kayhan.ir

رمز الخبر: 49475
تأريخ النشر : 2016December11 - 20:36

من المفارقات العجيبة والمحيرة انه وكلما سجل العراق انتصارات ساحقة في معركته على الارهاب وخاصة داعش يسجل الاميركان حضورا لافتا ومفاجئا في بغداد من دون اي تبرير او دعوة توجه اليهم وهذا هو منتهى الوقاحة والصلافة ان يحضروا في مثل هذه المحطات للتلويح عبثا للعالم وللداخل الاميركي على انهم شركاء في هذه الانتصارات، في وقت يعلم القاصي والداني ومن خلال ممارساتهم العملية على الارض من انهم ليس لا يريدون القضاء على داعش فحسب بل وفي حالات الهزيمة يمدونهم بالسلاح عبر الانزال بالطائرات وهذا ما سجله العراقيون اكثر من مرة لان سياستهم المخادعة قائمة على ترويض داعش والاستفادة منها عند الضرورة.

وما سقناه اعلاه ليس اتهاما بل حقيقة يعرفها العراقيون قبل غيرهم لكن عندما سقطت المحافظات العراقية بيد "داعش" وفقا لمخطط تآمري دولي واقليمي ومحلي وامام اعين القوات الاميركية يخرس المسؤولون الاميركيون ويمحون بغداد من ذاكرتهم ولا يتقربون منها وعندما يعاتبون لاحقا من قبل المسؤولين العراقيين عن سبب عدم تحركهم يتذرعون بالورقة الطائفية او ان تدخلهم سيحسب لصالح فريق دون آخر وهذه هي الاخرى مفارقة ولكن من النوع الخبيث بامتياز.

لكن العراقيين وبناء على الخبرة والتجربة التي اكتسبوها من خلال تعاملهم المباشر مع الاميركان اصبح الامر لديهم واضحا ولا لبس فيه وهذا ما ثبت لديهم من خلال عدم التزام الجانب الاميركي بمعاهدة الاطار الستراتيجي وعدم تطبيقه لذلك فانهم لا يثقون بالاميركان واذا ما جاملوهم فذلك للضرورة واقتضاء الحاجة حتى يخرج العراق من محنته وعندها سيكون لكل حادث حديث.

فالحديث الصريح والشفاف الذي خاطب به رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وزير الدفاع الاميركي الذي وصل بالامس الى بغداد فجأة من "ان معركة الموصل تجري بانسيابية كبيرة وان النصر على داعش اصبح قريبا" له دلالات كبيرة على ان العراق يمسك بمقاليد الميدان وليس بحاجة لقوات اجنبية تساعده في هذا المجال مما اضطر كارتر وزير الدفاع الاميركي ان يبارك للعراقيين الانتصارات المتحققة في الموصل.

غير ان الولايات المتحدة الاميركية وكعادتها توظف مثل هذه الزيارات الدعائية لصالح سياساتها المراوغة والنفاقية وتظهر نفسها امام العالم على انها تتصدى للارهاب وان زيارة كارتر وزير الدفاع الحالية للعراق تأتي في هذا السياق. وما اطلقه من تصريحات دعائية امام منتدى الامن الاقليمي في المنامة حول الجهود التي تبذلها القوات الاميركية ضمن صفوف القوات العراقية ومساهمتها بشكل كبير في محاصرة التنظيم والقضاء عليه ليس الا اكذوبة مفضوحة ولو كان الامر كذلك لسقط له عسكريون في العراق كما يحدث للقوات الروسية في سوريا.

فالمهاترات الاميركية ومزايداتها الرخيصة لمصادرة انتصارات القوات العراقية والحشد الشعبي في القضاء على داعش التي باتت ايامه معدودة لا تنطلي على احد بل على العكس تسجل لاميركا المزيد من الفضائح وتكشف في نفس الوقت نفاقها الكبير لان داعش صنيعة اميركية معرفة للجميع وهذا ما اعترف به اكثر من مسؤول اميركي بدءاً بهيلاري كلينتون ومرورا باوباما وانتهاء بالرئيس المنتخب رونالد ترامب.

لكن ما سيسجله التاريخ وبأحرف من نور من ان ابناء العراق الغيارى من الجيش وابطال الحشد الشعبي قد استطاعوا وبجدارة عالية بعد طرد المحتلين الاميركان من بلادهم، أن يحرقوا ورقتهم الداعشية والى الابد.

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: