kayhan.ir

رمز الخبر: 47077
تأريخ النشر : 2016October24 - 21:10
الإجتماع التاسع للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية ينهي أعماله في بغداد..

المؤتمرون: يجب احترام سيادة العراق والحل السياسي في سوريا ووقف الإجرام السعودي باليمن



* لاتزال تطلعات فلسطين وتحرير القدس الشريف القضية الرئيسية في العالم الاسلامي والدول الاسلامية

* حركة الامة الاسلامية حول محور القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تمهد لوحدة المجتمعات الاسلامية

* يجب ان لاننسى الشهداء البواسل الذين استشهدوا في طريق الصحوة الاسلامية وجعل منهجهم قدوة للأجيال القادمة

طهران - كيهان العربي:- اختتم الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية أعماله في العاصمة العراقية بغداد باصدار بيان ختامي تناول مختلف القضايا المتعلقة بموضوع الصحوة الاسلامية والقضايا المستجدة في البلدان الاسلامية.

وفيما يلي نص البيان الختامي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد البشرية ومقتداها محمد النبي الأمين وآله الطاهرين وصحبه الميامين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.

تعتبر موجة الصحوة الاسلامية التي تنشد العودة الى القيم الاسلامية الحقيقية والعليا، أعمق حركة بدأت منذ العقود الماضية وهي قد قطعت طريقا متعرجا خلال المراحل الزمنية المختلفة وتشهد تصاعدا وتوسعا، ولا شك ان العامل الديني نال مرتبة هامة جدا في التأثير على مسرح الحياة خلال العقود الماضية وان مراجعة ودراسة مكانة "الدين" بشكل عام في العلاقات الدولية تظهر ان "الاسلام" تم طرحه على الساحة الدولية ولايمكن ايجاد حقبة أو مرحلة لم تكن هواجس المفكرين المسلمين مطروحة فيها.

ان الصحوة الاسلامية وكحقيقة مضيئة تشهد ازدهارا اليوم بكل وضوح على صعيد المنطقة ببركة الاسلام والقيم الاسلامية وذلك بقيادة الإمام الخامنئي (حفظه الله) حامل اللواء.

ان العودة الى الذات والتي تعتبر في الحقيقة عودة الى القيم ومبادئ الاسلام المحمدي الأصيل هي سبيل العلاج الوحيد للمشاكل التي تعاني منها الشعوب الاسلامية اليوم.

وفي الحقيقة وعلى الرغم من المحاولات البائسة للنظام الصهيوني الدولي فإن الصحوة الاسلامية ليس فقط لم تصاب بالجمود والخمول بل هي تشق طريقها يوما بعد يوم بحيوية أكبر وبتكامل أعلى وبأوجه جديدة وأساليب متنوعة.

يواجه العالم الاسلامي اليوم تحديات وأزمات مختلفة وهي تحديات وأخطار تتطلب قيام الدول الاسلامية مرة أخرى بالتشاور وتبادل الآراء ومراجعة ودراسة سبل الخروج من هذه الازمات المختلفة مع الأخذ بعين الإعتبار لمستقبل العالم الاسلامي ودعما للحكومة العراقية المنتخبة في عملية تحرير الموصل الحدباء، وفي هذا الإطار انعقد الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى بمشاركة اكثر من 50 شخصية من النخب وعلماء الدين البارزين من 22 دولة بتاريخ 20 محرم الحرام عام 1438 الهجري القمري المصادف لـ 22 اكتوبر عام 2016 ، والأول من شهر آبان 1395 الهجري الشمسي في مدينة بغداد، حيث قام النخب وعلماء العالم الاسلامي بمراجعة آخر المستجدات والتحديات وآفاق حركة الصحوة الاسلامية واوضاع الشعوب الاسلامية مع الاخذ بعين الاعتبار للمبادئ الاسلامية ومصالح الامة الاسلامية وحسب قول القرآن الكريم " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤمِنُونَ بِاللّه" ، وقد أصدروا البيان الختامي للإجتماع حول المحاور التالية:

1- ان حركة الامة الاسلامية حول محور القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كقيم اسلامية مشتركة ومبدئية ستمهد لوحدة المجتمعات الاسلامية رغم وجود كثرة الثقافات واللغات وتعدد القوميات، ان صون الهوية الاسلامية والقيم الأساسية والمصالح العليا للمسلمين وكذلك العودة الى الاسلام الحقيقي وحفظ انسجام العالم الاسلامي يوفر إمكانية التطور الشامل للأمة الاسلامية.

