"المهاجر" إلى النبطية بقرار أميركي
* محمد علي ظاهر
لم تكن التوترات التي حصلت في مدينة النبطية منذ بداية عاشوراء محض صدفة, كما يحاول البعض أن يصورها, أو كما يحاول المعرّف في الحسينية بإيعاز من شيخ البلد أن يمتصّ إستنفار الناس الواعي الذي أدرك بحسّه وحدسه أن ثمة شيءٌ وراء الاكمة, وفعلا لقد تنبأ الحسّ الشعبي المُرهف وصدق بما تنبّأ, أن مجيء الشيخ المهاجر إلى لبنان وخاصة إلى مدينة النبطية المعروفة بولائها للمقاومة, فيه ما فيه من إشكالات, لأن القيمين على حسينية النبطية قد أكدوا أن الشيخ المهاجر هو الذي بادر بالاتصال وطلب المجيء إلى النبطية .
ثمة معلومات أمنية, من مصادر موثوقة في العراق أن الشيخ المهاجر طُلب منه الذهاب إلى لبنان وبالخصوص جنوب لبنان, وتؤكد تلك المصادر أن هذا الامر قد دُبّر بالتواصل بين شخصيات عراقية مقرّبة من إمام مدينة النبطية من دون علمه بالتفاصيل, وبين أجهزة أمنية عراقية مرتبطة بشخصيات أميركية ناشطة, فاستدعي الشيخ المهاجر من أميركا إلى العراق ومن ثم إلى جنوب لبنان, والذي يثير الريبة أكثر أن الشيخ المهاجر طلب أن يحيي ليالي عاشوراء تبرّعا منه لوجه الله وبدون أي أجر مالي, وهذا أمر غريب على قرّاء السيرة الحسينية .
حركة الشيخ المهاجر, ومَنْ ساعده على ذلك قد وضعها بعضُ المراقبين والمتابعين ضمن مشروع أميركي غربي يسعى إلى إيصال الفتنة والشقاق إلى مناطق تشهد نوعا من الاتفاق والاتحاد والتعاون, وإيصال بعض الافكار التشويهية إلى صلب المذهب الشيعي و التي من شأنها تقسيم الطائفة إلى طوائف, وهذا الذي نجحت به الاجهزة المخابراتية في بعض البلاد وهنا لا بد من الاشارة إلى أن سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله قد إستدرك تلك التشويهات على مستوى الشعائر الحسينية التي تشكل عصب الفكر الشيعي, فكانت كلمته ليلة التاسع من المحرّم كالصاعقة على مَنْ تمادى ويتمادى في ممارسة التشويه لقضة تعتبر من أهم القضايا التي ينهل منها ليس فقط كلّ شيعي في العالم, بل كل إنسان شعر بظلم في كل بقاع الارض, ينهل منها العزيمة والكرامة ويضعها نصب عينيه كمدرسة لكل أنواع الدروس القيمية والاخلاقية, فالف شكرٍ لسماحة السيد الذي فتح الابواب بكل جرأة لنقد أي إنحراف أو تحريف قد يطال هذه القضية المقدسة التي تعطي وتعطي ولا تنضب مهما تتطاول الزمان أجمل معاني للإنسانية .
لذلك لم تكن زيارة هذا الشيخ إلى جنوب لبنان مجرد صدفة, وخدمة للإمام الحسين عليه السلام وقضيته, بل هي مشروع له إرتباطات بمشاريع الحملات على المقاومة وفي عقر دارها, فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة, كيف إخترقنا بهذه الطريقة, ومن أخطر عدو, وبأخطر وسيلة