الجهاد الاسلامي وتوحيد الصف الفلسطيني
مهدي منصوري
الاحداث والتطورات المتسارعة في المنطقة قد القت بظلالها على الواقع الفلسطيني وبصورة دفعت ابناء المقاومة باعادة النظر في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني، خاصة وان الكثير من المعطيات على الارض الفلسطينية قد اثبتت ان خدعة السلام لم تعد تنطلي على هذا الشعب وان الاتفاقيات التي وقعتها سلطة عباس مع الكيان الغاصب وبدلا من ان توفر حالة من الامن والاستقرار لهذا الشعب بل اصبحت وبالا عليه بحيث وضعته في سجن كبير تسمى الارض الفلسطينية.
لذلك وبالامس بادرت حركة الجهاد الاسلامي وفي ذكرى انطلاقها ال 29 بتقديم مبادرة من (10) نقاط تفتح الطريق امام الفلسطينيين للخروج من المأزق الذي يعيشون فيه، وبنفس الوقت داعيا عباس الى الاعلان عن الغاء اتفاقية اوسلو التي فرضت على الشعب الفلسطيني بسبب ضعف السلطة والتي ادت به الى حالة الاحباط واصبحت مظلة لسلطات الاحتلال الصهيوني في القيام بجرائمها ضد هذا الشعب.
والملاحظ ان قيادة منظمة التحرير وبعد توقيع اتفاق اوسلو الخياني قد وعدت الشعب الفلسطيني بدولة عام 67 وبعد مضي 23 عاما بدت حالة الفشل الذريع وخيبة الامل الكبرى اذ لم تقم هذه الدولة المزعومة ولم يكن هناك امل لتحقيقها. واليوم والتي اتضح للجميع ان الكيان الصهيوني الذي تحتمي به بعض الدول قد ظهر انه غير قادر على حماية نفسه من سكين المطبخ التي يحملها المقاوم الفلسطيني البطل.
ومبادرة الجهاد الاسلامي دعت في بنودها الى انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وصياغة برنامج وطني جديد وموحد واعداد استراتيجية شاملة على قاعدة التحلل من اتفاق اوسلو وانهاء وجود سلطتين وكيانين في غزة والضفة.
وقد نالت مبادرة حركة الجهاد الاسلامي ترحيبا وتأييدا من قبل الفصائل الوطنية والجهادية الفلسطينية بحيث اعتبرتها خارطة طريق ترسم الخروج من الازمة الداخلية مما تدفع مناقشتها من خلال حوار وطني معمق والعمل على ايجاد اليات لتطبيقها.
وقد اكدت فصائل المقاومة عل امرا بالغ الاهمية وهو تأكيدها على ان لا تسقط من حساباتها مواجهة العدو الصهيوني في قطاع غزة خاصة وان الصهاينة وعلى مختلف مستوياتهم يدركون و من خلال ادبياتهم والتي تنشرها الصحافة العبرية مدركون ان اية حرب قادمة في قطاع لم تكن سهلة خاصة وان التنسيق بين فصائل ا لمقاومة قد وصل حدا بالاستعداد التام لاي مواجهة مستقبلية، وخاصة وان ثلاثة حروب اثبتت ان العدو لم يتمكن من كسر قدرة المقاومة الباسلة.
وفي نهاية المطاف فان مبادرة الجهاد الاسلامي جاءت في الوقت والظرف المناسب خاصة بعد التحولات الكبيرة التي طرأت على الارض في كل من سوريا والعراق بحيث تمكنتا من افشال المشروع الاميركي ــ السعودي ـ الصهيوني الذي اراد اضعاف وكسر دول الممانعة والمقاومة من خلال دفع الارهابيين الى هذين الدولتين لتحقيق هذا الهدف. الا ان الصمود والصلابة والقدرة على طرد الارهاب ودحره قد شكل حالة من انهيار في محور الخيانة والعمالة واعطى محور المقاومة القدرة عل الاستمرار ودوام والبقاء.
ولذلك فان مبادرة الجهاد الاسلامي وفي ظل هذه الظروف ستجد طريقها للنمفيذ لاخراج الشعب الفلسطيني من المأزق الذي هو فيه خاصة بعد رفض كل القيود التي فرضتها معاهدة اوسلو الخيانية.