kayhan.ir

رمز الخبر: 50445
تأريخ النشر : 2016December30 - 21:07
مؤكدا ضرورة التصدي لظاهرة الارهاب ..

ظريف: الهجمات العسكرية الاميركية واحتلال ارض فلسطين من اسباب انتشار التطرف والارهاب



طهران-ارنا:-اعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الارهاب والتطرف نتيجة طبيعية لفشل الاليات الدولية الراهنة خاصة التطورات الاخيرة، مؤكدا ضرورة التصدي لارضيات انتشار التطرف والارهاب.

جاء ذلك في مقال كتبه ظريف باللغة الانجليزية في المجلة الايرانية 'Iranian Review Of Foreign Affairs'.

واعتبر وزير الخارجية ، الاحتواء وبالتالي القضاء الحقيقي علي التنظيمات المتطرفة الارهابية هو اليوم حاجة ملحة الا ان هذا الامر يعد خطوة اولي وجزءا من جهد اكبر، اذ هنالك مشاكل ذات طبيعة عالمية وجذور عميقة ينبغي ادراكها بصورة صحيحة، كما ان التعاون العالمي الحقيقي ضروري لمكافحة هذه المظاهر.

ولفت الي ان من الاسباب المؤدية الي ظاهرة التطرف والارهاب، تهميش المجتمعات الاسلامية في الغرب والاساءة الي معتقداتهم ومقدساتهم تحت عنوان حرية التعبير، ما يؤدي الى تاجيج مشاعر الغضب لديهم ويؤدي بفئة ولو ضئيلة للجوء الى اساليب غير سلمية للتعبير عن الاحتجاج على ذلك بالعنف والارهاب.

ولفت الى ان البعض ممن ارتكب اعمالا ارهابية، في اوروبا لم يكن ملتزما بمبادئ اساسية في الدين الاسلامي واضاف، انه بناء على ذلك فاننا امام مشكلة اجتماعية – ثقافية وليست دينية، اذ هنالك ظاهرة اجتماعية مترافقة مع شعور عميق بالحرمان والغربة والتهميش في اجواء مرفهة ومتقدمة، اي ان هنالك افرادا وجماعات ومجتمعات محرومة من الامن والاحترام والمشاركة والامل.

واضاف، انه لا يمكن اطلاقا تجاهل العلاقة بين الهوية والتداعيات القبيحة وغير المقبولة للمساس بها، لذا فان هذا الامر يعد من العوامل المؤثرة في بروز المعضلات انفة الذكر والتي ينبغي دراستها بدقة والتفكير بسبل حلول مناسبة لها.

ونوه وزير الخارجية الى المشكلة المزمنة والقديمة الا وهي الهجمات العسكرية الخارجية وعمليات الاحتلال واهمها احتلال ارض فلسطين منذ 70 عاما وقال، ان هذه المشكلة تصاعدت حدتها عبر التدخلات السياسية والعسكرية المنظمة من قبل الولايات المتحدة لحفظ وديمومة وبلورة الترتيبات والهندسة الاقليمية و'النظام العالمي الجديد' الذي تتوخاه.

واشار الى الهجمات العسكرية الاميركية في عقد التسعينات من القرن الماضي والعقد الاول من الالفية الراهنة على العديد من الدول والمناطق واشار الى الحرب ضد افغانستان والعراق ومن ثم احتلالهما وقال، رغم ان هاتين المغامرتين ادتا الى دحر عدوين لايران اي طالبان في افغانستان ونظام البعث في العراق ولكن لو نظرنا برؤية مستقبلية وفي اطار الافق الاقليمي الواسع فانه ينبغي علينا القول بان هذه التدخلات كانت عبارة عن قمار سياسي كارثي وباهظ الثمن ادى بصورة لا يمكن تجنبها الى عدم الاستقرار وتهديد كل اللاعبين الشرعيين بالمنطقة.

واضاف ظريف، ان استمرار الاوضاع الامنية المضطربة والاشتباكات الداخلية ممتزجة مع عوامل مثل غياب الاستثمارات الجادة في اقتصاد افغانستان وبالتالي اتساع نطاق الاقتصاد المبني على تهريب المخدرات، اي ان نتيجة الهجوم الخارجي هو ديمومة سيطرة العنف والانشطة الارهابية المنفلتة مع تجارة وتهريب المخدرات وتوفير حجم كبير من الهيروئين للعالم والذي نعمل نحن على التصدي له في ايران.

كما اعتبر وزير الخارجية المغامرة العسكرية الاميركية في العراق بانها ادت الى تبلور سلسلة من الاحداث والاوضاع غير القابلة للسيطرة ومنها ظهور وهجوم الجماعات الارهابية مثل داعش وجبهة النصرة وسلسلة من اعمال العنف القاسية والوحشية التي لا سابق لها في جوارنا.

واشار الى قيام بعض الدول بتسليح وتمويل الارهابيين مثل داعش والنصرة لشن حروب نيابية في العراق وسوريا واماكن اخرى وقال، رغم ان هذه الحروب ادت الى مصرع مئات الالاف من الافراد الا انها لم ولن تؤدي الى النتيجة التي يتوخونها اي 'القضاء على السوريين والمتطرفين بعضهم للبعض الاخر في معركة سوريا'.

واكد بان المنطقة بحاجة الى آلية اقليمية فاعلة ومتوازنة وواقعية يمكن ان تنطلق بمنتدى للحوار الاقليمي وقال، ان هذا المنتدى ينبغي ان يكون مبنيا على المبادئ المعترف بها والاهداف المشتركة واحترام حق السيادة ووحدة الاراضي والاستقلال السياسي لجميع الدول وعدم تغيير الحدود الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للاخرين وحل وتسوية النزاعات سلميا وحظر التهديد او استخدام القوة وكذلك ترويج السلام والاستقرار والتقدم والرخاء في المنطقة.

واكد ظريف بان لا حل عسكريا للنزاعات في العراق وسوريا واليمن والبحرين واضاف، ان هذه النزاعات بحاجة الى حلول سياسية مبنية على اساس الخروج بحصيلة ايجابية لا يحذف منها اي لاعب اصيل او دفعه للهامش – ما عدا الذين يقودون العنف والتطرف – .

واعتبر انه ربما هنالك مصاعب لتحقيق هذا الامر في الواقع العملي ولكن رغم ذلك فمن الممكن اللجوء الى منطق العبارة القائلة 'اينما توفرت الارادة، فهنالك سبيل للحل'.

واعتبر كمثال على ذلك التطورات الايجابية في لبنان بانتخاب رئيس الجمهورية الجديد والتطورات الاخيرة في منظمة اوبك بانها تعطينا درسا سياسيا بسيطا لكنه مهم الا وهو ان الاطراف المعنية قد وضعت جانبا توقعاتها القصوى – بحاصل الجمع صفرا – من اجل مصالحة فاعلة.

واكد بانه بالامكان الاخذ بتجربة لبنان الاخيرة في حل القضايا الاخرى بالمنطقة خاصة في سوريا واليمن.