2- يواجه العالم الاسلامي والدول الاسلامية اليوم تحديات جديدة وهي تحديات تشكل خطرا على الهوية والثقافة والقيم الدينية والروحية وخاصة في العالم الاسلامي؛ ان ترويج التخويف من الاسلام ومحاربة الاسلام وكذلك نشاط التيارات الطائفية أو القومية في العالم الاسلامي والإلتباسات وسوء الفهم وضعف الهوية الجماعية الاسلامية وتأجيج الخلافات وإنعدام الوعي الكافي تجاه المشتركات الدينية بين المذاهب المختلفة للأمة الاسلامية، هي الأخطار والعراقيل التي تعرقل وحدة الامة الاسلامية وهي أساس التعاليم الوهابية ليس كمذهب بل كفكر منحرف أوجده أعداء الاسلام وقاعدته مبنية على التكفير والأفعال المغايرة لتعاليم الدين الاسلامي الحنيف الذي أساسه الوحدة وتجنب العنف والسطحية وممارسة الظلم على الآخرين.

ان الإهتمام بأهمية حفظ مبدأ الإسلام وقيمه الحضارية والثقافية العليا ودرء الأخطار والتحديات الآنفة الذكر هو أمر ممكن عبر إستخدام الأساليب التعليمية والعلمية والثقافية الجديدة وهذا الأمر يتطلب إهتماما خاصا والقيام بدور تاريخي من قبل الساسة والعلماء والمفكرين والنخب في العالم الاسلامي في هذه المرحلة التاريخية الهامة.

3- ان الشعوب المتحدة والضاربة في التاريخ والمتحضرة والمتأصلة في الديمقراطية، تجابه اليوم ظاهرة الإرهاب المشؤومة وقد تمكنت عبر ارادة قواتها العسكرية الصلبة، من جيش وشرطة وقوى شعبية، من تحقيق انتصارات مثالية في ساحات الحرب على المجموعات التكفيرية والارهابية ضمن حرب شعواء مع داعش وداعميها العلنيين والمستترين عسكريا وماليا وفكريا. من البديهي ان اي نوع من المساعدات والدعم للحكومة العراقية بغية مكافحة الارهاب، يجب ان يتم على مبدأ احترام السيادة الوطنية ووحدة الاراضي والحيلولة دون اي نوع من انواع العودة الى اهداف الامبراطوريات السابقة الواهية وبعيدا عن اي تدخل في الشؤون الداخلية وبناء على موافقة الحكومة العراقية.

4- ان سوريا بوصفها جزءا هاما من العالم الاسلامي اليوم تحولت الى ساحة لأنشطة المجموعات التكفيرية والارهابية، ومن المؤسف ان دعم بعض القوى الاقليمية والاجنبية وارسال القوى الكفيرية من جميع انحاء العالم ادى الى اطالة أمد الحرب وقتل المسلمين والمدنيين في هذا البلد. ومع التأكيد على الحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي واستقلال والسيادة الوطنية السورية، فإن الحل الوحيد لانهاء العنف والازمة في سوريا هو الحل السياسي الذي يتحقق عبر الحوار والمباحثات بين جميع الاطراف السورية. وفي هذا الصدد ينبغي على اي نوع من انواع الاصلاح والتغيير السياسي وتقرير مصير هذا البلد، ان يأتي عن طريق الشعب في هذا البلد، وعلى الدول الاسلامية اثبات دعمها لعملية السلام في سوريا عبر تأدية دور مساعد.

