kayhan.ir

رمز الخبر: 48774
تأريخ النشر : 2016November25 - 20:26

المنطقة امام انتصار مدو


رغم الضجيج الاعلامي الرمادي والصراخ والتباكي المفرط وغير المقدس من قبل وسائل الاعلام الغربية والصهيونية والعربية الدائرة في هذا الفلك على حياة المدنيين في حلب الشهباء زورا وبهتانا والموصل بدرجة اخف لان العراق سحب البساط من تحت ارجلهم هو في الاساس عرقلة النصر الحاسم في كل من حلب والموصل اللتان اصبحتا في دائرة الانتصار النهائي، لكنهم في الواقع لا يحصدون من هذا الدعم لداعش الذي بات مكشوفا للجميع سوى الخيبة والخذلان لان الجيش السوري والقوى المتحالفة معه عقدا العزم على انه لارجعة عن قرار الانتصار النهائي الذي اصبح في الافق لكن ما يعيق ذلك سريعا هو وجود المدنيين في الجانب الغربي من مدينة حلب.

فالجيش السوري وقوى المقاومة تتقدم رويدا رويدا وتحرر المناطق الواحدة تلو الاخرى وفق خطة مدروسة وشاملة بهدف تطهير المدينة كاملة من رجس الدواعش وهكذا بالنسبة لمدينة الموصل. فالجيش العراقي يواجه نفس المشكلة لكن تقدمه مستمر دون وقفة وان الزمن وحده هو من يحدد ساعة الانتصار الحاسم الذي هو شمرة عصا لا اكثر. لكن الامر الهام والاستراتيجي الذي يقصم ظهر الدواعش سواء المحاصرين في الموصل او المتواجدين على الاراضي السورية هو ما حققه ابناء الحشد المقدس في العراق حيث استطاعوا محاصرة الموصل وتلعفر بالكامل بعد تحرير مطارها وقطعوا كافة طرق امداد داعش الى سوريا وهذه الخطوة تعد ضربة قاصمة لداعش التي لم يبق امامها سوى الاستسلام او الموت الزؤام.

ان هذه التطورات السريعة في البلدين العراق وسوريا والتي هي ثمرة تضحيات ابنائها والقوى الداعمة لها قد حاصرت اعدائهما من القوى الدولية والاقليمية التي هي اليوم في مأزق شديد لا خروج منه سوى التسليم بالواقع واحترام ارادتي شعبيهما في الذود عن سيادتهما واستقلالهما امام تدخلاتهم السافرة التي اتخذت من داعش حربة لها للوصول الى مآربهم الخبيثة، لكن ارادة الله سبحانه وتعالى شاءت ان يكون الانتصار حليف هذين الشعبين والهزيمة والعار سيكون من نصيب القوى الغربية وعلى رأسها اميركا والصهيونية وذيولهم المعروفين في المنطقة ممن دعم وممول ومرر داعش الى سوريا والعراق وهذه حقائق ستبقى شاخصة في التاريخ مهما حاولت هذه الاطراف التنصل عنها.

ان هذه القوى السلطوية الخبيثة والمعادية للشعوب لا تستطيع ان تقهر ارادة الشعوب مهما امتلكت من قوة وطغيان واستخدمت ارذل خلق الله واوحشها في سفك الدم والدمار من الدواعش وغيرهم لتغيير مصير الشعوب وحرفها عن اهدافها المقدسة وقناعاتها لان من يكتب التاريخ هي الشعوب المضحية التي لا تخضع الا لله الواحد القهار واننا على يقين بان المنطقة في قادم الايام هي امام تحولات كبيرة ستتوج ان شاء الله بانتصار مدوي يثلج صدور الحلفاء والاصدقاء ويزيد الغيض والحقد في نفوس الاعداء.