ظريف: رؤية طهران تعاكس رؤية حكام الرياض الذين يدعمون المجموعات الارهابية ويسلحونها
* نظام الحكم السعودي يدعم التطرف على امل حرف الاذهان عن عجزه في معالجة المشاكل، نحو عدو مزعوم هم الشيعة او الايرانيون
* هناك اكثر من 70 جماعة تقاتل رسميا في سوريا، ولا تملك أي منها رؤية واضحة لمستقبل البلاد
* كل الأمور أصبحت متوقفة على ملف واحد، وهو هل يبقى الرئيس الأسد أم يرحل، هل يبقى الأسد لعام ومن ثم يرحل؟
* القصف الأميركي على القوات السورية التي كانت تقاتل "داعش"، أدى الى تعزيز الارهابيين والاعتذار لن يغير ستراتيجية
* طهران أوفت بالتزاماتها النووية فيما تقوم اميركا بثني الشركات الاوروبية عن التعامل مع ايران
* الشعب الايراني يرى المشكلة في عدم التزام اميركا بتعهداتها وليس الوعود التي قطعتها الحكومة الايرانية لشعبها
* المشكلة في سوريا هي ان الكثير من اللاعبين مازالوا يرون بان الحل العسكري هو السبيل لحل الازمة
طهران - كيهان العربي:- اكد وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف أن الجمهورية الاسلامية في ايران لا تتنافس مع روسيا في مكافحة الإرهاب، مشيرا الى التشابه في أهداف موسكو وطهران هناك.
وقال الوزير ظريف خلال كلمته بمجلس العلاقات الدولية في نيويورك، قال: لا نتنافس على القيام بدور حربي في سوريا.. والبديهي أن أحدا لا يريد ذلك.
وأشار وزير الخارجية الى أن عمليات تنظيم "داعش" الارهابي تمثل تهديدا خطيرا وفعليا سواء لبلاده أم لروسيا.
وشدد بالقول: أظن أن أهدافنا في سوريا متشابهة، لا شك أن أهداف بلدينا ليست متطابقة تماما، لكن ثمة تشابه فيها، وهي تتمثل في مكافحة الإرهاب و"داعش" و"جبهة النصرة".
واعرب الدكتور ظريف عن قناعته بأن روسيا مهتمة بحمل السلام إلى الأراضي السورية وتحقيق وقف القتال هناك.
وتناول وزير الخارجية خلال كلمته هذه الملف السوري وسبل الحل في سوريا ونظرة الجمهورية الاسلامية في ايران تجاه خارطة الطريق الى الحل وقال: إن رؤية طهران تعاكس رؤية زعماء الرياض الذين يريدون اخراج إيران من حل هذه الأزمة، حيث أن حل الازمة غير ممكن مع عزل أحد اللاعبين المهمين والمؤثرين، لذلك فإن إيران ترى أن السعودية من اللاعبين المؤثرين ويمكنها أن تساعد في حل هذه الأزمة وإعادة السلام والسكينة الى سوريا، ولكن باتخاذها مواقف مثل دعم الجماعات الإرهابية وتسليحها أدى الى مفاقمة الأوضاع حتى الآن.
وأشار عميد الاجتماع، فريد زكريا، الى المقال الذي نشره الدكتور ظريف مؤخرا في صحيفة "نيويورك تايمز" وانتقاده لسياسات آل سعود، وعبر زكريا عن اعتقاده بعدم وجود نظرة مستقبلية للحوار والاتفاق بين إيران والسعودية.
وردا على هذا السؤال، قال الوزير ظريف أنه ركز في مقاله على دور السعودية المهم والحساس باعتباره من اللاعبين المؤثرين في الأزمة السورية، وقال: إن هذا النظام يستطيع أن يلعب دورا مؤثرا في إعادة السلام والى سوريا، عبر تغيير مواقفه.
