kayhan.ir

رمز الخبر: 40406
تأريخ النشر : 2016June18 - 22:23

من للفلسطينيين!!


مهدي منصوري

تآمر النظام العبري الرجعي على الشعب الفلسطيني لم يكن حديث الولادة وانما له عمقه في التاريخ المعاصر وتمتد الى اربعينيات القرن الماضي عندما وقعوا وعد بلفور المشؤوم الذي زرع كيان العدو الصهيوني في قلب العالم الاسلامي ليكون سكينا في خاصرة هذا العالم يستفاد منه متى ما دعت الحاجة، وكذلك ليضيق الانفاس على الشعب الفلسطيني وبالصورة التي عاشها ويعيشها بالامس والى يومنا الحاضر.

ويدرك الفلسطينيون جيدا انهم اصبحوا سلعة رخيصة بيد قادة النظام ا لرجعي العربي الذي يبيع ويشتري بهم كيفما شاء، بل ولن يقف الامر عند هذا الحد بل الانكى من ذلك انهم كانوا ومازالوا ليس فقط يتفرجون على المعاناة التي يتلقاها من العدو الغاصب، بل انهم وفي بعض الاحيان كانوا نعم المعين والمساعد لهذا الكيان، ليس في حل مشاكلهم بل دفع العدو لان ينال منهم قدر المستطاع، ولذلك وخلال عدوانين ظالمين على غزة بالاضافة الى الاعتقالات المستمرة واستلاب الارض الفلسطينية التي وان استمرت لم يجدوا ارضا يستقرون عليها، وقد يعودون الى المخيمات من جديد، كل هذه الاعمال الاجرامية لم تلق الرفض والتدمير من النظام العربي الرجعي القائم بل نجد العكس تماما وهو الاندفاع غير المعهود من حكام المنطقة خاصة دعاة حماة الحرمين الشريفين وذيولهم نحو تطبيع العلاقات مع عدو الاسلام والمسلمين. وبذلك ادرك الفلسطينيون انهم سوف يباعون في سوق النخاسة العربي من جديد وبصورة تكون مزرية ومؤلمة اكثر من سابقاتها.

لذلك اخذت تصدر التصريحات الفلسطينية التي تعكس حالة الالم الدفين في النفوس وهو ما صرح ماابرزه هنية بالامس القريب وفي صلاة الجمعة وبصورة اذهلت من سمعها بقوله : "ان الكيان الصهيوني بات وكأنه ضمن "تحالف سني عربي".وبنفس الوقت مبديا اسفه على ماوصلت اليه الحالة المزرية الحكام العرب بالقول، "للأسف اليوم "إسرائيل" باتت وكأنها ضمن تحالف سني عربي، فالكل يتهافت لأجل إقامة علاقات معها، في الماضي كان الحديث يدور حول السلام مقابل التطبيع، لكن الآن بتنا أمام واقع يفرض معادلة التطبيع قبل السلام".

وبذلك اعتبرت اوساط فلسطينية ان ماصرح به هنية لم يكن رايه الشخصي بل نفثة مصدور قد عانى وبصورة ملموسة لحالة التخاذل العربي للقضية الفلسطينية الذي يعيش صورتها الماساوية الفلسطينيون اليوم وهم بين سندان العدو ومطرقة اشقائهم العرب.

ولا ننسى في هذا المجال ان نعيد الذاكرة الى اكثر من ثلاثة عقود ونيف من الزمان من ان ايران الاسلام التي ومنذ بداية ثورتها المباركة قد استبدلت سفارة الكيان الصهيوني ومنحتها للشعب الفلسطيني لتكون سفارته في طهران، وقد واجهت العداء الكبير وتحمل الكثير من المعاناة من النظام العربي الرجعي على موقفها الرافض لكل المشاريع الاستسلامية والخيانية التي تريد وضع الشعب الفلسطيني اسيرا بيد اعدائه.

وبنفس الوقت فان الشعب الفلسطيني قد ادرك جيدا ان ايران الاسلامية هي الدولة الوحيدة التي وقفت الى جانب قضيته الاساسية ، وانها كانت ومازالت ولهذه اللحظة لم تترد لحظة واحدة في تقيم العون اللازم من اجل ان يقف مقاوما وصامدا على قدميه لمواجهة الكيان الغاصب. وهو ما اكده بالامس القريب نائب الامين العام لحركة حماس السيد ابو مرزوق من انه لو لا دعم ايران المفتوح في كل المجالات للشعب والقضية الفلسطينية لما صمد هذا الشعب وكما نلاحظه اليوم امام عنجهية وغطرسة وعدوان الكيان الغاصب للقدس.

لذا فاليوم وعندما يلتفت الفلسطينيون يمنة ويسرة لم يجدوا من يقدم له الدعم اللازم الذي يساهم في آدامة حياتهم خاصة النظام العربي الرجعي الذي اخذ وبدلا من ذلك الى التامر عليهم ووضع يده بيد عدوهم اللدود ،لكي يمارس ضدهم انواع الجرائم وليخمد صوت مقاومتهم الباسلة التي اصبحت عنوانا اصيلا لارادة هذا الشعب في الوصول الى الحرية والانعتاق مثل بقية شعوب المنطقة والعالم. وان موقف النظام العربي المتخاذل والمستسلم الذي من تجاه هذا الشعب سوف لن يبقى بدون رد بل ان الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والتي اخذت تقض مضاجع الصهاينة سوف يغير المعادلة ويسقط كل المشاريع الاستسلامية الداعية للتطبيع مع كيان العدو الغاصب.