kayhan.ir

رمز الخبر: 44630
تأريخ النشر : 2016September05 - 20:26

الغارديان: كل طرف يخوض معركته الخاصة في سوريا


نشرت صحيفة الغارديان مقالا تحليليا لمارتن تشولوف عنوانه "في سوريا، كل طرف يخوض معركته الخاصة"، جاء فيه انه في معركة وزارة الدفاع الأميركية ضد "داعش"، كان الأكراد دائما الخيار الأمثل، ففي شمال العراق، يمتاز الأكراد بأنهم، حليف يمكن الوثوق فيه وعدد قواتهم معروف، أما في سوريا، كان المقاتلون الأكراد هم الأكثر تدريبا وتحفيزا لخوض المعارك ونالوا الدعم الكامل من الجيش الأميركي في معاركهم ضد "داعش".

وبحسب موقع "بي بي سي" أوضح تشولوف إنه "حتى هذه اللحظة يبدو الأمر جيدا ولكن هناك مشكلة وحيدة وكبيرة هي: تركيا، فاعتماد واشنطن على أكثر الجماعات التي تشاطرها أنقرة العداء قد تؤدي إلى فشل أي ترتيبات لواشنطن إن لم تكن قد فشلت بالفعل بدخول تركيا المعركة الأسبوع الماضي.

فبعد أن شاهدت أنقرة أمام أعينها المكاسب التي حققها الأكراد على حدودها طوال العام الماضي، قررت إرسال دباباتها عبر الحدود لمطاردة المقاتلين الأكراد الذين تتهمهم بأنهم يستخدمون دعم واشنطن لاكتساب أراض تمهد لإعلان دولة مستقلة لتحقيق الحلم الكردي.

ويرى الكاتب أنه بعد أسبوع من التدخل العسكري التركي في سوريا، بدا أن هناك حقيقة واضحة وهي أن كل طرف في سوريا يخوض معركته الخاصة، في أكبر ساحة قتال دموية في العالم، لتحقيق أهداف مختلفة لا تتوافق مع بعضها البتة.

"تحول سريع في التحالفات"

ويقول تشولوف إن "دخول تركيا الحرب كشف تحولا كبيرا وسريعا في التحالفات لم يكن متوقعا في بداية الصراع، فقد تحولت خسائر الحكومة السورية إلى مكاسب بسبب التدخل العسكري لروسيا التي ضربت جماعات المعارضة في شمال سوريا وزحزحت الأكراد إلى مناطق جديدة".

فتلك المناورة الروسية التي استخدمت فيها موسكو الأكراد، بحسب الكاتب، تسعى لقطع طرق إمداد الجماعات المعارضة التي تدعمها تركيا وفي الوقت ذاته إزعاج أنقرة بتوسيع المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا.

وكانت تلك الخطوة بمثابة الكابوس لتركيا التي طالما حذرت الولايات المتحدة من استخدام الأكراد في حرب بالوكالة ضد "داعش". فإن المكاسب التي يحققها الأكراد على الشريط الحدودي قد يعطي عمقا استراتيجيا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية والحليف القوي للجماعات الكردية المقاتلة.

وقد تحققت مخاوف أنقرة بنجاح الأكراد في طرد تنظيم "داعش" من مدينة منبج في أغسطس/ اب الماضي وتوجهوا إلى جرابلس غربي الفرات التي تراها تركيا خطا فاصلا بين "المغامرة الأميركية في الشرق ومنطقة نفوذ أنقرة".

ويقول الكاتب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدم ورقة الأكراد كطعم جيد للتقارب مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حتى توصل الرجلان إلى أرضية مشتركة في الصراع السوري.

ويختتم الكاتب مقاله قائلا " في الوقت الحالي، يستحيل التوصل لرؤية واحدة واضحة لما قد يسفر عنه الصراع في سوريا، بل ولا يمكن معرفة كيف سيستطيع أي طرف من الصراع تحقيق هدفه المنشود".