مجلس الامن يدعم الارهاب!!
مهدي منصوري
من المتعارف ان تقديم المساعدات للمتضررين من الحروب تتم عن طريق الدول التي تضم هؤلاء. الا اننا نجد ان الامر قد اختلف بالامس وبصورة اثارت الاستغراب من خلال تبني مجلس الامن قرار ادخال المساعدات الى سوريا من دون موافقة الحكومة السورية ومن خلال الحدود المتواجدة فيها المجموعات الارهابية.
وقد اثار هذا القرار مزيدا من الاستغراب اولا، وكذلك التساؤل، الا وهو: لماذا اختارت المنظمة الدولية تقديم المساعدات بعيدا عن الطريق الصحيح واختيار الطريق المعوج ومن وراء ظهر الحكومة السورية ان لم ينطوي وراء هذا الامر هدف ما قد لا تريد ان تفصح عنه؟
من الواضح للجميع ان المجموعات الارهابية التي تعيش على الاراضي السورية تواجه مأزقا كبيرا بسبب قطع الامدادات بحيث ضاق الخناق عليها مما دعاها ان تختار طريق الاستسلام للتخلص من الغضب الجماهيري في المدن التي يتواجدون فيها.
لذلك فان الدول الداعمة للارهاب والارهابيين والتي انقطعت عنها سبل استمرار دعمهم لهذه المجاميع اختارت طريقا ملتويا وتحت غطاء دولي لايصال هذه الامدادات. فلذلك جاء مجلس الامن لان يكون الطريق المعوج من اجل ان لا تثير غضب الدول التي تواجه الارهاب بكل الوانه واشكاله.
وبنفس الوقت لابد من الاشارة في هذا المجال ان السعودية وعندما اصدر الملك قرارا بمنح المساعدات للعراقيين على ان يتم هذا الامر عن طريق الامم المتحدة او مجلس الامن مما اوحى ان السعودية او الدول التي تساندها في دعم الارهاب بحيث وضعتهما في دائرة الاتهام والمطالبة بالمحاسبة الدولية نجد انها وجدت في الامم المتحدة وسيلة جديدة تدفع عنها هذا الاتهام من اجل ان تعطي للارهاب اكثر ديمومة واستمرارا تحت عنوان براق وهو تقديم المساعدات للاجئين سواء كان العراقيين او السوريين.
ومما ينبغي ذكره او التاكيد عليه ان مجلس الامن الذي اصبح اداة لتقديم الدعم للارهابيين تحت قالب المساعدات قد غض طرفه او تغاظى امام المطالبات التي قدمتها الدول التي نالها الارهاب المنظم والمدعوم من هذه المنظمة ان تقوم بدورها الفاعل في مواجهة الارهاب وتجفيف منابعة من خلال الوقوف بوجه الدول التي تدعم الارهاب سياسيا او اعلاميا ولوجستيا وبشريا وماديا وبصورة فاضحة وهي التي بدورها هذا استطاعت ان تعطي لهذا الارهاب القوة والقدرة في التمدد الى حد بدا يشكل خطرا مباشرا عليها قبل غيرها.
لذلك فان قرار مجلس الامن هذا وبهذه الصورة من ادخال المساعدات للمناطق التي يسيطر عليها الارهاب يشكل حالة غير مألوفة في العلاقات الدولية لان تجاهل الحكومتين السورية والعراقية وتقديم المساعدات من دون موافقتهما يعني ان مجلس الامن يساهم وبصورة مباشرة لاضعاف الدولتين العراقية والسورية بهذا الاسلوب اللااخلاقي ويشكل سابقة خطيرة في دعم وتغذية وانتشار الارهاب في هذين البلدين.
لذلك ينبغي على الحكومتين السورية والعراقية ان ترفض رفضا قاطعا هذه المساعدات وان تحاولا قدر الامكان ان لا تفتح ابوابها لوصول هذه المساعدات للارهابيين على الخصوص ولم ينال منها المواطنين الابرياء الذين يسومونهم الارهابيون مختلف انواع العذاب أي شيء.