kayhan.ir

رمز الخبر: 42393
تأريخ النشر : 2016July26 - 20:36


أحمد الحباسى

رغم زخم التعتيم الذي تنتهجه سلطات البحرين الإرهابية بمساعدة فئة ضالة عميلة من الطابور الخامس الإعلامي الخليجي و اللبناني و الأردني خرجت رائحة الفساد في سلطة البحرين و تبين للعالم أن هذا النظام قد داس على كل الأعراف و المواثيق الدولية و بات مجرد نظام مفلس يعتقل و يحاكم و يعدم المعارضين تحت جنح الظلام تماما كما يحصل في بعض بلدان أمريكا اللاتينية ، و رغم مرور هذه الفترة الطويلة من اغتيال السلطات السعودية لعلاقة الجوار بينها و بين اليمن و تعمدها ارتكاب مجازر مروعة يومية ضد الشعب اليمنى أفرزت مشاهد مزعجة لكل الضمائر العالمية فانه لا أحد في أنظمة الدولة العربية ما عدا قلائل يعدون على أصابع اليد الواحدة تجرأ على إعلان معارضته لعملية اغتيال شعب بكامله بعدما مسحت السلطات السعودية منذ أسابيع يدها من اغتيال المعارض الشهيد باقر النمر في تحد مقزز لكل المواثيق الإنسانية و الأخلاقية ، صمت رسمي عربي مطلق يثير كثيرا من علامات الاستفهام المرعبة .

في هذا السياق ، و لاختزال الإجابة عن سر هذا الصمت لا بد من استعارة و اقتباس ما جاء على لسان الكاتب الكبير ديفيد ميللر على صفحات جريدة النيوورك تايمز من عبارة معبرة ساخرة واصفا هذا الصمت العربي بأنه "يصم ” الآذان ، و حتى نفهم أكثر "سر” هذا الصمت نشير طبعا إلى كل الفضائح و التسريبات و الكتب و الوثائق التي تؤكد علاقة هذه الأنظمة ” الصامتة” بإسرائيل و باللوبي الصهيوني الحاكم في الولايات المتحدة الأمريكية ، فالنظام العميل في الأردن عليه أن يصمت و محكوم عليه بالصمت الأزلي و بكارته الأخلاقية مفقودة منذ الاحتلال البريطاني الذي ” أجلس” العائلة الهاشمية في السلطة بصورة صورية لخدمة المصالح الصهيونية الغربية مقابل الاستمرار في ” الحكم ” ، هناك اصطفاف لكثير من الطبقات المثقفة و الإعلامية إلى جانب هذه الأنظمة العربية الخائنة المتآمرة و هناك محاولات محمومة لإخفاء الجريمة السعودية النكراء في اليمن بكل الطرق عن أعين محاسبة الضمائر العربية و العالمية ،هذه المحاولات القذرة هي أحد الأسباب التي تطيل عمر و استمرار الجريمة البغيضة ضد الشعب اليمنى و هي تمثل حالات من حالات التستر على جريمة في القانون الدولي .

حيث نشاهد و نسمع بعض الأصوات الغربية تفضح هذا العدوان الوحشي في البحرين و اليمن و قطر و بقية المحميات الخليجية الفاسدة معرضة نفسها و مصالحها للخطر لمجرد فضح هذه الأنظمة الفاسدة و كشف تورطها الفاضح و الثابت في جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية يجب أن يشعر بعض المثقفين و الكتاب و الإعلاميين العرب بالعار و الخجل ، فصحفي مثل طارق الحميد على سبيل المثال عليه أن يخجل و أن يخجل لأنه فقد كامل إنسانيته و أخلاقه و مهنيته و شرفه الصحفي في معركة خاسرة كل ذلك لتلميع نظام فاسد مجرم ، و مع ذلك لم ينجح في قلب الحقيقة و لن ينجح لان صمود الشعوب الخليجية هو الذي سينتصر في النهاية و سيكون طارق الحميد أول من ينقلب على أولياء نعمته الحاليين ليركب كما ركب الكثيرون أمثاله من الخونة و العملاء ركاب الثورات العربية في تونس و ليبيا و مصر و اليمن ، و حين يصر أحدهم منذ أشهر على التخلي على جنسيته الإسرائيلية كتعبير قوى عن إدانته للعدوان على غزة يتساءل الشرف أين كثير من المثقفين و الإعلاميين مثل محمد كريشان ، خديجة بن قنة ، جمال ريان ، توفيق طه ،و غيرهم من هذا الموقف .

في قناة ” الجزيرة” هناك فئة لا تنتمي حتى لصنف الحيوانات ، فبعض الأفلام الوثائقية تؤكد أن للحيوانات مشاعر و أحاسيس مرهفة ، و من ذكرنا أعلاه و من نسينا مثل فيصل القاسم و عزمي بشارة يستحقون تحاليل جينية حتى نتثبت من صدق انتماءهم لصفة البشر أولا و لصفتهم الدينية ثانيا و لصدق هويتهم العربية أخيرا ، فلا أحد من العقلاء يصدق أن هؤلاء الذين يمارسون الإرهاب الإعلامي تماما كما تفعل الجماعات الإرهابية السعودية في سوريا هم بشر عاديون مثلنا يملكون مشاعر أو أحاسيس بل هناك اتهامات بأن هؤلاء قد تم حقنهم بمخدر الكابتغون الذي كشفت وسائل الإعلام أنه ينتج في معامل بلغارية بتمويل مباشر من العائلة السعودية كنوع من ” المحفز الديني” السعودي لهذه الجماعات الإرهابية التكفيرية حتى تتحول من صنف البشر إلى صنف الحيوانات الضالة المفترسة ، فمن لا يتحرك ضميره أمام مشهد طفل عربي ممزق الأشلاء في اليمن بفعل الهمجية السعودية أو سوريا بفعل همجية الجماعات الإرهابية السعودية لا يمكن تصنيفه كبشر بل السؤال كيف يقبل و يستمر في لعبة قذرة لأداء دور المعتم و دور "حلاقة التجميل ” الإعلامية لنظام شمولي قذر مثل النظام السعودي أو القطري.

