قادة ميدانيون: العراق لن يحرر الموصل الا بعد تحرير باقي المدن من تنظيم داعش
بغداد – وكالات : تشير المعطيات الميدانية الحالية إلى أن القوات العراقية المشتركة لن تبدأ عملية تحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي البلاد من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي الذي يعتبرها أهم معاقله في العراق قبل أن تحرر جميع المدن التي يحتلها التنظيم وتحديدا في محافظات كركوك وصلاح الدين والأنبار لتمهيد عمليات تحرير مدن محافظة نينوى ومركزها الموصل.
ويؤكد قادة ميدانيون ومراقبون للشأن العراقي ،أن هنالك رغبة أمريكية لدفع القوات الأمنية العراقية إلى معترك الموصل لتحرير المدينة بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية بما يجعل الموصل مجرد ورقة تلعب عليها الأطراف السياسية الأمريكية لاستغلالها في شأن داخلي لا علاقة له بالحاجة الفعلية لتحرير هذه المدينة والحتمية التي تفرض سرعة تحريرها نظرا للظروف التي يمر بها السكان المحليون وضرورة إنهاء العراق لاحتلال داعش لأراضيه وهو ما سيجعل العراق في ورطة إذا لم يتمكن من تحرير جميع المدن قبل التوجه الى الموصل التي ستكون الصفحة الأخيرة لداعش في العراق بكل الأحوال.
حيث يقول المتحدث باسم حركة النجباء المنضوية في الحشد الشعبي هاشم الموسوي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن "بوصلة العمليات المقبلة تحددها المسارات الميدانية والضرورة القصوى بمعنى أن تحرير مدينة الموصل لن يكون ممكنا ما لم تطهر الحويجة والشرقاط حتى تكون جميع المناطق الاخرى المحاذية للموصل والقريبة منها مهيأة لعملية التحرير لتكون أسهل وهذا ما حدث في عملية تحرير الفلوجة عندما قمنا بتحرير القرى والمناطق المحاذية لها بدءً من الكرمة والشجل وغيرها وصولا إلى مركز الفلوجة وهذا السيناريو الواجب تكراره في الموصل".
ويوضح الموسوي ،أن "النظام التكتيكي العسكري يحتم علينا أن نعمل على كسر الطوق الذي كان يفرضه داعش على مدينة الموصل وهذا الطوق يبدأ من هذه المناطق التي تمثل خطوط الصد التي يكثف فيها التنظيم الإرهابي العدة والعدد من الأسلحة والانتحاريين ليعرقل مسير القوات العراقية بتقدمها الكبير سواء للجيش العراقي أو بقية الاجهزة الامنية وفصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي وهذا ما يؤكد أن البوصلة تشير إلى هذه المناطق قبل الموصل".
وتعليقا على هذا الموضوع يقول الخبير العسكري عبد الكريم الجبوري في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن "أمريكا لا تهتم لتحرير المدن العراقية من تنظيم داعش الإرهابي بقدر ما تريد أن تعطي رسالة إلى الداخل الأمريكي بأنها استطاعت أن تحرر هذه المدن ونحن نرى أن تركيزها على مدينة الموصل هو لوجود هالة إعلامية حول هذه المدينة تجعل الرأي العام الأمريكي لا يركز على بقية المدن كما يركز عليها وبالتالي فإن واشنطن غير مهتمة لتحرير الحويجة مثلا أو الشرقاط أو حتى المدن التي لا تزال تحت سيطرة داعش في الأنبار بقدر اهتمامها بالموصل ونحن لا ننكر أهمية تحرير الموصل لكننا لا نريد أن يكون تحريرها بمثابة عملية انتحارية لقوات الأمن العراقية لأنها تحتاج إلى قدرات كبيرة تحسم بها هذه المعركة وهذه القدرات لن تتحق إلا بتحرير بقية المدن لجمع القوات وتوجيهها نحو الموصل من دون الخشية على حدوث تراجع أمني في مدينة ما".
