* د. كاظم ناصر
* إسرائيل تواجه معارضة دوليّة لظلمها وإضطهادها لشعب فلسطين ، ولإحتلالها لأراضيه ، ولسياساتها العنصرية ضدّه . ساسة ، وكتّاب ، وصحفيّون ، ومثقّفون ، ومواطنون عاديون في معظم دول العالم يكتبون لكشف أكاذيبها ، ويتظاهرون ضدّها في مدنهم وبلداتهم ، ويقاطعون منتجاتها ، ويرسلون مساعدات للجامعات والمدارس والمدن والقرى الفلسطينية ، ويأتون من دولهم للتظاهر ضدّها في يوم الأرض وغيره من المناسبات الفلسطينية الرافضة لجرائمها .
* وعلى النقيض من ذلك فإننا ... نحن العربان ... نتآمر معها ضدّ شعوبنا ، ونستقبل وفودها الرسميّة والشعبيّة سرّا وعلانيّة ، ونفتح حدودنا لمواطنيها ونغلقها في وجه إخواننا العرب ، ويتشمّس صهاينتها على شواطئنا وفي برك سباحة فنادقنا ، ويتسوّقون في مولاتنا ، ويبيعون منتجاتهم في متاجرنا .
* إنهم يتجولون في شوارعنا بحرية وأمان ، .. بينما دولتهم .. لا تسمح حتى لمواطني الدول العربية التي إعترفت بها ، وأقامت معها علاقات دبلوماسية أن يعيشوا ويعملوا في تل أبيب والقدس وحيفا وغيرها بحرّية كما تسمح دولنا للصهاينة ! إسرائيل لا تسمح لفلسطينيي المهجر بزيارة أهلهم ، ولا للمسلمين من طنجة إلى جاكرتا بزيارة القدس في أي وقت يشاؤون ، ولا للعرب بدخولها للسياحة والصلاة في القدس ! نحن نفتح لها أبواب أوطاننا ، وهي تمنعنا من دخولها ، وتصفعنا على وجوهنا بمناسبة وغير مناسبة دون أن يعترض على ذلك حاكم عربي واحد !
* وزيادة على ذلك فإننا نحن العرب نبرّر ظلمها لأبناء جلدتنا ، ونلهث جريا في طلب ودّها ، ... وأخيرا وليس آخرا ... نرقص مع حاخاماتها ، ونردّد معهم أغانيهم الدينية العنصريّة في عواصمنا ... ونعتزّ ونفتخر بكوننا معهم ، ونشكرهم لأنهم .. شرّفونا .. بزياراتهم الميمونة المباركة ونتمنى لهم إقامة سعيدة في أوطاننا !
* هل فقدنا عقلنا إلى درجة أننا لا نستطيع ان نفرّق بين الصديق والعدو ؟ أطماع الصهاينة في وطننا العربي واضحة كالشمس ويوجد عليها عشرات الأدلّة التي نشاهدها ونشعر بها كل يوم . إسرائيل تهدّدنا جميعا ، وإن الذي حلّ بفلسطين ، والجولان ، وسيناء ، ومزارع شبعا ... من الممكن جدا ... أن يحلّ بما تبقى من دولنا المتهاوية ، وإننا إذا لم نستيقظ من سباتنا الذي فاق سبات أهل الكهف في مدّته ، فقد ننتهي في يوم من الأيام .. أقنانا .. عند بني صهيون يتحكّمون بنا كما يشاؤون .
* فتح أبواب العواصم العربية لنتنياهو ودولته وصهاينته لا يخدم قضايانا ولا يساهم في حلّ مشاكلنا . إنّه يزيدها تعقيدا ، ويزيدنا فرقة وشرذمة ، ويعجّل في تفكّكنا وانهيارنا . ما نحتاج إليه هو فتح الأبواب لإخواننا العرب حتى إذا إختلفنا معهم . تضامننا ، وتقاربنا وتعاوننا يحمينا من الصهاينة وغيرهم من أعدائنا ، ويساعدنا على حلّ مشاكلنا وتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا .
* الأمة التي لا تستطيع أن تحمي حدودها ، ومواطنيها ، وتقيم القواعد الأجنيّة على أراضيها وتدفع الثمن للأجنبي ليحميها من أعدائها ، وتفرّط بأرضها ومدنها وقراها هي أمة مريضة لا تستحق الإحترام . للأسف نحن العرب وصلنا إلى هذه المرحلة المتدنّية من الخذلان والإنهزام والاستهتار بمستقبلنا وبكرامتنا فلا عجب إذأ أن .... يرقص ويشولم .... الحاخامات في عواصمنا ، ويضحكون على غبائنا كما يحلوا لهم ، ونحن نتفرّج عليهم شعوبا وحكاما .