من قاد المعركة الاخيرة في ريف القنيطرة ؟
حسين مرتضى
مع اصوات المعارك الدائرة في ريف القنيطرة الشمالي، يبدو كيان الاحتلال الاسرائيلي هو المستفيد الوحيد منها، بعد ان اعلن على لسان قادته وعبر وسائل اعلامه انه أكثر المتضرّرين من التحولات الميدانية والسياسية في سوريا، لا سيما تقدم الجيش في درعا وحلب وريف دمشق وانقلاب المزاج العام في مناطق سيطرة المسلحين نحو المصالحات مع الدولة السورية ، وتحديداً مصالحة درعا وداريا والمعضمية، لذلك كان تحريك اسرائيل لجبهة القنيطرة، في محاولة لخلط الأوراق واستعادة لحلم الجدار الطيب.
في هذا الاطار اطلقت مجموعات "أحرار الشام" و"النصرة" وفصائل أخرى ما سمَّوها معركةَ "قادسية الجنوب" ضدَّ الجيش السوريّ وحلفائه في ريف القنيطرة. شن المسلحون هجوما على محاور سرية طرنجة وحاجز مزارع الأمل والتل الأحمر بالاضافة الى تل قبع الحمرية المشرف على بلدة حضر وطريقها الوحيد، ترافق ذلك مع حركة ناشطة وتنقل المسلحين مع أسلحتهم وعتادهم من داخل الشريط المحتل الى مناطق الاشتباك في منطقة جباثا الخشب عبر معبر سحيتا، بالاضافة الى قصف الكيان الإسرائيلي لمربض مدفعية للجيش السوري في تل الشعار. وتحدثت معلومات عن سماع دوي انفجارات بشكل متواصل في منطقتي العرقوب ومرجعيون في جنوب لبنان ناجمة عن المعارك في القنيطرة السورية، وعملت المجموعات المسلحة على إجلاء جرحاها من أرض المعركة الى خلف بلدة "جباتا الخشب" و تم نقلهم الى مستشفيات الكيان الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، حيث رصد دخول 7 سيارات تحمل جرحى المسلحين الى منطقة الجولان المحتل ، ليتم نقلهم الى مستشفيات كيان الاحتلال داخل فلسطين المحتلة.
وبحسب مصارد مطلعة فإن تلك المعركة كان يقودها ضابط من "شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية أمان" بالاضافة الى ضابط اتصالات من وحدة تقنية تابعة "للواء جفعاتي"، بالتعاون مع معاذ نصار احد اكبر المتعاملين مع الكيان الاسرائيلي في بلدة جباثا والمسؤول المباشر عن ايصال الدعم للمسحلين في جنوب سورية. بالاضافة الى عبدو غانم احد قادة جبهة النصرة في بلدة جباثا الخشب والذي قتل بالمواجهات على محور قبع الحمرية، بينما كانت غرفة التحكم والسيطرة من مواقع في تل الفرس وتل أبو الندى المشرفين على محافظة القنيطرة، هي التي تشرف مباشرة على سير العمليات، بالاضافة الى خالد نصار " ابو راتب" احد ضباط الارتباط بين جبهة النصرة وحركة احرار الشام مع غرفة عمليات الكيان الاسرائيلي في تل الفرس والذي اصيب بقدميه جراء استهداف الجيش السوري لمجموعة تابعة للنصرة في قبع الحمرية، وتم نقله فورا بالمروحية الى داخل الكيان الاسرائيلي.
من قاد العمليات ضد الجيش السوري في القنيطرة ؟
التحضير لهذا الهجوم بدأ مع رفع ساتر ترابي يمتد من بلدة الحميدية الى اطراف جباثا الخشب بمحاذاة السلك الشائك في الجولان السوري المحتل وفتح المعابر امام حركة تنقل المسلحين من معبرين الاول معبر تل الفرس او المعبر الرئيسي للقنيطرة والذي تتواجد فيه حركة احرار الشام ومعبر العشة لتنقل المسلحين، حيث نقلت حركة احرار الشام مسلحيها من أطراف البلدات المحاذية لقرى حوض اليرموك التي يسيطر عليها تنظيم داعش، في ريف درعا الغربي عبر المناطق المحتلة من الجولان الى نقاط الاشتباك، واما جبهة النصرة فنقلت مسلحيها من بلدات نوى والرفيد وغدير البستان وجاسم وإنخل وتسيل والشيخ سعد بريف درعا الغربي عبر المناطق المحتلة من الجولان الى نقاط الاشتباك، بينما خصص معبر سحيتا – جباثا الخشب لنقل الجرحى والاسعاف الطبي،اما دور الجانب الاردني فتمثل بادخال الاسلحة والدعم اللوجستي عبر منطقة تل شهاب، وفي تطور لافت زود العدو الاسرائيلي المسلحين بطائرات استطلاع حلقت فوق قبع الحمرية في حضر لترصد تحركات اللجان المدافعة عن البلدة اثناء الهجوم.
ويكشف التدخل المباشر الميداني للكيان المحتل، عودة الحلم القديم الجديد المعد للجنوب السوري والمحيط الجغرافي للجولان السوري المحتل، بدءاً من ريف السويداء الى ريف درعا وصولا الى وادي اليرموك، جنوب غرب درعا وجنوب شرق الجولان المحتل وحتى الحدود اللبنانية مع جبل الشيخ، كون المنطقة التي تم مهاجمتها وتحديداً بلدة حضر تشكل العقبة الوحيدة أمام قيام ما يسمى بالجدار الطيب ووصل تلك المناطق ببعضها.