الفلوجة مدفن الارهاب المستورد!
مهدي منصوري
قد لا نغالي اذا ما قلنا ان الارهابيين وداعميهم لم يتوقعوا ان يصل بهم الامر الى ما هم عليه اليوم بحيث انهم اصبحوا كالجرذان التي لم تجد ملجأ يحميهم من نيران الابطال من القوات العراقية وابناء المرجعية العليا من قوات الحشد الشعبي، والذي تابع عملية تحرير الفلوجة "كسر الارهاب" والتقدم غير المتوقع للقوات المقاتلة والهروب والانهيار الكبير للمجاميع الارهابية التي كانت القوى الداعمة لها سواء كان من الاميركان والسعوديون وغيرهم تحذر من مواجهتهم لان رد فعلهم قد يضع العاصمة في دائرة القلق الامني. الا ان كل هذه التحذيرات وبعد التقدم السريع للقوات العراقية قد كانت مجرد من الحرب النفسية التي تعتمد التهويل من اجل ان يبقى الارهابيون مطمئنين في اماكنهم ليكونوا اداة طيعة بيد اعداء العراق لاقلاق الوضع الامني والسياسي في البلاد.
وقد اعادت اوساط اعلامية وسياسية عراقية الى الاذهان ان محاولات واشنطن والرياض في ابعاد ابناء الحشد الشعبي في معارك تحرير الفلوجة قد باءت بالفشل بفضل التخطيط الدقيق الذي ذهبت اليه القيادة العامة للقوات العراقية بحيث منحت قوات الحشد الشعبي القدرة على تطويق الفلوجة تطويقا خانقا بالاضافة الى قيامهم بالعمل الانساني الكبير الا وهو نقل العوائل الاسيرة لدى داعش داخل الفلوجة الى مناطق آمنه مما عزز الروح الانسانية التي يتمعتون بها والتي لاقت الترحيب وابطلت كل الابواق والاراجيف المعادية التي ارادت تشويه ابناء الحشد الشعبي لكي لا يقوموا بمهمتهم الوطنية في تحرير الارض العراقية ليس فقط من دنس الارهابيين فحسب بل وكل الداعمين لهم سواء كان من الدول او العملاء في الداخل ومن السياسيين وغيرهم.
وبناء على ما اوردته القيادات العسكرية فان الفلوجة عل قاب قوسين اوادنى من عودتها الى حضن العراق وقد كانت الكرمه التي تم تطهيرها من داعش الارهابي اصبحت البوابة الواسعة للدخول الى الفلوجة ولارسال الدواعش الى الجحيم.
ومن المسلمات ان تحرير الفلوجة هذا سيكون له تاثيره الكبير على المواقف الاقليمية والدولية تجاه العراق وقد بدت بوادر هذا التغيير من خلال التصريحات التي خرجت من افواه الذين كانوا من اشد الرافضين لتحرير هذه البلدة. وقد ذكر قائد القوات الاميركية في العراق من ان داعش كتبت نهايتها وكذلك التصريحات التي خرجت من السعودية تحمل في ظاهرها حالة من الايجابية تجاه معارك الفلوجة الا ان مصادر عراقية مطلعة شككت في صدق وجدية هذه التصريحات وعلقت بالقول انها قد تخفي وراءها امرا لايعلمه الا الله. وبنفس الوقت قد يكون هذا الامر طبيعيا لانه اسقط ما في ايديهم وبصورة ان مخططاتهم قد ذهبت ادراج الرياح وان الذريعة او الحائط الذي يتكئون عليه قد اخذ يتهاوى وبصورة متسارعة رغم كل الامدادات والدعم اللوجستي والمالي وغيرها مما يعكس الهشاشة والضعف التي ينتاب الارهابيين وخاصة وان اكثرهم من الاجانب المرتزقة الذين جاؤوا الممارسة القتل ولاغير، وها هم اليوم يعيشون في حالة من اليأس والارباك لانهم يواجهون القتل المحتم من خلال الضربات القوية التي لم يعهدوها ولم يتوقعونها.
ان تحرير الفلوجة سيغير الكثير من المعادلات القائمة سواء كان على المستوى الداخلي العراقي او الاقليمي والدولي خاصة وان كل الخطط والمشروعات التي اعتمدت على الحرب بالنيابة قد اخذت تنهار من خلال الانتصارات المتلاحقة سواء في العراق وسوريا بحيث لم تدع لهم مجالا للتفكير في البدائل ان كانت لهم بدائل.
اذن وكما علقت اوساط عراقية ان تحرير الفلوجة سينفتح الابواب واسعة امام الذهاب الى الموصل آخر معقل للارهابيين رغم ان المعلومات الاستخبارية تشير ان هؤلاء المرتزقة قد اخذوا يتركون الموصل متجهين نحو سوريا الا ان تحرير الكرمة قد اغلق الطريق امامهم وقد يكون حائلا عن وصولهم الى هناك بل انهم سيلقون الموت المحتم من قبل القوات المتواجدة هناك وبذلك ستكون الفلوجة مدفنا للارهاب والارهابيين.