kayhan.ir

رمز الخبر: 3902
تأريخ النشر : 2014July16 - 22:00

لماذا غابت واشنطن عن الوساطة

فيما كانت الانظار يوم الثلاثاء الماضي متجهة صوب القاهرة حيث كان من المقرر ان يصلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان يومها منهكا في محادثاته مع نظيره الايراني جواد ظريف في فيينا، سرعان ما بادرت القاهرة الى نفي الخبر وهذا ما ترك فسحة للمراقبين او اصحاب الشأن للتعقيب على هذا الحدث وخلفياته حيث جرت العادة ان لا تقع حادثة في المنطقة لا تترك اميركا بصماتها فيها وتشارك في ادارتها، لكن هذه المرة اختلفت الصورة تماما اقتضتها على ما يبدو مصلحة الكيان الصهيوني ومتطلباته من جهة ومصر واستحقاقاتها القادمة في عهد الرئيس السيسي من جهة اخرى وهذا سربت بعض جوانبه صحيفة هآرتس الصهيونية عندما كتبت: ان الجانبين المصري والاسرائيلي صاغا المبادرة بناء على اقتراح قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وان القاهرة وتل ابيب لم ترغبا بدور اميركي في الاتفاق. وعزت الصحيفة عدم رغبة الطرفين بالمشاركة الاميركية في الوساطة هو لتتخلص اسرائيل من الضغوط المتحملة عليها من الجانب الاميركي والثاني ان القاهرة ارادت من هذا الموقف ان تثبت للادارة الاميركية بان مصر في عهد الرئيس السيسي قادرة على استعادة دورها التقليدي في المنطقة بعيدا عن التدخلات الخارجية.

هذا ما كشفه الجانب الصهيوني عن ملابسات الوساطة المصرية لوقف اطلاق النار والذي لم تستشر فيه أي من الفصائل الفلسطينية التي هي طرف اساس في هذه الحرب ولابد ان تدلو بدلوها كامر طبيعي لإنجاحها لكن وكما يقال لتطابق حسابات الحقل والبيدر دائما، لكن من غير المعقول ان تتجرأ كل من القاهرة وتل ابيب على الخروج على الارادة الاميركية في قضية حساسة وبالغة التعقيد التي تجري اليوم في غزة وقد تؤدي الى تغيير في خارطة المنطقة وتوازناتها.

لكن ما يستشف من الموقف الاميركي وعدم توجه وزير الخارجية الاميركي الى للقاهرة هو استشعاره بفشل الوساطة المصرية قبل ان تولد لاطلاعه على حيثياتها ومن شارك في صياغتها، لذلك فضل الغاء الزيارة وترك الامور لساحة المعركة حتى تفرز نتائجها مع يقينه التام بان الكيان الصهيوني لا يستطيع مواصلة عدوانه دون دعم اميركي مستمر لان هذا الكيان لايستطيع التنفس من دون الاوكسجين الاميركي.

وفي خضم هذه الاوضاع المعقدة سربت تقارير اميركية مفادها بان ادارة الرئيس اوباما تخطط للاطاحة بحكومة نتانياهو عن السلطة لخلافات حادة بين الطرفين حول ادارة ملفات المنطقة وعلى رأسها الملف النووي وغزة وحماس دون الاشارة الى التصرفات الصهيونية الاخيرة في ابعاد واشنطن عن المشاركة في الوساطة المصرية. ولا ننسى ان ادارة الرئيس اوباما لازالت تحقد على موقف نتانياهو السلبي في الانتخابات.

الاميركية وقد تحبذ تقليم اظافره من خلال ما سربته بعض التقارير الاميركية لتصفية خلافات شخصية وليس المخاطرة بأمن الكيان الصهيوني الذي يعتبر ضمن الاستراتيجية الاميركيةوليس باستطاعة أي رئيس اميركي تجاوزه، ما لم يحدث تغيير جذري في السياسة الاميركية بضغط من الشارع الاميركي الذي بدأ يتلمس مخاطر وتداعيات وخسائر الدعم الاعمى لبلاده الى الكيان الصهيوني الخارج على القانون والذي لابد ان يضع حدا لهذه السياسة ويتخلص من الاعباء الثقيلة المفروضة عليه.