قمة بحر الميت
مهدي منصوري
لم تحظ قمة المتخاذلين وبالقرب من البحر الميت بأي اهتمام شعبي وسياسي واعلامي لانها لم تختلف عن بقية القمم التي سبقتها والتي لم تلامس الواقع الحقيقي الذي تعيشه الشعوب بل هي خاضعة لارادات الاخرين.
والمتعارف ايضا ان البيان الختامي لهذه القمة لا يختلف كذلك عن بقية البيانات الاخرى، بل هو صياغة واحدة ولكنها قد تختلف في الديباجة والنهاية فحسب.
وكان من المفروض ان تناقش هذه القمة القضايا المصيرية للشعوب خاصة الشعب الفلسطيني المضطهد المظلوم الذي يعيش الالام والمعاناة الكبيرة على يد النظام العنصري الصهيوني لانها قد تم اجتماعها في اقرب منطقة لهذا الكيان الغاصب، الا اننا نرى انهم قد اهملوا بل اغفلوا هذا الامر ولم يعطوه الاهمية واخذوا يشرقون ويغربون ويبحثون في قضايا قد امليت عليهم من قبل، ولامجال ولا مناص لديهم سوى الموافقة فحسب. وكما عبرت اوساط سياسية واعلامية بانهم اثبتوا انهم ادوات طيعة بيد الاسياد الاميركان والصهاينة.
ومن السخرية بمكان ان تسلط الاجهزة الاعلامية المرئية على صورة من المؤتمر شغلت العالم اجمع والا وهي ان الاغلب من الذين فرضوا انفسهم قادة على الشعوب العربية قد غطاهم النوم العميق وكأنهم وجدوا في المؤتمر فرصة جيدة ليستريحوا من التعب والنصب الذي لا قوه خلال سفرهم الى البحر الميت.
والسؤال المهم هل يمكن لمثل هذه الصورة السيئة ان تتصدى للقضايا الاساسية والمهمة التي تعاني منها شعوبهم؟. ولذلك جاءت قرارات المؤتمر مكررة ومسموعة وليس فيها جديد سوى شيئ واحد الا وهو الاتفاق على الوقوف بوجه المقاومة الاسلامية الفلسطينية واللبنانية من اجل ان تبقى اسرائيل آمنة مطمئنة، وبنفس الوقت فانهم قد صبوا جام غضبهم على كل الدول والشعوب التي قاومت ولازالت تقاوم وتحارب الارهاب، وقد جاء كل ذلك تماشيا مع الارادة الاميركية والصهيونية التي تريد فرض ارادتها على الشعوب من خلال اساليبهم الخبيثة والاعتماد على القوة في ذلك.
واللافت ايضا في الامر ومن اجل التغطية على فشلهم واحباط مخططاتهم الاجرامية فانهم اخذوا ينشرون غسيلهم الوسخ على الدول التي ساهمت وقدمت الدعم اللازم للقضاء على الارهاب وقد كان للجمهورية الاسلامية وكما هو متعارف النصيب الاكبر بحيث دفعهم الامر الدعوة لتشكيل تحالف دولي وعربي لما اسموه بمواجهة النفوذ الايراني المزعوم ليعكسوا وبوضوح تام ولشعوب العالم اجمع حالة الاحباط والياس التي تملكتهم بعد ان اتضح ان الارهاب المدعوم من فعلهم سيصبح في خبر كان.
ومن الطبيعي جدا ان القمة التي تمول من قبل ممولي الارهاب وعلى رأسهم السعودية وقطر ولابد ان تأتي قراراتهم متماشية مع هذا التوجه الاعمى والاهوج، ولذلك اغمضوا اعينهم وصكوا اسماعهم عما يعانيه الشعب اليمني من ظلم واضطهاد وقتل وتدمير وكذلك شعوب الدول التي تواجه الارهاب كالعراق وسوريا وليبيا وغيرها على يد من يدعي كذبا وزورا حماية المسلمين في حين يعيش عدو الاسلام والمسلمين الكيان الصهيوني في امن وامان.
واخيرا فان الجمهورية الاسلامية التي عرفت بمواقفها الثابتة بدعمها لكل جهد مقاوم ضد الكيان الصهيوني والارهاب لايمكن لمثل هذه القرارات وغير ان يثنيها عن موقفها او يعفيها عن تقديم الدعم اللازم وحتى تحقق للشعوب اهدافها في العيش الحر والكريم.