صديق عدوي عدوي!!
مهدي منصوري
التصريحات التي تطلق من قبل نتنياهو وبعض القيادات السياسية الصهيونية والتي تؤكد ان دول النظام الرجعي العربي ترمي بنفسها في احضان الكيان الصهيوني من خلال طلب اعادة العلاقات، وقد ذهب زعيم المعارضة الصهيونية الى ابعد من ذلك عندما اعلن ان السعودية والامارات وقطر والكويت لها علاقات دبلوماسية مع كيان العدو الغاصب للقدس.
ومن خلال ما يتقدم ان دول الخليج الفارسي التي ارتبطت مع عدو الاسلام والمسلمين خاصة السعودية التي تدعي حماية الحرمين الشريفين ببسط العلاقات الدبلوماسية فانها وضعت نفسها في صف اعداء شعوبها اولا، والشعوب الاسلامية والشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نيران وقمع القوات الصهيونية ومنذ اكثر من ستة عقود ثانيا .
والسؤال الحائر في الاذهان، لماذا تذهب هذه الدول لترمي بنفسها في احضان الكيان الغاصب للقدس؟.وهل هناك خطر حقيقي يتهددها لتفعل ذلك؟.
ومن الطبيعي فان الجواب على هذا التساؤل قد لايكون سهلا وبسيطا بل يلفه الكثير من التعقيد، خاصة ان حكام هذه الدول لايملكون ارادتهم، ويدركون ضعفهم الكبير امام الضغوط رغم كل امكانياتهم المادية الهائلة، وبذلك فان شد وثاقها مع الكيان الغاصب امر مفروض عليها من قبل الاسياد الاميركان، لذلك اندفعت وبناء على ذلك الى وضع يدها بيد الكيان الغاصب ظنا منها انها التجأت الى ركن وثيق يمكن ان يكون في يوم ما مدافعا او محاميا عنها، والسبب الاخر وهو الاهم ان ايران الاسلامية التي رفعت لواء ازاحة الكيان الغاصب للقدس ومحوه من خريطة المنطقة، والذي تجسم من خلال تقديمها الدعم اللازم لقوى المقاومة الفلسطينية وكل القوى التي تنسجم مع هذا التوجه والتي تمكنت ان تكسر شوكة هذا الكيان وهزيمته المنكرة امام هذه المقاومة الباسلة بحيث جعلته يعيش حالة من القلق والارباك الامني في كل الارض الفلسطينية ، ولانغفل فان دول الارتجاع العربي خاصة بعض الدول الخليجية قد مارست دورا قذرا وذلك بتقديمها الدعم المباشر للكيان الغاصب وهيأت كل الامكانيات والاجواء له ليشن هجوما على ايران هذا من جانب، ومن جانب آخر ليقوم باجهاض انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغرية وذلك بدعمها العدوان الغادر على غزة.
الا أن والذي ينبغي للدول الرجعية العربية ان تدركه ان تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب للقدس سوف لن يعود عليها بالنفع بل سينعكس عليها سلبا وبصورة قد تندم عليه يوما ما، وكما قيل "صديق عدوى عدوى" أي انها قد اتخذت وبتطبيعها العلاقات مع العدو ان تكون عدوة ليس فقط لشعوبها التي تكن العداء للصهاينة، بل لكل الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني الذي عانى ومازال يعاني الامرين من وجود هذا الكيان الغاصب. والذي لابد من الاشارة اليه في هذا المجال ان انتفاضة القدس المباركة والتي اخذت تسير بخطى ثابته وقوية ومستمرة قد اخذت تقلق هذا الكيان وبصورة ابرزتها التقارير العسكرية والاعلامية والسياسية بحيث اعلنت عجز الكيان الغاصب عن اخمادها او القضاء عليها. ولما كان العدو الصهيوني بكل امكانياته وعنجهيته وظلمه واجرامه قد عجز عن حماية نفسه من شباب لازالوا في مقتبل العمر وهم يرونه الويل كل يوم، فكيف اذن يستطيع ان يوفر الحماية لدول الخليج الفارسي التي سلكت الطريق الخطأ والمعوج في ترتيب علاقاتها مع هذا الكيان الغاصب.