.
وأكد سماحة آية الله الخامنئي أن الخدمات التي قدمها النظام الاسلامي الى ايران والشعب الايراني خلال هذه الفترة، كانت خدمات بارزة وممتازة، واذا قارنا هذه الخدمات مع الخدمات خلال عهد الطاغوت البائد، سيتبين كم من الخدمات قدمها النظام الاسلامي.
وتابع قائد الثورة الاسلامية المعظم كلمته بالتطرق إلى بعض نقاط الضعف التي يعاني منها النظام الاسلامي حيث رأى سماحته في الادارة الساكنة وغير الثورية سبباً لنقاط الضعف هذه، وقال سماحته: نعم هنالك نقاط ضعف يعود منشؤها لنوعية إدارتنا، وليس لحركة النظام الإسلامي العامة، وتابع سماحته: أينما كان لدينا إدارة نشطة وفعالة فلقد تطور العمل، وأينما كان لدينا إدارة ضعيفة، يائسة، غير ثورية، تعبة وعديمة الحركة فإن العمل إما توقف أو انحرف.
وطرح سماحة القائد الخامنئي بعضاً من الإحصائيات التي تتعلق بإنجازات النظام الإسلامي خلال السنوات القليلة الماضية بالمقارنة مع هذه الإحصائيات قبل قيام الثورة الإسلامية فعلى الرغم من أن تعداد سكان إيران قد قارب ضعفي ما كان عليه قبل قيام الثورة إلا أن الإحصائيات تشير إلى تقدم البلاد في كافة الميادين بمعدلات مثيرة للانتباه حيث أشار سماحته إلى أن طرقات البلاد أصبحت ستة أضعاف ما كانت عليه قبل الثورة، طاقة الموانئ الاستيعابية أصبحت 20 ضعف ما كانت عليه قبل الثورة، السدود السطحية أضحت 30 ضعف، توليد الطاقة الكهربائية أصبح 14 ضعف، الصادرات غير النفطية أصبحت 57 ضعف ما كانت عليه قبل الثورة.
وعلى الصعيد العلمي أشار سماحته الى أن عدد الطلاب الجامعيين قد أصبح 255 ضعف ما كان عليه قبل الثورة الإسلامية؛ إذ كان عدد الطلاب قبل الثورة 200 ألف طالب، إلا أنه أصبح الآن خمسة ملايين طالب وطالبة جامعية، فيما أصبح عدد المقالات العلمية 16 ضعف ما كان عليه قبل الثورة الإسلامية.
وتابع بالقول: لدينا الكثير من الطاقات والقدرات، عندما نقول أنه في المستقبل سوف يتم إنجاز مجموعة من الأعمال فإننا نقول هذا بناء على هذه الطاقات الكامنة.
وأشار سماحته الى أن عدد الشباب في الجمهورية الاسلامية الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و400 سنة يبلغ 33 مليون شخص؛ أي أن إيران بلد شاب لديه القدرة على العمل، وفي إشارة منه الى احتياطات الجمهورية الاسلامية من النفط والغاز قال سماحته: وصلني مؤخراً إحصاء يفيد بأننا الدولة الأولى في العالم في احتياطي الغاز، ولا توجد أية دولة في العالم لديها من الغاز بقدر ما لدينا.
وحذر سماحة قائد الثورة الإسلامية من مؤامرات الطامعين بثروات الجمهورية الاسلامية بقوله: هذه البلاد بلاد غنية، وإنه ليس أمراً عبثياً أن ينظر الأعداء لهذه البلاد بعين الطمع ويريدون أن يخضعوها لسلطتهم. طبعاً هذه هي أمنيتهم الدائمة والتي لن يحققوها أبداً.
وتابع سماحته كلمته بقوله: نريد لبلادنا العظمة الوطنية المستمرة، الرفاهية العامة، الأمن المستمر، امتلاك عملة قوية وزيادة القوة الشرائية للناس. ورأى سماحته أن تحقيق هذه الأمور يتطلب توفر إدارة قوية، إنتاج قوي واقتصاد قوي ومستقل لا نحتاج من خلاله لمد أيدينا للاخرىن؛ ونتمكن من خلاله من الاختيار، الحركة، والتأثير على قيمة النفط...لا يمكن تحقيق هذه الأهداف من دون الاتحاد، ومن دون الثقافة الثورية، ومن دون المسؤولين الشجعان والنشطين.
ووصف سماحة قائد الثورة الاسلامية بطالة الشباب وخصوصاً الشباب المتعلمين بالفراغ الذي تعاني منه الجمهورية الاسلامية في ايران. متناولاً الوضع المعيشي للطبقة الضعيفة وركود الإنتاج بقوله: إننا مطلعون على الوضع المعيشي للناس، يعاني الناس من الناحية المعيشية من مشاكل عدة.
