إدلب.. تصفيات واغتيالات وانفجارات مجهولة الفاعل!!
النصيب الاكبر من الاغتيالات كانت من نصيب اعضاء حركة "أحرار الشام" و"فيلق الشام"
ما الذي يجري في ادلب من يغتال من؟ هل تصفي الجماعات المسلحة في ادلب قيادات بعضها؟ أم أن هناك يداً تصفيهم جميعا؟ هذا جانب من أسئلة محيرة يطرحها قادة الفصائل المتحالفة تحت مسمى "جيش الفتح" المسيطر على كامل مدينة ادلب، حيث لم تجد هذه الجماعات والفصائل تفسيرا لمسلسل التصفيات الذي يعصف بقادتها، حتى باتت الاغتيالات والتفجيرات حدثا يوميا في المدينة وريفها.
أغلب الاغتيالات كانت من نصيب حركة "أحرار الشام" المحسوبة على "الإخوان المسلمين" ثم "فيلق الشام"، شكوك حركة "أحرار الشام" مؤخرا توجهت نحو "جبهة النصرة" التي لا تربطها علاقة جيدة بالأحرار، وتتهمها بتأييد الديمقراطية والمشروع الغربي، خاصة بعد مشاركة الأحرار بوفد الرياض في جنيف. لكن الأخيرة، أي النصرة، لم تسلم هي الأخرى من مسلسل التصفيات دون أن يستطيع الطرفين من تأكيد الجهة التي تنفذ التصفيات.
فجر الأربعاء انفجرت عبوة ناسفة استهدفت مجموعة من قادة "جبهة النصرة" قرب فندق الكارلتون الذي تتخذه الجبهة مقرا لها في ادلب، هذا ليس الانفجار الأول في هذا المكان، وفي نفس التوقيت انفجرت عبوة قرب مدرسة عدنان العمر في الحي الشمالي دون أن يعرف طبيعة المكان المستهدف.
الاسبوع الماضي انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور سيارة أبو علي مهاجرين أحد قادة النصرة، في أحد الشّوارع الرّئيسية وسط مدينة ادلب ما أدى إلى مقتله على الفور.
وجاءت عملية الاغتيال هذه بعد ساعات فقط على اغتيال محمد فاعور قنّاص "فيلق الشام"، بعد خروجه من صلاة التراويح، حيث تم استهدافه بطلقات نارية من قبل مجهولين، وسبقه محاولة اغتيال أبو جابر بنش بعد انفجار عبوة ناسفة في سيارته في مدينة بنش.
في السابع عشر من حزيران إصيب القيادي في فيلق الشام "ابو هشام اللادقاني" وآخرون معه جراء إنفجار عبوة ناسفة بسيارتهم في ريف ادلب الجنوبي.
وفي الحادي عشر من حزيران اغتيل عمر الحجي القيادي في أحرار الشام بعبوة على أطراف بلدة ترمانين في ريف ادلب الشمالي.
وفي الرابع من حزيران يونيو، قتل القائد العسكري في أحرار الشام إبراهيم مصطفى العباس الملقب بأبي خليل تلمنس بانفجار عبوة في ريف ادلب الجنوبي.
في الأول من حزيران يونيو، اغتال مجهولون بالرصاص ستة من القيادات العسكرية للحركة في ريف ادلب أيضا. شهر أيار مايو أيضا شهد العديد من التفجيرات انفجار استهدف قادة أحرار الشام امام مسجد شعيب. ومحاولات اغتيال أغلبها كان ناجحا.
الغريب انه رغم كثافة عمليات التصفية والتفجيرات لم تستطع أيا من تلك الجماعات المستهدفة تحديد هوية غريمها. حركة أحرار الشام كانت قد أعلنت عن القبض على ما وصفتهم بالمتورطين لكنها عادت وأعلنت أنها لم تتوصل لشيء.
ويبرر قادة جيش الفتح في ادلب فشلهم في معرفة اليد التي ترسل قادتهم العسكريين إلى القبور بالقول لأنصارهم المتسائلين عما يجري (أن الشمال السوري بالكامل أصبح ساحة مفتوحة لاختراق المخابرات الإقليمية والدولية)، بينما أشار بعضهم إلى وجود قاعدة مؤيدة للسلطات الحكومية في دمشق وهي تعمل لصالح النظام وأجهزته الأمنية، بينما تتغير الاتهامات عبر نشطاء مؤيدين للجماعات والفصائل المسلحة على مواقع التواصل حسب الجهة المستهدفة وطبيعة عملية التصفية، ولا تخلو من اتهام النصرة تارة بأوامر من السعودية مباشرة بتصفية قادة أحرار الشام لأنهم ينتمون لحركة الإخوان.
وتارة بأوامر من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لإنهاء صوت الاعتدال في ادلب على حد وصفهم. وتارة أخرى بأوامر من حمزة بن لادن نجل زعيم القاعدة أسامة بن لادن الذي يسعى إلى تزعم القاعدة ونقل مقر قيادتها العالمي إلى سوريا.
يصعب تخيل جهة خارجة عن صلب هيكل تلك الجماعات تستطيع القيام بكل تلك العمليات دفعة واحدة وفي مدينة تعتبر معقلا آمناً مستقراً لجيش الفتح، إلا إذا كانت خلايا تابعة لجماعة "داعش" التي تكن العداء لجبهة النصرة والعداء الأكبر لحركة "احرار الشام".
كمال خلف/