الجريمة التركية وفضيحة المعارضة السورية!
قالت صحيفة "راي اليوم" ان المعارضة السورية خاصة تلك التي تتخذ من تركيا مقرا لها تعرضت لموقف حرج بسبب بيانها حول ارتكاب حرس الحدود التركي مجزرة في حق النازحين السوريين التي راح ضحيتها 11 شخصا بينهم 4اطفال.
وكان ما يسمى بـ"الائتلاف السوري" أصد بيانا ندد فيه بقتل العائلة السورية وطالب السلطات التركية بفتح تحقيق لكنه مالبث ان تراجع وسحب بيانه. وكان لافتا ان بيان الادانة صدر باسم نائبة رئيس الائتلاف سميرة مسالمة، وليس رئيسه السيد انس العبدة، ليسحب البيان الذي كان ضعيفا بالاصل فيما بعد، حتى ان المعارض برهان غليون، الرئيس الاسبق لمايسمى بـ"المجلس الوطني"، انتقد البيان ووصفه بأنه لا يكفي للرد على مجزرة مروعة قتل فيها سوريون بلا ذنب.
"الحكومة التركية استخدمت ورقة اللاجئين السوريين كأداة ابتزاز، ومساومة للاتحاد الاوروبي"
وقالت الصحيفة يوم الاثنين ان الحكومة التركية استخدمت ورقة اللاجئين السوريين كأداة ابتزاز، ومساومة للاتحاد الاوروبي، وحصلت على صفقة بـ6 مليارات دولار كمساعدات فورية، واعفاء الاتراك من تأشيرات الدخول الى اسواق العمل الاوروبية، ونتيجة لذلك قررت اغلاق حدودها في وجه النازحين السوريين الهاربين من الموت اليها، واعطت تعليمات واضحة لحرس حدودها بإطلاق النار على كل سوري يحاول العبور الى الاراضي التركية، وبالفعل جرى قتل 60 لاجئا سوريا منذ بداية هذا العام، حسب احصاءات مايسمى بـ"المرصد السوري".
"الرئيس التركي لعب دورا كبيرا في تصعيد الازمة السورية"
واضافت الصحيفة بان الرئيس رجب طيب اردوغان لعب دورا كبيرا في تصعيد الازمة السورية، وفتح حدود بلاده لمرور مليارات الدولارات وعشرات آلاف الاطنان من الاسلحة والمعدات العسكرية الى الجماعات السورية المسلحة، وظل على مدى السنوات الـ5 الماضية يعمل على اسقاط الدولة السورية، وعندما لم تنجح سياساته هذه، قرر اغلاق الحدود ووقف تدفق اللاجئين السوريين.
ونوهت الى ان هناك انباء بأنه بصدد تغيير سياسياته تجاه حكومة دمشق، وفتح حوار معها، وعبر عن ذلك صراحة رئيس وزرائه الجديد بن علي يلدريم الذي وصف الحرب في سوريا بـ"العبثية"، واكد ان سياسة حكومته الجديدة "زيادة الاصدقاء وتقليص اعداد الاعداء"، في اشارة الى روسيا وسوريا والعراق وايران.
"الحكومة التركية اغلقت ابوابها في وجه اللاجئين السوريين"
وتطرقت راي اليوم الى مواقف تركيا في بداية الازمة السورية التي بدات في التغيير قائلة: الرئيس اردوغان خاطب اللاجئين السوريين اثناء زيارته لاحد معسكراتهم على الحدود مع سورية في بداية الازمة قائلا "انتم المهاجرون ونحن الانصار"، مؤكدا فتح حدود بلاده لهم، ومكررا تهديداته بإطاحة ما اسماه بـ"النظام الفاشي السوري الذي يقتل شعبه"، ولكن يبدو ان المعادلة تغيرت الآن، "فالمهاجرون لم يعد مرحب بهم في تركيا، والاتراك لم يعودوا من الانصار لهم"، وهناك 165 الف لاجيء سوري يتجمعون في مواجهة الحدود التركية الشمالية الغربية في ظروف معيشية سيئة، ينتظرون الاذن بالعبور منذ اشهر.
الحكومة التركية اغلقت ابوابها في وجه اللاجئين السوريين، سواء القادمين من دول عربية او عالمية، او من الداخل السوري، وفرضت على الاوائل تأشيرات دخول من الصعب جدا الحصول عليها، واطلقت، وتطلق النار على القادمين من الداخل، في انقلاب واضح على هذا الشعب الذي اعتقد ان تركيا ستكون، وستظل، حليفا استراتيجيا تقف الى جانبه الى الابد في مواجهة نظام ديكتاتوري، ولكن آماله لم تكن في محلها على الاطلاق.
وقول الصحيفة: ربما يفيد التذكير ان دول اوروبا المسيحية "الكافرة" لم تطلق النار على المهاجرين السوريين الذين تدفقوا الى اراضيها برا وبحرا، مثلما فعل، ويفعل، الجار التركي العثماني المسلم، ولم تغرق سفنهم في البحر بمن فيها، بل اكرمت وفادتهم، وقدمت لهم كل المساعدات الممكنة، وفتحت لهم مدارسهم ومستشفياتهم وتعاملهم معاملة انسانية غير مسبوقة، وستمنحهم جنسياتها بعد تأهيلهم علميا ونفسيا واجتماعيا.
وتشير الصحيفة في نهاية حديثها الى تغريدة لللاجيء سوري "لخص" على احد مواقع التواصل الاجتماعي هذا "العقوق" التركي بقوله، "اتفاق اردوغان مع بروكسل لم يكتف بإغلاق ابواب اوروبا امام اللاجئين السوريين وانما اغلق ابواب تركيا ايضا في وجوههم" مصرحة:" الشعب السوري العزيز الكريم المضياف، الذي يحمل في دمائه جينات حضارة تمتد لثمانية آلاف عام، بات ضحية حلفائه واعدائه معا، ضحية مؤامرة اقليمية ودولية تستهدفه وبلاده، جرى الترويج لها، وتسويقها ببراعة، على مدى السنوات الـ5 الماضية، وجاءت النتائج كارثية، واطلاق النار على الهاربين بأرواحهم واطفالهم الى الضفة الاخرى التي اعتقد انها طوق النجاة، وملاذ آمن، هو احدث فصولها واكثرها اظلاما وعقوقا".