وعن الهدنة في سوريا قال الدكتور ظريف: أنا أتمنى واسأل الله أن تصمد هذه الهدنة، ولكنها لن تصمد، يبدو أنها لن تصمد وهناك عدة أسباب لعدم صمودها. أسباب ايديولوجية وعملية تقف وراء ذلك. السبب الأيديولوجي هو أن طرفي الصراع، وفي سوريا ليسا طرفين فقط، بل يوجد اكثر من 70 جماعة تقاتل رسميا في سوريا، ولا تملك أي منها رؤية واضحة لمستقبل سوريا. كل الأمور أصبحت متوقفة على ملف واحد، وهو هل يبقى الرئيس الأسد أم يرحل، هل يبقى الأسد لعام ومن ثم يرحل؟ وبالنتيجة فإن كل الأمور متوقفة على شخص واحد والتركيز عليه فقط وعلى الإجابة بنعم او لا. لا توجد رؤية صحيحة لمستقبل سوريا (...) هذا الامر أدى الى مقتل أشخاص كثيرين. هذا جزء من المشكلة الايدولوجية.
وتابع: المشكلة الحالية هي أن جميع الهدن خلال العامين السابقين تم الغاؤها وهذا بسبب عدم إمكانية تحديد الداخلين في الهدنة وعزلهم عن غير المشاركين فيها.
واضاف وزير الخارجية: إن القصف الأميركي الذي يسمى بـ "القصف بالخطأ" والذي استهدف القوات السورية التي كانت تقاتل "داعش"، أدى الى تعزيز "داعش"، وإن الاعتذار لن يؤدي الى تغيير استراتيجي.
واشار الى عدم استمرار الهدنة في سوريا، وقال: ان المشكلة في سوريا هي ان الكثير من اللاعبين مازالوا يرون بان الحل العسكري هو الطرق لحل الازمة.
واضاف: ان الكثير من اللاعبين مازالوا يرون بانهم يمكنهم اللعب بورقة الجماعات المتطرفة للحصول على امتيازات.
واعتبر الوزير ظريف بان المشكلة اليوم في المنطقة هي ان نظام الحكم السعودي يدعم التطرف على امل حرف الاذهان عن عجزه في معالجة المشاكل، نحو عدو مزعوم هم الشيعة او الايرانيين.
ولكن في حلب أو في المناطق الأخرى تكمن المشكلة في التمييز بين "النصرة" والجماعات الإرهابية الأخرى وبين الداخلين في الهدنة. هذا ليس ما أقوله أنا، أميركا أيضا أقرت بذلك، أذا طالعتم المقطع الأول من توافق 9 أيلول بين أميركا وروسيا سترون أنه يجب التفريق بين الجماعات. انهم يستمرون بتغيير أماكنهم وبين حين وآخر تعلن مجموعة علاقاتهم العامة إن هذه الجماعة لم تعد مرتبطة بالقاعدة، والقاعدة أيضا تُحلهم من عهدها. وبالنتيجة هذه لعبة مميزة، لعبة مضحكة ومؤسفة في وقت واحد.
وأكد الدكتور ظريف أن الجمهورية الاسلامية في ايران أوفت بالتزاماتها النووية باعتبارها طرفا في خطة العمل المشترك الشامل (الاتفاق النووي)، فيما تقوم اميركا بثني الشركات الاوروبية عن التعامل مع ايران.
واشار الى العراقيل التي تختلقها اميركا في مسار تعامل الشركات الخاصة مع ايران وقال، لقد استغرق الوقت 7 اشهر كي تمنح الحكومة الاميركية رخصة بيع 17 طائرة من بين مائة طائرة طلبت ايران شراءها.
واعلن وزير الخارجية ازدياد عدم ثقة الشعب الايراني تجاه اميركا بسبب سلوكها في مسار الاتفاق النووي واضاف: ان الشعب الايراني يرى المشكلة في عدم التزام اميركا بتعهداتها وليس الوعود التي قطعتها الحكومة الايرانية لشعبها.
وقال: قلنا للشعب الايراني بان الاتفاق النووي سيرفع عقبات التجارة بين ايران وسائر دول العالم لكننا لم نقل لهم ابدا بان الاتفاق سيزيل اجراءات الحظر الاولية التي وضعتها اميركا امام معاملات الاميركيين معنا.
وقال: ما نسمعه ان الولايات المتحدة - سواء الحكومة او المؤسسات المتعددة في اميركا - حينما يزورون اوروبا، يعملون على ثني الشركات الاوروبية عن التعامل مع ايران بدلا عن طمأنتها للتعامل معها وان تقول لها بان لا اشكالية في هذا الامر.