السعودية والصفعة الجزائرية
من الملاحظ ان حكومة بني سعود وصلت في مأزقها الخانق في اليمن الى الطريق المسدود خاصة وان استخدام الاساليب القمعية المختلفة من قصف الطائرات الذي لم يترك منطقة في هذا البلد الا ونال منها بحيث وصل بها التخبط الى استهداف مجالس العزاء والتأبين لتنال من المدنيين الابرياء، لم توصلها الى تحقيق هدفها في اخضاع اليمن الى هيمنتها .
واليوم تقف الرياض على مفترق طرق خطير خاصة وانها اصبحت الوحيدة في الميدان لان كل الذين تحالفوا معها قد فرط عقدهم لانهم لم يطيقوا حالة الحقد والاجرام الذي تميزت به سياستها ضد ابناء اليمن وان ادعاءاتها التي بررت به عدوانها من اعادة الشرعية كان كاذبا ومزيفا بسبب عرقلتها لكل مجهود اقليمي ودولي يسعى ومن خلال الحوار للوصول الى حل لهذه الازمة .
والذي لابد من الاشارة اليه ان الصمود اليمني الرائع والذي اذهل العالم وقل نظيره قد وضع ليس فقط السعودية بل كل الذين وضعوا ايديهم بايديها وفي الوهلة الاولى امام صورة جديدة فرضت واقعا جديدا ينبغي فيه ان تعير من خطتها وسياستها خاصة وان ابناء اليمن وبفضل هذا الصمود تمكنوا ان يكشفوا للعالم ماكان مخفيا من حكام بني سعود لايرعون الا ولاذمة للاطفال والنساء وان ادعاءاتهم بالدفاع عن المسلمين وغيرها من الاراجيف لم تكن سوى خديعة تختفي وراءها من اجل تحقيق اهدافها المشؤومة.
ولذا وفي الطرف الاخر والذي لم تكن تتوقع حكومة بني سعود ان المجتمع الدولي قد ضاق ذرعا بجرائمها بحيث دفع به الى اصدار بيانات الاستنكار والتنديد والمطالبة منها بالكف عن دعم كل مامن شأنه يضع المنطقة في حالة من القلق والاستقرار والذي سينحسب اتوماتيكيا على العالم اجمع من خلال دعمها اللامحدود للارهاب الذي يقتل ويستهدف الابرياء من ابناء الشعوب ويزعزع امن البلدان وبالنيابة عنها فضلا عن مباشرتها القتل الجماعي من خلال عدوانها المباشر على اليمن.
وفي نهاية المطاف والذي وضح للجميع ان السعودية قد اصبحت في حالة يرثى لها بسبب انهيار الوضع الاقتصادي بسبب عدوانها ودعمها للارهاب من جانب ومن جانب اخر فقدان مصداقيتها في العالم الاسلامي على الخصوص لذلك حاولت وكما افاد موقع "ميدل إيست أي" بأن الجزائر تلقت طلبا من السعودية وقطر للمشاركة في قوة لحفظ السلام في اليمن. ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي جزائري(لم يذكر إسمه) قوله إن قائدين عسكريين كبيرين من السعودية وقطر زارا مؤخرا الجزائر بغرض عرض هذا الطلب الذي قوبل بالرفض من قبل الجزائر، مما يعكس هذا الالتجاء والاستجداء من الجزائر ان حكومة بني سعود وصلت الى حالة الترنح ليتبعها الانهيار ، لان الرفض الجزائري قد شكل صفعة قوية قد لاتصحو منها الا بعد حين ، واللافت في الامر ان الرفض الجزائري لم يكن الاول بل هو الثاني لانه وفي بداية العدوان واجهت حكومة بني سعود مثل هذا الرفض.
لذا وبناء على ماتقدم فان الرفض الجزائري سيفرض على حكام بني سعود الخضوع للارادة اليمنية الصلبة للشعب اليمني والخضوع بالذهاب الى حل الازمة اليمنية بما يتلاءم مع طموحات وامال هذا الشعب بحيث يسجل فشلا ذريعا للسياسة السعودية المتعجرفة امام المسلمين وشعوب العالم.
ان العملية الالتفافية الوقحة لحكام السعودية هو ايجاد مخرج لها من المستنقع اليمني عبر اشراك العرب في هذه القضية وتحت عنوان قوات حفظ السلام وهي دلالة على ان هؤلاء الحكام قد وصلوا الى طريق مسدود وهم يبحثون عن مخرج يحفظون به ماء وجههم ان بقي له شي من ذلك، لكن كان الاولى بالجزائر بلد المليون شهيد التي تحظى باحترام ومكانة مرموقة عاليتين ومن موقعها الاصيل الذي واجهت به الاحتلال والعدوان الفرنسي الشرس لاكثر من قرن وتحملت ويلاته وعذاباته ان تقود حملة في الجامعة العربية لاصدار قرار يدين العدوان السعودي البغيض على اليمن وتطالب بايقافه فورا خاصة وان ستقف معها الكثير من الدول العربية الوازنة من امثال مصر والعراق وتونس والسودان وعمان وليبيا وموريتانيا بالاضافة الى سوريا التي ينبغي ان تشغل مقعدها فورا في هذه الجامعة .