رغم كل التحذيرات والاجراءات المشددة التي اتخذتها سلطات آل خليفة ومع بثها لجو من الخوف والرعب وكأن البلاد تعيش حالة طوارئ غير معلنة نزل ابناء البحرين الى الشوارع وانطلقوا من اكثر من 60 نقطة في تظاهرات حاشدة وصاخبة متحدين قمع النظام واستبداده لاحياء الذكرى السادسة لانطلاق ثورتهم المباركة ثورة الـ 14 من فبراير ليثبتوا للنظام الخليفي الجائر ولحماته الاقليميين والدوليين انهم ماضون وراسخون في نهجهم وحراكهم السلمي مهما تقادمت السنون ولم يتركوا الشارع حتى يستوفون حقوقهم الوطنية والشرعية والقانونية اسوة بكل مواطنين دول العالم في الانتخاب والمشاركة في القرار الوطني.
ان احياء الشعب البحريني للذكرى السادسة لانطلاق ثورته بكل ما تحمله ويتحمله من جراحات وآلام طيلة هذه السنوات يؤكد للعالم بما لا تقبل الشك ان الخيارات الامنية والطائفية للنظام اصطدمت بصخرة وعي هذا الشعب وصموده واصراره على حركته السلمية لدرجة اعجزت حتى الصبر، وهذا ينطلق من ايمانها سمعا وطاعة لقادتها الافذاذ وعلى رأسهم رمزهم الوطني والديني آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي اتهمته السلطات البحرية جزافا بانه يحرض على العنف ويأجج الاوضاع في وقت يعترف الجميع بانه صمام الامان الذي ضبط الشارع ووفر الامن في البلاد لكن الى متى نتحمل هذا الوضع؟ لان للصبر حدود.
وما من شك ان النهج الحضاري للثورة البحرينية وتمسكها لحد الآن بسلميتها قد ابهر الرأي العام الدولي والاقليمي الذي يقف اليوم اجلالا وتكريما امامه وفي نفس الوقت أذهل الساسة واصحاب القرار في العالم لنفسها الطويل وتحملها للشدائد والمحن رغم ما تعرضت له من تعسف وسجن وارهاب وتقتيل وهدم للمساجد والحسينيات واسقاط الجنسية عن قادتها وزج الاخرين منهم في السجون لمجرد ارائهم، لكن هل هذه الامور هي تدين النظام البحريني وحماقتهم وتفضحهم امام العالم وشعوبهم ولابد ان يأتي ذلك اليوم الذي سيدفعون ثمن مواقفهم المخزية واللاانسانية تجاه الشعب البحريني.
وما قاله الشيخ حسين الديهي نائب امين عام جميعة الوفاق الاسلامية في الذكرى السادسة لانطلاقة الثورة البحرينية للخروج من هذه الازمة بان "التفاوض السياسي برعاية اممية تخضع لاستفتاء شعبي"، هو محاكمة للنظام وداعميه واحراجهم امام العالم وبالتالي سد الباب تماما امام التهريج الطائفي المقيت الذي تستغله السلطة باستمرار الهروب الى الامام لان الشيخ الديهي اكد على ثلاثة امور اساسية لا تقبل التفسير او التأويل واعلنها بالفم الملآن امام الملأ: 1 ـ وطنية الحل 2 ـ سلمية الحراك 3 ـ الاصلاح السياسي ولايمكن لاي عاقل في هذه الدنيا ــ ما عدا المستبدين والطغاة ـ ان يخدش بهذه المعايير الديمقراطية والانسانية.
لكن المفارقة المبكية المضحكة هو ما قاله بالامس السمسار اردوغان الذي برمج زيارته للبحرين في الذكرى السادسة لانطلاق ثورتها بان "تركيا تقف مع النظام الحاكم في البحرين في السراء والضراء" وكأنه ينتقم لهزيمته في سوريا من الشعب البحريني، وما قاله في السنة الاولى لهذه الثورة بان "ما يجري في البحرين اشبه بما جرى في كربلاء". يا سبحان الله هكذا تسحقق المصالح الثوابت والمبادى والاخلاق الانسانية. والا دهى من ذلك يعرض على النظام البحريني ابعاد الشيخ عيسى قاسم الى تركيا.
ان الشعب البحريني وقادته الميامين قد اتموا الحجة على النظام وحماته خاصة الغربيين الذين ينعقون ليل نهار كذبا وزورا بشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وهم يدشنون السنة السابعة لانطلاق ثورتهم السلمية في وقت يصر النظام الخليفي على المصادرة الحريات وحقوق الشعب والاستمرار في سياسته القمعية الاقصائية، لا أحد يضمن ما ستؤول اليه الاوضاع في البحرين في وقت حذرت بعض الاوساط الغربية ومراكز دراساتها بان الاوضاع في هذا البلد مع تصاعد موجة العنف والاعدامات والتصفية لشباب البحرين لمجرد معارضتهم السلمية قد تدخل البحرين في اتون ازمات وانفاق مظلمة لا احد يتكهن بعواقبها الوخيمة اذا ما انفلت العقال.