5- ان الهجوم غير المشروع للسعودية على اليمن واستهداف الشعب اليمني المظلوم عن طريق القصف الجوي وقتل الاطفال والنساء خلال العام الماضي حتى اليوم اثبت فشل هكذا هجمات وادى الى مقتل المدنيين لاغير . ان مقاومة ومثابرة الشعب اليمني العظيم والحكيم وهزيمة العدوان الأجنبي على هذا البلد العربي المسلم الصابر بإعتباره رمز من رموز الجديدة للصحوة الإسلامية في العالم الاسلامي. وعلى السعودية، تماشيا مع التزامها بمبادىء ميثاق منظمة الامم المتحدة المبني على حق تقرير المصير، التخلي عن هذه القضية بوصفها قضية داخلية للشعب والاحزاب اليمنية والامتناع عن مواصلة الحرب والقصف الجوي الأعمى للاراضي اليمنية، لأن المعايير الآنفة الذكر هي جزء من جرائم الحرب وسيتم تقديم مرتكبي هذه الجرائم كمجرم حرب. ومن البديهي ان يحظى اختيار الشعب اليمني بموافقة جميع الدول.

6- لاتزال تطلعات فلسطين وتحرير القدس الشريف القضية الرئيسية في العالم الاسلامي والدول الاسلامية. ان أوسع خرق لحقوق الانسان والاعتداء في الاراضي الفلسطينية وقع عن طريق الكيان الصهيوني خلال العقود الاخيرة، وان الكيان الصهيوني، استباح حقوق الشعب الفلسطيني واهان كرامته الانسانية، عبر ارتكاب جميع انواع الجرائم والممارسات اللانسانية وحرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه.

ولم يبدي المجتمع الغربي حيال تلك الاعتداءات اي ردة فعل مؤثرة، وعلى الدول الاسلامية من خلال اعتبار الكيان الصهيوني العدو الرئيسي للعالم الاسلامي، بذل جميع مساعيهم في سبيل تحقيق تطلعات الحرية لفلسطين من النهر الى البحر والقدس الشريف.

7- يجب ان لاننسى، في الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى للصحوة الإسلامية، الشهداء البواسل الذين استشهدوا في طريق الصحوة الاسلامية وجعل منهجهم قدوة ومشعل هداية للمجتمعات الاسلامية لاسيما الأجيال القادمة. وكذلك ذكر زعيمي حركة الصحوة الاسلامية في البحرين ونيجيريا القابعين في الأسر لدى حكوماتهما المستبدة ونطلب من الامين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية بذل المساعي الجدية لتحرير هذين الشخصيتين.

8- ينبغي اليوم على حركة الصحوة الإسلامية والعالم الإسلامي بالتوازي مع النظر الى "حروب بالوكالة" لنظام الهيمنة والصهيونية العالمية، عدم التغاضي عن الحروب الناعمة التي يشنها الأعداء عبر أدوات ابرزها الدبلوماسية العامة والاعلامية التي يتم خلقها من خلال الاستثمارات الواسعة في المضمار الثقافي والفني، وفي سبيل مواجهة ذلك يجب البحث عن حلول. كذلك في مقترح مواجهة استراتيجتية اعداء الاسلام أي خلق الخلافات والتغلغل يجب استخدام اتحاد وتبصر المسلمين كعلاج مضاد لإفشال مؤامراتهم الدنيئة.

وفي الختام نشكر رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم على تحمل مشقة استضافة هذا الاجتماع في بغداد. كذلك الشكر والامتنان لرئيس الوزراء المحترم الدكتور حيدر العبادي ورئاسة البرلمان السيد سليم الجبوري والسيد نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون وسائر الشخصيات الدينية والسياسية المحترمة الذين أغنوا بحضورهم وكلماتهم هذا الاجتماع وأظهروا جمالية الوحدة الاسلامية في العراق.

ومن الله التوفيق

23 اكتوبر 2016

21 محرم الحرام 1438

الثاني من آبان 1395