لقد فاض الكأس و مل القلم نفسه من الاكتفاء بنصف الحقيقة و ضبط النفس ، فهذه الأنظمة و هؤلاء الحيوانات ” المثقفة ” في ميادين الكتابة و الرأي و الإعلام قد خرجت عن كل الأعراف و باتت فئة متوحشة تنهش الجسم العربي ، و حين يهتم الأزهر الشريف بجدل عقيم حول ” عذاب القبر ” و ينشغل تمام الانشغال عن كل مصائب العرب و همومهم الحقيقية من باب ” ابتعد عن بعض الأنظمة الشمولية و غنيلها ” فمن الواجب التصريح اليوم لا الاكتفاء بالتلميح بأن هذا الصرح الكبير قد هوى بحيث أصبح أثرا بعد عين و لن تنفع مع كل من سقط و هوى كل مقالات الانتقاد أو النقد لان الأموات و الجثث الهامدة لا تبعث للحياة و لا تعطى الحياة للآخرين ، و عندما يصبح علماء الأزهر رهائن في يد "سياسة” النظام المصري الفاسد ليتم استعمالهم لخدمة التحالف المعلن مع إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية فمن المؤكد أن لا نسمع من هذا الصرح إلا بعض الفتاوى و البيانات الفاقدة الدسم بما يبين أن المؤامرة هذه المرة قد أخذت أبعادا خطيرة جدا .

حين يحل النظام البحريني العميل جمعية الوفاق المعارضة فهو يعلن للعالم المتحضر عن إفلاس القيادة الحاكمة و فاشيتها المخيفة و حين يخدم قضاة البحرين الأهداف الحقيرة لهذا النظام فالثابت أن هناك مشكلة عويصة تعترض النظام نفسه لان استخدام القضاء ضد المعارضة هو سلاح ذو حدين لان عملية التدخل المفضوحة في القضاء ستجعله يفقد هيبته نهائيا في عيون الشعب و بلد فيه قضاء مثل القضاء البحريني الفاسد يقرأ عليه الجميع صلاة الجنازة ، فالزعيم البريطاني وينستون تشرشل لم يدخل الحرب العالمية ضد الألمان إلا حين تيقن من ثقة الشعب في صرح القضاء ، و حين يحل النظام مساحة من مساحات التعبير المخالف فهو تعبير فاضح على أنه نظام شمولي فاسد هش تحكمه المخابرات الأجنبية و من نراهم على سدة السلطة هم بعض "الممثلين” للمصالح الأجنبية الصهيونية ، لكن ما لا يفهمه هذا النظام و لن يفهمه أن عهد تركيع الشعوب بالعصا الغليظة قد ولى نهائيا بعدما حصل في كثير من بلدان العالم العربي و الغربي و كما كانت الحاجة أم الاختراع فان القمع الوحشي سيكون المحفز للشعوب لاستنباط و ابتكار الحلول للوقوف ضد أنظمة القمع الخليجية العميلة .

ليس سرا أن ما يحدث في اليمن هي جريمة ضد الإنسانية و جرائم حرب يرتكبها النظام الصهيوني السعودي العدو ، في مقابل هذه الوحشية البربرية السعودية يقف الشعب اليمنى صامدا مقدما التضحيات الجسام في كل لحظة ، لكن الصمود اليمنى يحتاج إلى جرعات من المساندة و لكل من يفضح هذه الجرائم السعودية بحيث نعيد اليوم مناشدة كل الأقلام و كل الضمائر و كل الألسنة أن تتحرر من خجلها و ارتباكها المبرر بكثرة المشاكل العربية و تشعبها لتركز على هذه المظلمة التاريخية و هذه المجزرة اليومية المروعة في حق الشعب اليمنى ، يجب أن نخرق الصمت و أن نواجه المؤامرة على اليمن و على سوريا و على حزب الله و على كل نفس مقاومة مهما كان انتماؤه و مواقفه السابقة ، يجب على الشعب اليمنى و البحريني أن يستعمل كل الطرق الحديثة لتوثيق و بث صور الجرائم المروعة السعودية ، يجب على هذا الشعب اليمنى و السوري و العراقي و البحريني و الخليجي عموما أن يصدق و يؤمن و يفهم أن الشعوب العربية الحرة تقف إلى جانبه و تسانده و تؤمن بانتصاره الحتمي على قوات القمع البوليسية الخليجية و قوات الإرهاب التكفيرية المنتشرة للقتل و تلطيخ سمعة الإسلام خدمة للصهيونية الماكرة .

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: