جنود من باكستان ومصر والأردن الى السعودية لحمايتها من داعش
نضال حمادة
تقول المصادر الأوروبية أن العائلة المالكة السعودية تعيش حالة من الخوف الكبير من إمكانية توجه قوات "داعش” نحو أراضيها، خصوصا بعدما توقف زحف هذه القوات عند مدينة سامراء في العراق، وتثبيت القوات العراقية والقوات الشعبية التي تطوعت معها نقاط دفاع قوية عن المدينة اوقفت زحفها، ما يجعل من احتمال ان تتوجه الى البلدان المحيطة بالعراق حيث تعتقد ان لها فيها بيئة حاضنة احتمالا كبيرا، خصوصا أن التنظيم في هذه المرحلة يبحث عن المال عبر السيطرة على منابع النفط والغاز، وهذا المراد موجود في السعودية بشكل كبير.
المصادر الاوروبية، قالت انه بعد سنوات طويلة من التعاون السري بين السعودية وتنظيم "داعش” الذي كان إسمه "الدولة الاسلامية في العراق” (داع) قبل دخوله الحرب في سوريا، تواجه العائلة الحاكمة السعودية نار التنظيمات التي انشأتها ومولتها، ودعمتها بالفتاوى طيلة عقود طويلة.
وتحدد المصادر الأوروبية عن أركان خطة الدفاع السعودية العاجلة بأربع نقاط اساس هي:
1- الحرس الوطني.
2- قوات باكستانية ومصرية وأردنية لحماية المملكة من اختراق محتمل لداعش للحدود السعودية.
3- عودة الامير بندر بن سلطان بسبب علاقاته مع عشائر الانبار.
4- الإسراع في استكمال السياج الإلكتروني على الحدود مع العراق.
تقول المصادر الاوروبية ان الملك عبدالله بن عبد العزيز قرر ارسال حول 25 الف جندي من الحرس الوطني الذي يتولى امرته ابنه متعب، وتمت عملية الإرسال هذه تحت قيادة وبإشراف مباشر من شركة عسكرية امريكية إسمها "وينيل”، وقد تم تجهيز هذه القوة بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورا "طائرات هليكوبتر من طراز بلاك هوك – مدافع نيكستر – طائرات فانتوم 16”.
وتضيف المصادر ان القيادة العسكرية السعودية طلبت على عجل مساعدة، حلفائها الباكستانيين منذ اللحظات التي توقف فيها زحف "داعش” عند ابواب سامراء، وقد لبى حليف السعودية القوي في الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شري فورا الطلب السعودي وحصلت قوات حرس الحدود السعودية المرسلة على مؤازرة من حوالي الفي عنصر من قوات الصدم الباكستانية.
وتكشف المصادر الأوروبية عن الاتفاق السري الأهم الذي نتج عن لقاء "عبد الله – السيسي” يوم 21 حزيران الماضي في طائرة الملك السعودي في مطار القاهرة بالقول أن قوات خاصة مصرية من الوحدة (777) التابعة لفرقة الساقية وصلت الى السعودية، ومعها عشرين مستشارا أردنيا، وتقول المصادر الاوروبية أن الاتفاق السري الذي خرج به لقاء "السيسي – عبدالله” كان تعهد مصر بالدفاع عن السعودية عند اقل اختراق عسكري لداعش داخل الاراضي السعودية.
عودة بندر بن سلطان الى مركز القرار السعودي، شكلت إحدى النقاط الاساس في الخطة السعودية، تقول المصادر الأوروبية، حيث يحتفظ بندر بعلاقات قديمة مع العشائر العربية التي تتنقل على الحدود العراقية السعودية، كما ان له صلات قديمة بعشائر الانبار في العراق، وتقول المصادر الأوروبية أن بندر اتصل بداية الامر بقبيلة "العنيزة” وقبيلة "المطيري” اللتين تعيشان في الصحراء على جانبي الحدود السعودية العراقية لضمان عدم انحيازهم لـ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)، مضيفة ان اموالا كبيرة دفعتها السعودية للقبيلتين مع تهديدات قوية بالعقاب في حال انحازت احداها او الاثنتان الى "داعش”.
بعد الاتصال بالقبائل الحدودية، أعاد بندر خيوط تواصله مع عشائر الانبار في العراق لنفس الهدف وهو منعها من تأييد ومبايعة البغدادي ودولته، وفي هذا تقول المصادر الأوروبية ان بندر ركز اتصالاته بالشيخ علي حاتم السليمان زعيم عشائر الدليم في الانبار، طالبا منه العمل مع السعودية على احتواء خطر "داعش” بشكل سريع، خصوصا ان صعود "داعش” القوي والسريع، سوف يحرك الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية .
في هذه الخطة المتكاملة يأتي دور السياج الالكتروني العازل الذي تبنيه السعودية بينها وبين العراق، وتريد العائلة السعودية الحاكمة الاسراع في انجاز الجزء المتبقي من السياج، بعدما دخل جزء منه حيز العمل منذ عدة أشهر، وقد كثفت السعودية اتصالاتها مع شركات غربية كبرى لهذا الهدف، منها شركة "ايرباص” التي يدير مهندسوها حاليا نظام التحسس الالكتروني في السياج وطلبت المملكة من الشركة مباشرة عملية تدريب الضباط السعوديين على إدارة هذا النظام .