اليد الاميركية في تفجيرات بغداد
مسلسل التفجيرات شبه اليومي الذي يطال العاصمة العراقية بغداد والذي يذهب ضحيته الكثير من الابرياء خاصة انه يستهدف الاسواق المكتظه بالسكان والذي كان آخرها بالامس في منطقة الشعب ومناطق اخرى من العاصمة ، وضع المراقب في الشأن العراقي أمام سؤال حائر. الا وهو ، الى متى تبقى بغداد تنزف تحت وطأة الارهاب رغم كل القوى والقدرات العسكرية التي تحمي العاصمة؟، ولماذا لم يحاول الخبراء في الشأن الامني الى القيام بدارسة كلية عن سبب هذه الخروقات وقد تكون واحدة في شكلها ولونها من اجل الوقوف بوجهها لكي لا تتكرر.
ومن الواضح ان هناك عوامل عدة مشتركة قد ادت الى ماهي عليه اليوم بغداد وقد يكون الوضع السياسي الهش أحد الاسباب التي يمكن استغلاله من قبل الارهابيين اذا ما وضعنا في حسباننا ان بعض السياسيين الدواعش قد وضعوا انفسهم في خدمة الارهابيين، وذلك من خلال تقديم التسهيلات لهؤلاء القتلة خاصة باستخدام سياراتهم لتسهيل توصيلهم الى المناطق التي يحددها الارهابيون من اجل خلق حالة من الذعر والارباك من جانب، ومن جانب آخر وهو الاهم لتاكيد المفهوم الذي عملوا عليه الا وهو اظهار ان الحكم القائم اليوم غير قادر على ان يحقق الامن، ولذلك لتنفذ الخطة المشؤومة التي عملوا على تحقيقها منذ التغيير وليومنا هنا وهي ازالة العملية السياسية القائمة اليوم.
وقد يكون من اهم هذه العوامل هو ان واشنطن وبوضع قرار الفيتو على تحرير بعض المناطق التي تعتبر حواضن للارهاب ان لها بصورة مباشرة او غير مباشرة دور مهم في هذه التفجيرات وادامتها خاصة، وانها وكما اعلنت بالامس قيادة الحشد الشعبي ان هناك بعض المناطق القريبة من بغداد والتي تعتبر حاضنة كبرى للارهابيين والتي ينطلقون منها لاقلاق الوضع الامني في العاصمة قد حظيت بالدعم الاميركي بحيث ترفض او تعارض اي خطة لتحريرها من دنس الدواعش مما يعكس ان الاميركيين يريدون ان تبقى هذه المدن سكينا في خاصرة الشعب العراقي ليطعنوه بها متى ماشاؤا .
الا ان ورغم هذا الاصرار الاميركي فان القوات الامنية مدعومة بقوات الحشد الشعبي قد اخذت تكسر هذا الطوق ومن خلال عملياتها البطولية التي اخذت تحرر بها بعض المدن الواحدة تلو الاخرى وكان آخرها بالامس تحرير مدينة الرطبة الاستراتيجية والتي تعتبر حلقة الوصل أو السبيل الوحيد الذي يغذي الارهابيين.
ورغم كل ذلك لابد من الاشارة ان التدخل الاميركي في الشأن الداخلي العراقي على المستويين السياسي والعسكري قد بلغ حدا لا يطاق، خاصة العراقيل التي تضعها امام تحقيق الاهداف المرسومة التي تعيد للعراق امنه واستقراره، مما تداعت الاسئلة لدى الاوساط الاعلامية والسياسية عن من الذي يقود العراق اليوم، وان القرار العراقي بيد من؟، وماذا يعني غياب الحكومة العراقية امام هذه التجاوزات الاميركية التي يكون اثرها سيئا جدا على العراقيين خاصة عندما تصل الامور الى ازهاق الارواح من البريئة وبدم بارد.
ولذلك وفي نهاية المطاف لابد من الاشارة ان هذه الاوساط اكدت ان تفجيرات العاصمة المستمرة ينبغي ان تضع كل الاطراف السياسية العراقية امام مسؤولياتها الوطنية وذلك بحل خلافاتها ووضع النقاط على الحروف والطلب من الحكومة ان تقوم بدورها في حماية ارواح المواطنين والحفاظ على السيادة الوطنية واستقلال البلد عبر قطع يد التدخل الاميركي في الشأن العراقي والذي يعد ذا اهمية قصوى، وبنفس الوقت تكثيف الجهد الاستخباري الوطني لقطع دابر كل محاولات الاختراق الارهابي الحاقد.