kayhan.ir

رمز الخبر: 3904
تأريخ النشر : 2014July16 - 22:08
في ذكرى اغتيال الانسانية والعدالة وميزان الحق..

الامام علي(ع).. كما جاء في القرآن الكريم وكلام الرسول(ص)

في فجر اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك وفي مسجد الكوفة اغتيل أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يؤدي فريضة الصلاة على يد أبن ملجم المرادي الخارجي كما قال له رسول الله (ص)، حيث خرَّ (ع) صريعاً في المحراب متشحطاً بدمه الطاهر قائلاً: "فزتُ وربّ الكعبة"، فهو الفائز الأول حيث فاز(ع) في الدنيا والآخرة وذلك هو الفوز العظيم .

* جميل ظاهري


وأي فوز أعظم من أن يقضي الانسان عمره في سبيل الله عزوجل وفي سبيل الاسلام المحمدي الأصيل، وفي سبيل إرساء دعائم العدالة والمساواة في المجتمع، والقضاء على الظلم والجور وانصاف المظلومين، حيث كانوا يسمونه سيف العدالة السماوية والأب الرؤوف والحنون على المسلمين المؤمنين .

فقد كان اغتيال أمير المؤمنين عليه السلام اغتيال للانسانية جمعاء،وللايمان كله،وللفكر والاخلاق والمثل العليا ..واغتيال للبطولة والاباء والكرامة،وللحق،ولعقيدة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وللاسلام الذي بناه بجهده وجهاده وكيانه ودمه، واغتيالاً للأمة حيث فقدت خليفة وقائداً إسلامياً فذّاً، وقمة شامخة في العلم والفضل والجهاد، وكان جبلاً راسخاً من الثبات والاستقامة والشجاعة والبطولة، وعَلَماً من أعلام الدين وإماماً للمتقين .. واغتيال للقرآن الناطق كما سماه المحب والعدو .

فلم تعرف الانسانية في تاريخها الطويل رجلاً - بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب (ع) ولم يسجّل لإحد من الخلق بعد الرسول (ص) من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لأمير المؤمنين (ع)، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل اسرّ اولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول (ص) - لما خلق الله النار.

* القرأن الناطق في القرآن الكريم وتفسير ابناء العامة:

انه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (ع) خير الناس في منطق القرآن الكريم من آمن بالله ورسوله وعرف خالقه ومنعمه.

1- قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه :"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر و.."(البقرة: 177).

وقوله تعالى:" إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية "( البينة: 7)، حيث يقول الطبري في تفسير ذلك :باسناده عن أبي الجارود،عن محمد بن علي،قال:قال‏النبي (ص):"أنت يا على وشيعتك" (تفسير الطبري:30/ 146).

2- قوله تعالى "تراهم ركّعاً سُجّداً"الفتح: 29. نزلت في علي (ع) كما ذكر في : شواهد التنزيل: 2 / 183،وتفسير الخازن وفي هامشه:4/113،وتفسير الكاشف: 3/469،وروح المعاني: 16/117.

3- قوله تعالى :"والذين آمنوا بالله ورسله اُولئك هم الصديقون"(الحديد/ 19) والتي نزلت ايضاً في علي (ع) كما يذكره : أحمد بن حنبل:كتاب الفضائل:حديث154 و339

،ومنهاج السنّة:تعليقة شواهد التنزيل: 2 /224،ورواه الحسكاني بأسانيد متعددة.

وقال النبي (ص): "الصدّيقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب- الثالث أفضلهم"، كما جاء في :الصواعق المحرقة: 123،والتفسير الكبير: 27/57، ذخائر العقبى: 56، الرياض النضرة: 2/153،وفيض القدير: 4/137، الدر المنثور: 5/262.

4- وقوله تعالى :"أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين"( التوبة/19)، فهي آية اخرى نزلت في حق علي (ع) لما افتخر طلحة بن شيبة والعباس فقال طلحة:أنا أولى بالبيت المفتاح بيدي، وقال العباس: أنا أولى أنا صاحب السقاية والقائم عليها، فقال علي (ع) :"أنا أوّل الناس إيماناً وأكثرهم جهاداً"ً، كما ذكره تفسير ابن كثير: 2/241،وتفسير الطبري: 10/68،وجامع الاُصول: 9/477،والتفسير الكبير: 16/10،وأسباب النزول للواحدي: 139،والدر المنثور: 3/318، 319.

