kayhan.ir

رمز الخبر: 40893
تأريخ النشر : 2016June27 - 20:27

اردوغان والتراجع المذل


بعد جر وشد استمر لست سنوات بين تركيا والكيان الصهيوني اثر حادثة الهجوم الصهيوني على سفينة مرمرة الذي استشهد فيها مجموعة من النشطاء الاتراك وبعد رفع السقف من جانب الرئيس اردوغان وصراخه المتواصل طيلة هذه الفترة بان كل مشاكل تركيا من الكيان الصهيوني وانه لابد من كسر الحصار على غزة ومحاكمة الجنود الصهاينة وظهوره بمظهر المدافع عن فلسطين وحماس بالذات المنتمية لطيف الاخوان المسلمين لكن بين ليلة وضحاها انهار كل شيء حيث اتفق الطرفان وهذا ما اعلنه رئيس الوزراء التركي بن علي امس بان التوقيع على اعادة العلاقات بين الجانبين طبعا الدبلوماسية بالكامل سيتم اليوم الثلاثاء هذا في وقت كانت العلاقات التجارية والاقتصادية بين الطرفين على اشدها وتزداد سنويا طيلة الفترة الماضية.

واذا ما تفحصنا بنود الاتفاق الذي توصل اليه الجانبان التركي والصهيوني فانها كارثية بالنسبة لانقرة حيث لم تحصل على شيء ولم تحقق اي من شروطها في حين ان الجانب الصهيوني الرابح في هذه الصفقة. وما يؤسف له ان بلدا بحجم تركيا الذي يقود حربا بشرسة ضد الجار العربي والمسلم سوريا، نراها تتطاطئ راسها امام الكيان الصهيوني الذي اعتدى على سيادتها وضرج دماء ابنائها وتتنازل على جميع شروطها امام هذا العدو الشرس حيث شطبت على شرطها حول رفع الحصار عن غزة كما اسقطت شكاويها لملاحقة العسكريين الصهاينة الذين سفكوا دماء ابنائها قضائيا واكتفوا بعشرين مليون دولار لدفع التعويضات لعوائل النشطاء الاتراك الذين قضوا في هذا الاعتداء.

ولو لا سياسات الرئيس اردوغان الخاطئة واطماعه التوسعية في تفجير الازمات في المنطقة والغاء سياسة صفر مشاكل مع الجيران وتبديلها الى مشاكل بلا حدود لما وصل الهوان بتركيا ان تخضع للارادة الصهيونية التي لم تلب اي من شروطها بل على العكس فرضت رؤيتها وطويت صفحة "مرمرة" بالشكل الذي تريده حيث سيعود التنسيق الامني والاستخباراتي بين الجانبين وستفتح تل ابيب مكتبا لها في انقرة فيما تعهدت تركيا بعدم السماح لحماس باي نشاط على اراضيها.

وبعد ست اعوام من الانتظار خاب ظن الاتراك وخسروا اللعبة تماما حيث حاولوا طيلة هذه الفترة ان يحققوا بعض شروطهم ويخرجوا من هذا المأزق باقل خسارة ليحفظوا ماء وجوههم امام العالم لكن دون جدوى حيث رضخوا في النهاية للشروط الصهيونية لان اوضاعهم السياسية وازماتهم المتفاقمة داخليا وخارجيا دفعهم لهذا الانبطاح والاتعس من ذلك ينظر الى هذا الاتفاق وكأنه تحالف جديد بين تركيا والكيان الصهيوني لمؤازرة التحالف السعودي المتهرئ ضد سوريا والذي بات على ابواب الهزيمة النهاية.

لم تتصدع مصداقية الرئيس التركي اردوغان بهذا الشكل المزري الذي وصلت اليه اليوم بسبب سياساته الفاشلة سواء في قيادته للعثمانية الجديدة وبناء امبراطوريتها او قيادته للاسلام السياسي في المنطقة ودفاعه الفارغ عن القضية الفلسطينية لدرجة انه لايستطيع اليوم ان يوفر حتى الحماية لنشاط حماس حتى على اراضيه.