حلب على عتبة التحرير
التحرك الميداني اللافت للجيش السوري والقوى المتحالفة معه مع وجود القصف الروسي والسوري خلال الايام الاخيرة في حلب اكمل طوق الحصار وباتت قاب قوسين اوادنى من التحرير فلن يمر يوم الا ويقتضم الجيش السوري وقوى المقاومة المزيد من الاحياء والمؤسسات في حلب الشرقية امام انحسار القوى التكفيرية وتقهقرها والوقت وحده كفيل بتحرير حلب كاملة لانها اصبحت بمثابة الساقطة عسكريا. هذا التطور الميداني الذي قطع جميع خطوط الامداد عن التكفيريين في شرق المدينة اغضب الاميركان وحلفاؤها في المنطقة، وقد تعالى صراخهم بشكل مدوي سواءا في مجلس الامن او من خلال فضائياتهم الساقطة وهم يتباكون على ابناء هذه المنطقة بعد ان فشلوا هذه المرة من تمرير خديعتهم الخبيثة على الروس باسم الهدنة بهدف فك الحصار عن القتلة والارهابيين كما فعلوا في الهدنتين السابقتين.
لكن ما سربته الـ«نيويورك تايمز» عن لقاء بين جون كيري وزير الخارجية الاميركي وما اسمته مجموعة سورية كانت في الواقع حسب الصورة التي نشرتها الصحيفة نفسها وجود اعلام القاعدة والنصرة الى جانبهم، تظهر جلية من هم المجموعات المعتدلة في سوريا التي تدافع عنها اميركا اما ما قاله وزير الخارجية الاميركي لهذه المجموعات في هذه الجلسة كان اشبه بالاستسلام ورفع الرآية البيضاء عند ما اكد لهم "لا نعرف كيف نساعدكم؟!" اوما تسرب عن واشنطن من انها وافقت على مشاركة الرئيس الاسد في الانتخابات القادمة لدليل على انها بداية الهزيمة النهاية للمشروع الاميركي الذي استهدف هذا البلد. لكننا نعلم ان في اميركا ليس صوتا واحدا بل هناك اصوات اخرى تدعو الى التدخل العسكري في سوريا لمنع اجهاض المشروع الاميركي وهذا ما قوبل برد روسي غير مسبوق حينما اكدت موسكو اذا ما تعرضت سورية للعدوان فان ذلك سيؤدي الى نتائج كارثية مزلزلة للمنطقة.
اما على صعيد المنطقة والدول التي تحالفت مع المشروع الاميركي لأسقاط الدولة السورية هي اليوم اما في غرفة الانعاش كما هو حال السعودية ووزير خارجيتها عادل جبير الذي خسأ تماما ولم نسمع له اي صوت يردد فيه عبارة "اسقاط الرئيس الاسد" او ترسل اشارات ايجابية كأنقرة وما صدر بالقريب عن نائب الرئيس التركي قوله «سوف نطبع علاقاتنا مع سوريا قيادة وحكومة وشعباً» هي رسالة شفافة لمن لم يستيقض بعد من سباته لان حلب كانت الحلم الأكبر للاتراك وأملهم طيلة اكثر من خمس سنوات واذا بها اليوم تبخرت تماما وهي على بوابة الاستعداد لتزف شارات النصر وتقرع الاجراس بالاحتفال بهذه المناسبة والرئيس الاسد يتجول في شوارعها وسط التفاف جماهير المدينة المحررة ابتهاجا بالنصر المؤزر وعودة حلب الشهباء الى الوطن الأم سوريا.