معركة الموصل استراتيجية ومصيرية
مهدي منصوري
تعتبر معركة تحرير الموصل من المعارك المهمة ضد الارهاب، لان هذه المنطقة تحظى بأهمية استراتيجية اذ ان تحريرها من الدواعش سيقطع خطوط الامداد ومنع هروب الارهابيين، وبنفس الوقت ستعزل هذه المدينة عن سوريا نهائيا، ولذلك أكد خبراء عسكريون انها ستكون المعركة شرسة مع الارهاب لكونها ستعمل على قطع الجهة الغربية ومنع هروب الدواعش باتجاه سوريا، خاصة وكما ذكرت التقارير ان المساحة التي تدار فيها المعركة تبلغ طولها 100 ـ 110 كيلومترا وصولا الى مدينة تلعفر وبالوصول الى هذه المدينة لم يتبق للدخول الى الموصل سوى 10 كيلومترات، وكما اشارت مصادر عسكرية ايضا ان المعركة لا تقتصر على تحرير المدينة فحسب، بل ان هناك مناطق شاسعة محيطة بالمدينة تعتبر حضائن واوكار ومراكز قيادة لداعش الارهابي فضلا عن كونها خطوط امداد تربط المدينة بمدينتي صلاح الدين والانبار امتدادا للحدود السورية.
اذن ومما تقدم يتضح ان معركة الموصل لم تكن سهلة بل تحمل في طياتها المزيد من التعقيد، ولذا فانها وكما اشير تحتاج الى المزيد من الوقت.
ولكن والذي لابد من الاشارة اليه في هذا المجال وكما تقدم فان وقوف اميركا وحلفائها سدا مانعا في سبيل عدم القيام بعمليات تحرير الموصل بوضعها الكثير من العراقيل والحجج في سبيل ذلك، وكان آخرها انها ارادت فرض ان يكون لتركيا دور في هذا الامر، الا ان التصميم والارادة العراقية الحرة قد وضعت كل تصورات ورؤى الاميركان وراء ظهرها وجاء قرار القيادة العامة للقوات المسلحة بالامس بايكال الموضوع الى الحشد الشعبي لان يتحمل هذه المهمة الصعبة، وقد كان اهلا لها اذ تمكن وخلال ساعات من بدء المعركة ان يحرر العديد من القرى والقصبات وبصورة مذهلة، بحيث ان تقدم قوات الحشد الشعبي قد زرعت حالة من الرعب والهلع في قلوب الارهابيين بحيث اخذوا يفرون وامام القوات العراقية وبصورة جماعية وكالجرذان، وبذلك يمكن القول ان معركة تحرير الموصل اصبحت عراقية بحته وعلى أيدي ابناء المرجعية من ابطال الحشد الشعبي وبذلك تمكنوا من افشال المخطط الاميركي السعودي التركي وبصورة سيزفون بشرى الانتصار ليس فقط للعراقيين، بل لكل شعوب العالم مؤكدين بأنهم قد دقوا اخر مسمار في نعش الارهاب المدعوم دوليا واقليميا.
والملفت في الامر نجد ان حالة القلق والارباك من معركة الموصل قد وصلت الى قلب تل ابيب اذ ذكرت صحيفة هارتس امس ان الحرب التي تجري في الموصل هذه الايام تعتبر درسا مهما لاسرائيل لحروبها القادمة، اذا ماوقعت بحيث انها تتشابه مع الحرب ضد جنوب لبنان من حيث اندلاعها في مناطق مكثفة، واضافت الصحيفة ان الهجوم على الموصل والقرى المجاورة تظهران كيف ستكون المواجهة القادمة في الشرق الاوسط.
اذن وفي نهاية المطاف لابد من التذكير ان واشنطن وحلفائها وبعد ان يئسوا وتقطعت أيديهم من المشاركة في معركة الموصل فانها اعطت درسا قاسيا ليس فقط للاميركان، بل لكل الداعمين لداعش خاصة من دواعش السياسة العراقيين الذين كانوا سبب رئيسيا في دخول الارهاب للموصل من انه لامكان لهم على الارض العراقية بعد اليوم، لان ايديهم قد تلطخت بدماء العراقيين وبصورة غير مباشرة وان نهاية الارهاب في العراق والذي سيكون قريبا جدا ستكون انهاء لوجودهم على الارض العراقية، وان كل ذلك سيتم على صخرة الارادة الصلبة لابناء العراق الغيارى الذين صمموا على تحرير بلدهم من دنس الارهاب وداعميه معتمدين على قدراتهم وامكانياتهم من دون الحاجة لاي قوة وارادة خارجة عن نطاق ابنائهم، وبتحريرهم للموصل سيسجلون موقفا بل ودرسا كبيرا لكل الشعوب التي تريد تحرير نفسها من العبودية والاسترقاق.