- أن الحشد الشعبي والقوات العراقية (الشيعية) هي الوجه الآخر لـ”داعش” السنية!
وفي هذا المجال سخر الخليجيون ومن معهم من لاعقي براميل النفط، أبواقهم بشتى ألوانها الوهابية الطائفية والعلمانية المتشدقة بالعروبة حيناً وبالإنسانية حيناً آخر، لهذا الغرض.. هذه الأبواق التي خرست وصمّت ودفنت في مقابر النذالة حينما غزى الوهابيون والبعثيون الموصل وعندما تعاون من تعاون معهم من "أبناء اللحمة الوطنية" و"الشراكة الحقيقية"... حينها لم نسمع صوتاً يتحدث عن جريمة بادوش ولا "شريفاً” تأوه على جريمة سبايكر ولا "متفلسفاً” إعلامياً وقف بوجه النظام الممول لقناته وهم يدعمون من يسبي الإيزديات ويبيعهن في سوق النخاسة..
لم تحرك أميركا ساكناً إلا بعد فترة من استهداف داعش لأربيل.. ولا كان الأمر يهم السعودية والإمارات وقطر والأردن و.. إلخ، من الأنظمة الأعرابية، حينها كان الدواعش الوهابيين يهددون باجتياح المدن الشيعية المقدسة وبـ”اغتصاب” بغداد كما اغتصب الصهاينة عروس العروبة من قبل.. على مرأى ومسمع من ذات الأنظمة!!
ولماذا يضج شيوخ الريال السعودي والقطري والدرهم الإماراتي اليوم ويتنادون من باكستان حتى المغرب بأن تحرير الموصل هو إبادة لأهل السنة والجماعة، بل وذهب بعضهم إلى أنها عملية تسليم لإيران!!
أين كان هؤلاء وفي أي مقبرة عندما كانت داعش تبيد إخوتنا أهل السنة بتهمة الارتداد والتعاون مع الرافضة؟!
في عصر الإعلام الأعرابي يظهر كل شيء بالمقلوب، فالأنظمة الحليفة والعميلة لأميركا والغرب والتي لا تستطيع البقاء يوماً واحداً إذا فكت ارتباطها وتخلت عن عمالتها ولم يسعفها التآمر والدعم الأميركي.. أصبحت تقارع المؤامرة الأميركية على أهل السنة والعروبة!! وهي التي تجاوزت مرحلة التوسل حتى بالكيان الصهيوني الغاصب للقدس الشريف من أجل دعمها ومساندتها في العمالة للغرب وأميركا بالتحديد..
كما أصبح المطرودون من أهل السنة والجماعة (حسب مؤتمر غروزني والأزهر الشريف) يرفعون لواء أهل السنة، كما رفع أهل صفين المصاحف على أسنة الرماح!
لكن لماذا كل هذا الضجيج الأعرابي وبالأخص السعودي القطري الإماراتي؟! ولماذا بهذه الحدة وبهذا المستوى من التصعيد؟!
وللإجابة على هذا السؤال لابد أن نتذكر:
1- أن الجبهة الخليجية (السعودية –الإماراتية – القطرية) في أسوء حالاتها، فهي معزولة دولياً وعربياً، خاصة بعد المواقف المصرية الأخيرة والتي أعادت الاتجاه العربي الرسمي نحو البوصلة نسبياً.
2- لا يوجد أمام مثلث الشر الخليجي اليوم سوى الارتماء في أحضان تركيا والكيان الصهيوني.. وتركيا محكومة بعلاقات مع روسيا وإيران، أما "إسرائيل” فهي تشكل عاراً على كل من ارتبط بها، لذلك تحاول الدول المذكورة إخفاء علاقاتها التي تظهر بين حين وآخر ومن خلال زلات اللسان العبرية!
3- التغطية على فشلها في سوريا (حلب) بالتحديد ومحاولة تهريب أكبر عدد من الإرهابيين إلى الرقة ومنها الى دير الزور، ساحة الارهاب القادمة، لاستعادة الوضع الميداني من خلال هذا الهجوم الإعلامي والحيلولة دون إبادة الإرهابيين، كما فعل الحشد الشعبي في رتل الهاربين من الفلوجة من قبل.
4- دعم المشروع التركي الذي يحاول تصوير نفسه بأنه المدافع عن سنة الموصل والعراق، في مواجهة التقارب العراقي المصري.. وبالتالي دعم الأطماع القومية التركية في شمال العراق وخاصة الموصل وكركوك، وهذه أيضاً من "شدة شعورهم" القومي والعروبي!
5- يعتمد الخليجيون ونظراً إلى فشلهم في الميدان على استراتيجية الفيلق الإعلامي فهم أبطال في مجال التزييف والكذب وقلب الحقائق.. لكنهم جرذان في ساحات المواجهة العسكرية.. لا تصدقون؟!.. انظروا كيف يفّر السعوديون والإماراتيون أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية على حدود مهلكتهم الجنوبية، لكن حبل الكذب قصير!
بالنهاية هدف هذا الإعلام هو الفتنة والتجزئة والتقسيم كجزء من الاستراتيجية العامة المرسومة للأنظمة التي توجه من قبل أميركا والصهاينة، فوحدة العراق واستعادة قوته ودوره هي السمّ القاتل للتطفل والتصدّر الخليجي في المشهد العربي.. لذلك تسعى السعودية ومن معها إلى ضرب وحدة العراق وكل نقاط القوة فيه، لأن استهداف الحشد الشعبي مثل استهداف النفط والعائدات العراقية ومثل استجلاب القوات الأجنبية لاحتلال العراق ومثل إرسال الإرهابيين لقتل الشعب العراقي.. تذكروا جيدا #الموصل_تعاد.