5- وقوله تعالى :"أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون"(السجدة/18)، حيث يفسره الجميع بأن المؤمن علي (ع)، والفاسق هو الوليد بن عقبة. كما جاء في :تفسير الطبري: 21/68،وتفسير ابن كثير: 3/462،وفتح القدير: 4/247،وأسباب النزول: 263،وذخائر العقبى: 88،وشواهد التنزيل:1/444، نساب الأشراف للبلاذري: 1/162،وتاريخ دمشق: 61/199

6- وقوله تعالى : "واُلوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين" (الأحزاب: 6 ) والتي هي الاخرى نزلت في علي (ع) كما رواه : ابن مردويه في كتاب المناقب،وإحقاق الحق: /419، الترمذي في المناقب المرتضوية:ص 62

* أمير المؤمنين (ع) في اقوال وتصريحات الرسول (ص):

1- عن أبي ذر قال: دخلنا على رسول الله (ص) فقلنا: من أحبّ أصحابك إليك إن كان أمر كنا معه، وإن كانت نائبة كنا من دونه؟ قال: "عليّ أقدمكم سلماً وإسلاماً"، كما جاء في :علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي: ح 2664،و المناقب المرتضوية للترمذي:ص 95،وكنز العمال: 13/122، ح36392

2- عن ابن عباس قال:قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله (ص):"أنت يا علي أول المؤمنين إيماناً وأوّلهم إسلاماً"، كمارواه : مسند الإمام أحمد:عن ابن عباس، أنه قال: كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح وجماعة من الصحابة عند النبي إذ ضرب (ص) على منكب علي بن أبي طالب فقال: "أنت أول المسلمين إسلاما، وأنت أول المؤمنين إيمانا، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك".

كما جاء في الفصول المهمة ص125 رواه ابن الصباغ المالكي عن ابن عباس أيضا. والخصائص:رواه الإمام أحمد بن شعيب بن سنان النسائي، والمناقب للخطيب الخوارزمي، ابن عساكر في تاريخه مختصرا

ونقل كنز العمال6/395، أخرجه المتقي الهندي: من مسند عمر، عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله يقول في على ثلاث خصال، لأن يكون لي واحدة منهن أحب الى مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله، والنبي متكئ على علي بن أبي طالب، حتى ضرب (ص) بيده على منكبه ثم قال: "أنت يا علي أول المؤمنين إيمانا، وأولهم إسلاما، أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وكذب على من زعم أنه يحبني ويبغضك".

وفي رواية ابن الصباغ المالكي أضاف: "...من أحبك فقد أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله تعالى وأدخله النار".

3- قال الرسول الأعظم (ص) مخاطباً علي بن أبي طالب (ع) :"أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المسلمين، والمال يعسوب الكفار"، حيث جاء في : ينابيع المودة للحافظ سليمان الحنفي/الباب الثاني عشر، عن الحمويني بسنده عن أبي رافع، عن أبي ذر الغفاري (رض).

4- روى عمر بن الخطاب قال: أشهد أني سمعت رسول الله (ص) يقول :"لو أن السموات السبع والأرضين السبع وضعن في كفة ميزان، ووضع إيمان على في كفة ميزان، لرجح إيمان علي"، رواه كبار علماء العامة في :الرياض النضرة 2/226، وذخائر العقبى ص 100، وكنز العمال 6/156، وفردوس الأخبار للديلمي، وكفاية الطالب للكنجي القرشي الشافعي/الباب62 - مائة منقبة لعليّ دون سائر الصحابة.. رواه باسناد عن عمر بن الخطاب. وفي تعليقه قال: هذا حديث حسن ثابت، وكتاب فضائل علي/ للجوهري عن شيخ أهل الحديث الدارقطني. وترجمة علي بن ابي طالب/ أخرجه محدث الشام في تاريخه(ابن عساكر)، ونزهة المجالس 2/240 ط مصر سنة 1320 للصفوري الشافعي.

المقال هذا لا يسع لذكر كل ما جاء في حق هذه الشخصية العظيمة التي لم يشهد التاريخ مثلها لا من قبل ولا من بعد، وهذا غيض من فيض من باب التذكرة، كما قال ابن عباس "لو أنّ الشجرَ اقلامٌ، والبحرَ مدادٌ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام".

وقال هارون الحضرمي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول : "ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (ص) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب (ع)" فرائد السمطين : 1/79.

وخير ما نختتم به مقالنا هذا قول الرسول الأعظم (ص): "أشقى الأولين والآخرين قاتل علي (ع)" جاء في: مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/141 - مسند أحمد 4/263 - الخصائص للنسائي 39 - الطبري 2/408 - كنز العمال 5/58