kayhan.ir

رمز الخبر: 39424
تأريخ النشر : 2016May31 - 18:54

إسرائيل اليوم: مبادرة السيسي تسعى لزواج علني بين تل أبيب والقاهرة والرياض

قال البروفيسور الإسرائيلي "آيال زيسر” إن الهدف من وراء مبادرة السلام المصرية التي يبلورها الرئيس السيسي بدعم سعودي هو إنشاء إطار جديد من التعاون تعتمد فيه القاهرة والرياض على إسرائيل في كثير من الملفات الشائكة، وليس مجرد حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وخلص”زيسر” المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم” تحت عنوان "استعدادا لتسوية إقليمية جديدة” إلى أن أهداف المبادرة المصرية ربما يفوق تطلعات إسرائيل نفسها، إذ يمكن من خلالها أن يتحول التحالف الإستراتيجي السري مع مصر والسعودية وتركيا مستقبلا لعقد زواج بكل ما تحمل الكلمة من معان.

إلى نص المقال..

يعمل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الأسابيع الأخيرة بلا كلل، وبدعم وتأييد سعودي لدفع خطوة سياسية هدفها إنشاء قناة اتصال بين القيادة الإسرائيلية والفلسطينية، بهدف ضمان الهدوء في أراضي السلطة الفلسطينية واستمرار التنسيق الأمني بين الجانبين.

هدف الخطوة المصرية السعودية لا يقتصر فقط على القناة الفلسطينية، بل خُصصت -وبذلك تكتسب تفردها وأهميتها- لوضع الأسس لإنشاء إطار للتعاون الإقليمي مع إسرائيل في مواجهة التحديات التي تواجهها دول المنطقة.

النشاط المصري والسعودي هو دليل جديد على التغير الإستراتيجي الذي شهدته منطقتنا في السنوات الأخيرة، ففي الماضي، ولدى مواجهة أية أزمة داخلية، اعتاد الزعماء العرب تحويل الأضواء تجاه إسرائيل، بل وفي الماضي البعيد إشعال الحدود معها بهدف صرف انتباه الجماهير المحلية عن المشاكل الداخلية.

اليوم أيضا، وحيال التحديات الداخلية، تعلق الدول العربية أبصارها تجاه إسرائيل، ولكن ليس لكونها كيس لكم يضربونه للتنفيس ولتليين الرأي العام المحلي، بل العكس هو الصحيح- كحليف يمكن التعاون معها والاستعانة بها في مواجهة التحديات الكثيرة التي تتربص بالدول العربية.

تواجه مصر تهديدا متزايدا من قبل إرهاب إسلامي راديكالي ممثلا في فرع داعش بسيناء. هذا التهديد يتسلل تدريجيا داخل مصر، تشهد على ذلك سلسلة طويلة من الهجمات الإرهابية في أعماق مصر، بعيدا عن سيناء.

جنبا إلى جنب تواصل جماعة "الإخوان المسلمين” بدعم وتأييد حماس، تقويض جهود السيسي لضمان الاستقرار الاقتصادي والإزدهار العام داخل مصر . وفي ضوء كل هذا، يبرز التجاهل الذي يتعامل به الأمريكان مع نظام السيسي في وقت شدته.

السعودية من جانبها اليوم على خط النار الإيراني وفي مواجهة مباشرة مع طهران، وليس كما في الماضي مواجهة بواسطة مبعوثين. انقطعت العلاقات بين الدولتين، وينغمسان اليوم في الحرب باليمن، الفناء الخلفي للسعودية، التي وجد الإيرانيون فيها موطئ قدم، وبالطبع في ميادين القتال بالعراق وسوريا. داعش من جانبه لا يرفق بحال المملكة السعودية ويعمل جاهدا على زعزعة الاستقرار داخلها.

مستقبل المنطقة كلها على المحك- بين طموحات الهيمنة الإيرانية وبين خطر داعش. وفي ضوء هذا الواقع تتزايد أهمية إسرائيل. وبالفعل فإن جهود مصر والسعودية ليس موجهة كما في السابق، مثلما كان الحال في السبعينيات من القرن الماضي، لإزالة تهديد حرب محتملة من شأنها زعزعة الاستقرار الإقليمي. حتى التقدم في المسألة الفلسطينية لا لم يعد يمثل بعد الهدف الأسمى. هذه المرة يدور الحديث عن تعاون موسع وعميق في كل ما يتعلق بالمواجهة في ظل التحديات لأمن واستقرار المنطقة.

فهم الأردنيون ذلك منذ وقت طويل. الآن يعتمد الأردن على إسرائيل في تزويده بمياه الشرب، وكذلك الغاز من حقول الغاز التي ظهرت على الشواطئ الإسرائيلية. حتى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعمل اليوم بشدة على تحسين علاقات أنقرة بتل أبيب في ظل التهديد الإرهابي المتزايد من قبل داعش، ومخاطر قيام إيران وروسيا بإحداث تحول في الساحة السورية التي بذل أردوغان فيها جهدا كبيرا في السنوات الماضية.

ليس لدى مصر والسعودية حل سحري للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو حتى الصراع الفلسطيني الفلسطيني بين حماس والسلطة في رام الله. لكن ولأن الحديث يدور عن مسألة لا تزال تنطوي على أهمية كونها القاسم المشترك الأدنى بالنسبة للرأي العام العربي التي يمكن التوحد حولها، فإن هناك أهمية في إنجاز هدنة على هذه الساحة.

لكن بالنسبة لمصر والسعودية والأردن، وتركيا أيضا في المستقبل، الهدف بعيد المدى أكثر من السابق، وربما أكثر من تطلعات إسرائيل نفسها، حتى إذا ما استمرت القضية الفلسطينية في الحيلولة دون تحول هذا التحالف الإستراتيجي السري لعقد زواج بكل ما تحمل الكلمة من معان.