kayhan.ir

رمز الخبر: 46505
تأريخ النشر : 2016October15 - 19:44

الكيان السعودي الواهن سيحترق بنيران الغضب اليمني


سناء أسعد

خاص\تسنيم: عام ونصف وشبح الإجرام السعودي الغادر يتنقل بخفة بين الشوارع اليمنية، يدمر البيوت ويغتال أرواح المدنيين العزل دون أن يكون هناك أي رادع ديني أو أخلاقي أو حتى إنساني يمنعهم من إظهار تصهينهم.

وفي مقال خصت به وكالة تسنيم، كتبت سناء أسعد: اليوم لم يعد الحديث عن آل سعود على أنهم عرب خانوا أخوتهم من الشعوب العربية، وعلى أساسه يجب توجيه الإدانة لهم بسبب تخليهم عن المبادئ والقيم العربية المعهودة بل نحن الآن بصدد توجيه الإدانة لكيان صهيوني مستعرب لم يتمتع بشرعية وجوده يوما إلا عن طريق سبل غير مشروعة من قتل وإجرام، من اغتيال للمفاهيم الإنسانية وتشويه للتعاليم الدينية بخلق فتاو جاحدة لاغتيال الفكر الحر ودفن صوت الحق أينما كان، وقطع رأس وبتر أطراف كل من يحاول أن يعادي نهجهم الأعوج حتى لو بالنية.

ما يجري على أرض اليمن ولاسيما بعد مجزرة صنعاء المروعة تخطى حدود الحرب وحدود الاغتصاب والاعتداء تحقيقا للمصالح السياسية وتحول إلى حملة عبثية بربرية همجية هدفها الإبادة الإنسانية كضريبة يدفع ثمنها الشعب اليمني نتيجة صموده وثباته في وجه أشرس الخطط الاستعمارية .ضريبة لعزتهم وكرامتهم ورفضهم التبعية و أداء الطاعة للشيطان السعودي، .فكان الثمن غاليا، دماء سالت يوميا من عمق المآسي المتتالية "موت وفقر وجوع ونزوح من اللامكان إلى اللامكان ومن اللاأمان إلى اللاأمان ومن اللاحياة إلى اللاحياة، أي نزوح من ضفة موت إلى ضفة موت أخرى" والتنديدات والصيحات الإنسانية خافتة احتجزت في غرف الغرب المظلمة لم يرتفع صوتها عاليا من أجل الشعب اليمني المظلوم في حين يكاد خوفهم الكاذب على مصير الإنسانية في حلب يقود إلى حرب عالمية ثالثة.

فجرائم آل سعود التي ترتكب بحق اليمنيين جهارا ونهارا، عرت ما أسموه مصطلح القلق الإنساني وأفرغته من مضمونه الحقيقي ليتبين أنه مجرد مصطلح تجاري مفردة من مفردات الحروب يتم التسويق لها من قبل تجار الحروب والأزمات لاسيما عندما تتحول هزيمتهم النكراء إلى حقيقة مرة يصعب عليهم جدا تقبلها.

سبعمائة شهيد وجريح، بين جثث متفحمة تحت الأنقاض وجرحى مبتوري الأطراف. ضحايا لأربع غارات جوية متتالية على صالة عزاء وليس على ثكنة عسكرية، مصاب جلل في صنعاء يعادل ما تعرضت له اليمن طيلة السنة ونصف السنة من هول الحرب الظالمة التي شنها عليها الكيان السعودي الواهن، ولكن الثأر اليمني سيكون بحجم المصاب وأكثر وسيشتعل العمق السعودي بنيران يمنية غاضبة. وعد بها الحوثيون الرياض ثأرا لدماء الأبرياء وثأرا لكل طفل يمني قتل ولم تغمض عينيه. ولكل طفل فارق الحياة جوعا أو مرضا لأن قافلات المساعدات ضلت طريقها إلى اليمن كما ضلت طريقها إلى كفريا والفوعة.

ولأن عربً باعوا ضمائرهم واستبدلوها بقطع الكترونية مبرمجة حسب أهواء العدو واتجاهاته ورغباته، صار نتنياهو يشيد بالعلاقات المتينة التي تجمع اسرائيل بمن كان اسمهم عربا يوما ولاسيما في دول الخليج (الفارسي). وصار من كان اسمهم عربا يوما يذرفون دموع الحزن في جنازة المجرم السفاح بيريز ويتهافتون لتقديم العزاء والمواساة بينما يقصفون عزاء عربي بالصواريخ ويحولونه إلى عزاء بموت الانسانية. وبموت القيم والمبادئ عزاء بالصمت الدولي والإقليمي والإسلامي إزاء ما يجري من انتهاكات لأبسط الحقوق وأقدس المحرمات، الموت لآل سعود، وبالروح والدم نفديك يا يمن، عبارات سنبقى نرددها كما رددها اليمنيون الذين خرجوا إلى الشوارع وتظاهروا بالآلاف احتجاجا على تلك المجزرة البشعة تحت شعار براكين الغضب.

ودعا عبد الملك الحوثي الشعب اليمني إلى النفير العام قائلا: علينا أن ننفر على كل المستويات، علينا أن نأخذ بثأرنا لنكون رجالا أحرارا، إذا تخلفنا لن يسامحنا التاريخ ولن تسامحنا الأجيال، هذا النفير العام يجب أن لا يكون يمنيا فقط بل يجب أن يعلنه كل مقاوم شريف يأبى الذل والهوان وإلا فإن التاريخ لن يسامحنا، والأجيال لن تسامحنا، حان الوقت لإعلان ساعة الصفر، وتعطيل ماكينة الإجرام السعودية وإحالتها إلى تقاعد أبدي فيهنأ العالم بسلام.

فلو استحضرنا مشاهد مجزرة قانا من أرشيف ذاكرتنا سنقول ما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه مجزرة القاعة في صنعاء بمجزرة قانا في جنوب لبنان وسنقول أن هذا دليل موثق صوتا وصورة يضاف إلى سجل آل سعود الإجرامي ويؤكد لنا أن الدماء التي تجري في عروقهم دماء يهودية، ولو استحضرنا مشاهد القصف الأميركي الغادر على مواقع للجيش السوري في دير الزور لوجدنا أن الدوافع والأسباب ذاتها "سد فراغ أحدثته هزيمة في مكان آخر" فكما تفاجأ الغرب وأذنابه بأسطورة الصمود السوري تفاجأ بالصمود الأسطوري للشعب اليمني، سيندم الكيان السعودي يوما لأنها تجرأ على بلد آمن مثل اليمن، كما سيندم هو وأسياده لأنهم فكروا يوما بأنهم قادرون على النيل من وحدة سورية وسيادتها.