وقال سماحته لقد تمَّ في العام الماضي إنجاز عدة أعمال جيدة، والحق يقول أن نتطرق للجهود التي بذلها المسؤولون وأن نتوجه بالشكر لهم.
ولخّص قائد الثورة الإسلامية المعظم فوائد تشجيع وتطوير الإنتاج الداخلي بعدم استهلاك القطع الأجنبي في البلاد من أجل شراء البضائع الإستهلاكية، زيادة الصادرات، قلة الاهتمام بالتفاخر بالماركات الأجنبية، إيجاد نشاط وطني، إيجاد فرص عمل وحل مشكلات البطالة وتفتح قدرات الشباب.
وفي معرض إشارته إلى متطلبات الإنتاج أشار سماحته الى وجود أربعة متطلبات أساسية هي المهارة، الموارد البشرية، رؤوس الأموال وأدوات العمل اللازمة والمتطورة؛ بعضها تمتلكها الجمهورية الإسلامية والبعض الآخر يمكن لها امتلاكه من دون أية مشاكل.
كما نوّه بقدرات الشباب الإيراني بقوله: البعض يقول ليس لدينا الأدوات. وأنا أقول الشاب الإيراني الذي يمكنه خلال مدة وجيزة تطوير تخصيب اليورانيوم من 3.5 بالمئة إلى 20 % والذي يمثل عملاً كبيراً للغاية، يمكنه بسهولة إيصال نسبة التخصيب هذه الى 99% . هذا أحد الأمثلة عن المشكلات التي واجهناها والتي تمكن شبابنا خلال مدة وجيزة من حلها.
وأردف سماحته: هذا الشاب الذي تمكن في مجال الصواريخ وعلى الرغم من العقوبات المفروضة من إنجاز إنجازات دفعت أحد المسؤولين العسكريين الصهاينة إلى القول: أنا أُكنُّ العداء للإيرانيين ولكني لا أستطيع أن لا أمتدحهم لأجل العمل الكبير الذي قاموا به.
وأكد على أهمية ارتباط الجامعات بالصناعة والذي يعود بالنفع على تقدم الأبحاث العلمية وعلى تقدم صناعة البلاد على حد سواء وقال سماحته: ليس لدينا طريق مسدود، ليس لدينا طريق لا يمكننا سلوكه، ينبغي علينا أن نتحرك قليلاً.
وأعاد سماحة القائد الخامنئي التأكيد على دور السلطات الثلاث في تشجيع الإنتاج الداخلي والاستثمار من خلال تشجيع الناس على الإنتاج والإدارة الجيدة لهذا الملف وضمان الأمن الاقتصادي وسن التشريعات والقوانين التي تصون عمليات الاستثمار وتُشجعها.
واشار سماحته الى دور الناس في تشجيع الإنتاج الداخلي من خلال استهلاك البضائع الوطنية، وأن يسعى الشباب إلى العمل بكل جدية وأن لا يكونوا عديمي المسؤولية أو فاقدي الرغبة والدافع.
وشدد على منع استيراد البضائع التي يُنتَج شبيهها في الداخل بقوله: استيراد البضائع التي تُنتج في الداخل يجب أن يصبح أمراً حراماً شرعاً وقانوناً.
كما حذَّر سماحة قائد الثورة الإسلامية من خطورة التهريب على اقتصاد البلاد وطالب سماحته المسؤولين بالتصدي بكل جدية لعصابات التهريب المنظم.
واشار الى الانتخابات التي سوف تشهدها الجمهورية الاسلامية في ايران خلال الأشهر القليلة القادمة بقوله: الانتخابات سبب للعزة الوطنية، وسبب لتقوية الشعب الإيراني.. الشيء الذي يأتي في الدرجة الأولى بالنسبة لي هو المشاركة العامة في الانتخابات، ينبغي على كل من يستطيع أن يدلي بصوته أن يحضر ويشارك في عملية التصويت.
وأكد سماحته على ضرورة الالتزام بقانون الانتخابات مهما كان مُرّاً، وعلى وجوب تقبُّل نتيجة الانتخابات مهما كانت.
وأضاف: لم أتدخل في الانتخابات في وقت من الأوقات، وحتى أنني لا أقول لمن تدلوا بأصواتكم؛ إنني أتدخل في مكان واحد فقط وهو عندما يريد البعض أن يقفوا في وجه أصوات الناس ويحطموها، سوف أقف بوجه كل من يريد أن يتلاعب بنتيجة أصوات الشعب. ففي السنوات الماضية حصل ذلك في سنوات 1997 و2005 و2009 و2013، وقد واجهت ذلك.
وقال: سيخرج الشعب الإيراني مرفوع الرأس مرة أخرى بإقامة إنتخابات جيدة، وسوف يمضي الى الأمام ولن يتمكن أعداء الشعب كما في السابق من إرتكاب أي حماقة.