الطباعة ثلاثية الأبعاد تدخل صناعة الهواتف الذكية
خلال الأشهر القليلة الماضية، قام مصنع في الصين بإنتاج نوع جديد من الهواتف الذكية بسرعة قياسية. داخل كل هاتف ذكي، تمت طباعة الهوائي مباشرة على غلاف البلاستيك عبر طابعة ثلاثية الأبعاد، مما وفّر الكثير من الوقت والجهد والكلفة. هذه القدرة على طباعة المكونات الإلكترونية على نطاق واسع وبسرعة كبيرة، تعني الكثير في عالم صناعة الهواتف الذكية الذي يضم جوانب معقدة للغاية من أجهزة استشعار ودارات كهربائية دقيقة. وقد تم تطوير هذه التقنية من قبل شركة تدعى أوبتوميك في نيو مكسيكو، وهي تعمل بالشراكة مع مصنع لايت أون في الصين، الذي ينتج مكونات الهواتف لشركات كبرى، مثل هواوي، إتش تي سي وسوني. عادة ما تُحفر الأجزاء الوظيفية للهاتف، كالهوائي مثلاً، بدقة عن طريق كشط بعض المواد حتى يتم تنفيذ الشكل المطلوب. ويستخدم الحفر المذيبات، التي يمكن أن تكون ضارة للبيئة ومكلفة، بينما من الممكن تجنب ذلك تماماً مع الطابعات ثلاثية الأبعاد. فالميزة الأساسية لهذه الطابعات تكمن في مرونتها وسرعتها في تكوين خط إنتاج كامل، كتصميم هوائي جديد يمكن وضعه على الهاتف بسهولة من خلال طباعته بوقت قصير مما يؤدي إلى الانتقاص من الكلفة، والزيادة في كمية الإنتاج، فضلاً عن زيادة الكفاءة، والحد من التأثير الصحي السلبي لاستخدام النيكل في عملية التصنيع، إذ تستخدم التقنية الجديدة حبراً مصنوعاً من معدن موصل، يمكنه تشكيل الهوائي بسرعة أو أية أجزاء إلكترونية أخرى، بما في ذلك طباعة الدارات الكهربائية مباشرة داخل الهاتف وبمواد غير ضارة بالبيئة. ويرى خبراء أن القدرة على طباعة الإلكترونيات على هذا النطاق علامة على أن التكنولوجيا قد نضجت إلى حد كبير للغاية، مما قد يتيح استخدام أجهزة الاستشعار في منتجات أخرى كثيرة بالنظر إلى سهولة صناعتها وتثبيتها بعد اليوم. وبعد أن كانت هذه التقنية لوقت طويل داخل المختبرات، ها هي اليوم تستخدم بشكل فعلي في المصانع. يذكر أن شركة أوبتوميك تعمل أيضاً على طباعة أجهزة استشعار بتقنية ثلاثية الأبعاد تستخدم لمراقبة التوربينات العملاقة في محطات توليد الكهرباء، التي تعمل بالغاز، لتبين أي خلل أو عطل بسرعة كونها تتحمل درجات الحرارة العالية، بينما كان مشغلو التوربينات سابقاً يحتاجون 75 ساعة لإجراء عمليات التفتيش الدقيقة للعثور على الأعطال.