ويرى الجبوري ،أن "التقديرات الحكومية في العراق حاليا لمعركة تحرير الموصل متأثرة بعض الشيء بالرغبة الأمريكية والتي تفضحها تصريحات المسؤولين الأمريكان المتضاربة بين أن عملية الموصل ستكون سهلة ولن تتأخر وبين أنها ستكون معقدة وتأخذ المزيد من الوقت" ،داعيا إلى "عدم الاعتماد على التقديرات الأمريكية وترك الأمر للقادة الميدانيين من العراقيين".
من جهته جدد المتحدث الامني باسم الحشد الشعبي يوسف الكلابي رفض فصائل الحشد مشاركة اي قوة اجنبية بتحرير مدينة الموصل من سيطرة داعش الوهابية ..
واكد الكلابي في حديث لـ " الاتجاه " ان القوات الامنية والحشد الشعبي قادرون على تحرير كافة الاراضي المحتلة من قبل العناصر الارهابية , مبينا ان القطعات العسكرية بانتظار ساعة الصفر لاقتحام قضاء الشرقاط .
وبين الكلابي ان العراق لديه رؤية واضحة وثابتة بانه يمتلك حشداً وقوات امنية تستطيع تحرير جميع اراضية بدون الاشتراك مع اي قوة اجنبية سواء كانت اميركية او غيرها .
واكد عضو لجنَةِ الامنِ والدفاع البرلمانية ماجد الغراوي، امس ، انَ اِرسالَ قواتٍ اميركيةٍ جديدةٍ الى العراق ، الهدَفُ مِنهُ سَرِقَةُ انتِصاراتِ القواتِ الامنيةِ والحشدِ الشعبي .
من جهته حمل فيه النائب عن كتلة التغيير الكردية امين بكر امس ، حزب بارزاني مسؤولية ما يشهده كردستان من ازمات .
محمد وفي حديث لـ" الاتجاه " اشار الى ان السياسة التي ينتهجها مسعود بارزاني هي ما اوصل كردستان الى هذا الحال من تازم في الوضع السياسي والاقتصادي , متهما الحزب الديمقراطي باقصاء وتهميش الاطراف المعارضة له ..
واضاف ان وضع كردستان رجع الى الى الوراء بسب السياسية الخاطئة لبارزاني والتي انعكست على الشارع الكردي
وحذر النائب عن كتلة التغيير هوشيار عبدالله من انفجار وشيك للأوضاع داخل المجتمع الكردستاني بسبب تفاقم الأزمة المالية نتيجة لسياسات رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.
بدوره اعلن القيادي في الحشد الشعبي كريم النوري، عن وصول تعزيزات عسكرية اضافية قرب قضائي الحويجة والشرقاط استعدادا لانطلاق ساعة الصفر لتحريرهما من داعش الارهابي فيما حذر من المساس بالحشد في المؤتمرات الاقليمية والمحلية في محاولة لمنع مشاركته في العمليات العسكرية.
وقال النوري في حديث لمراسل وكالة انباء فارس ، ان "قوات من جهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي بمختلف فصائله فضلا عن الجيش العراقي وصلت الى نقاط التمركز قرب قضائي الحويجة غربي كركوك والشرقاط شمال تكريت استعدادا لانطلاق ساعة الصفر لتحريرهما من زمر داعش الارهابية " ، مشيرا الى "امكانية تشكيل غرفة عمليات مشتركة للمعركة".
وفي سياق متصل ، حذر القيادي في الحشد الشعبي من "المساس بالحشد خلال المؤتمرات الاقليمية والمحلية في محاولة لاضعافه والتقليل من انتصاراته وانجازاته واثارة الاصوات النشاز حوله لمنع مشاركته في العمليات العسكرية المقبلة لتحرير ماتبقى من مناطق تحت سيطرة زمر داعش الارهابية ".