غزة والنصر القادم
ان يدخل العدوان الصهيوني الهمجي على غزة المظلومة يومه الرابع عشر ولم نشهد أي تحرك من المنظمات الاممية والاقليمية وحتى العربية للجم هذا العدوان ووقفه او على الاقل التنديد به، فتلك مأساة وكارثة انسانية تضع الجميع على المحك من دول العالم وزعمائها وسيدونها التاريخ على انها ابشع حقبة شهدتها الانسانية حيث لم يسجل لنا التاريخ الحديث مثل هذه المجازر الوحشية التي ترتكبها اليوم القوات الصهيونية في غزة حيث تستهدف البيوت الامنة والمواطنين الابرياء وخاصة الاطفال والنساء والشيوخ بسبب فشلها واخفاقها الشديد في معالجة الميدان واخماد اطلاق صواريخ المقاومة التي لاتزال تدك حصون الصهاينة في عقر دارهم. وهذه القضية شكلت لهم عقدة كبيرة وفتحت باب النقاشات والتجاذبات داخل المجتمع الصهيوني بان العدوان على غزة لم يحقق حتى اليوم أيا من اهدافه وان الصواريخ المقاومة لازالت تتساقط وبالعشرات يوميا على الاراضي المحتلة من اقصاها الى اقصاها وتدفع باكثر من ثلاثة ملايين اسرائيلي الى النزول الى الملاجئ اضافة الى انها احدثت هزة سياسية اضطر معها نتانياهو الى دعوة الجبهة الداخلية للوقوف خلف الجيش الاسرائيلي وهذه لاول مرة يحدث في التاريخ الصهيوني ان يطالب مسؤول مجتمعه بهذا الشكل.كما سجلت نكسة اجتماعية حيث تزايدت الهجرة المعاكسة، ناهيك عن الصدمة النفسية التي هزت المجتمع الصهيوني وفي مقدمته كبار السياسيين والعسكريين للاخفاق الشديد الذي ظهرت به القبة الحديدية التي لم تسجل في احسن الاحوال وحسب كبار الخبراء العسكريين من فاعلية تتجاوز الـ 5٪. وهذه الصدمة نزلت كالكابوس على اميركا المنتجة لهذه القبة والتي تباهت بها امام العالم وقد تضطر لاحقا لوقف انتاج هذه الصواريخ المكلفة.
فالكيان الصهيوني ورغم تفوقه العسكري الهائل الذي لايمكن مقارنته بالمرة مع ما تملكه فصائل فلسطينية محاصرة منذ سنين في غزة الا انه بات يتخبط ومربكا في اتخاذ القرار بعد فشل عدوانه الجوي للتخطيط لهجوم بري واسع لكن غير مضمون النتائج ومخفوف بالمخاطر قد تغرقه في المستنقع الغزاوي وهذا ما يحذر منه القادة العسكريون الصهاينة قبل غيرهم لانهم يتوجسون من حرب الانفاق التي قيل انها ممتدة من غزة الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ورغم جراحات غزة العميقة والمؤلمة وجسامة التضحيات التي ستؤتي اوكلها بالتاكيد، وعليها ان تعض على الجراح وتصمد رويدا فالنصر آت باذن الله لانه كلما كبرت التضحيات كان النصر اكبر وها هي فصائل المقاومة هي من تمسك بالميدان وتعلن شروطها وان العدو هو الذي يستغيث من خلال تحرك الدول الغربية والمبادرة المصرية هي لاخفاق هزيمته ووصوله الى طريق مسدود كما حدث في عدوان "عمود السحاب". وخلال العقد الاخير هذا العدوان هو ثامن عدوان صهيوني سافر يستهدف غزة لتطويعها واستسلامها لكن هيهات ان تستسلم غزة هاشم وتسمح للصهاينة بتدنيس هذه الارض ثانية وتحرشات الصهاينة الفاشلة خلال الـ 48 ساعة الماضية لمهاجمة غزة تكفي لردع الصهاينة عن مواصلة عدوانهم ودخولهم دائرة الانتحار.
وعلى الصهاينة وحماتهم ان يدركوا ان حلفاء المقاومة والشعوب العربية والاسلامية لن تقف مكتوفة الايدي فيما اذا تجاوز الصهاينة الخطوط الحمراء لغزة وعندها ستبقى كل الاحتمالات مفتوحة ولكل حادث حديث.