" النكبة " حاضرة في الوجدان الايراني
اميرحسين
ان تمر الذكرى السنوية الـ 68 لـ " نكبة فلسطين " والنظام العربي والاسلامي الرسمي ليس لم يكترث بالمناسبة الاليمة او يرف له جفن فقط بل الاتعس والأمر انه يتواطأ مع العدو الصهيوني ويزايد عليه في خيانة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وهذه هي الطامة الكبرى التي تواجه اليوم العالم الاسلامي الذي لابد ان ينتفض على واقعه المزري ويصفي حساباته مع انظمة الخيانة التي تتسابق للتودد الى الكيان الصهيوني المحتل لارض فلسطين ومقدساته وفي مقدمتها نظام بني سعود الذي جن جنونه اليوم لدرجة انه لا يبالي في تدمير المنطقة واشعالها كما يحدث اليوم في العراق وسوريا واليمن من اجل توفير الحماية للعدو الصهيوني وجعله في مأمن من ضربات المقاومة اللبنانية والفلسطينية وحرف الانظار عنه باختلاق عدو اسمه وهمي ايران لكه خسأ وسيكون هو الآخر في هاوية السقوط لا محالة.
ان خيانة عائلة بني سعود للقضية الفلسطينية لم تبدأ اليوم ان خيانة هذه العائلة الفاسدة الدموية الارهابية التي بنت حكمها الجائر على جماجم ابناء الجزيرة العربية وسفك دمائهم، بدأت منذ ان نصب الانجليز عبدالعزيز آل سعود حاكما على الجزيرة العربية وتعهد لهم على اثرها بخيانته التاريخية المعروفة بان تكون ارض فلسطين وطنا لليهود فكتب بخط يده الاثمة وثيقة الخيانة الكبرى ببيع فلسطين لليهود وتسليمه صكا لبريطانيا آنذاك.
انها المأساة الكبرى والفاجعة الكارثية ان يشرد شعب من ارضه ويتوزع في الشتات ويجمع بدلهم يهود من الشتات ويحلوا محلهم ويؤسسوا لهم دولة مصطنعة اسمها "اسرائيل" بالتعاون مع انظمة عربية خائنة لم تفكر سوى بمصالحها الشخصية وكرسي الحكم الزائل.
وبالامس مرت الذكرى الاليمة يوم "النكبة" والعالم في سبات ما عدا الشعب الفلسطيني الذي احيا هذه الذكرى عبر تظاهراته واحتجاجاته الواسعة في الضفة والقطاع ليذكر العالم ومؤسساته الميتة بمأساته، لكن هناك صوتا مدويا في ايران يكاد لا ينقطع منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران وحتى قبلها، في الدفاع عن الحق الفلسطيني كواجب اسلامي وانساني تبناه بعيدا عن حجم الفاتورات التي دفعها وسيدفعها وهذا ما ثبت عبر ارض الواقع ولم يفت اية فرصة للتعبير عن تضامنه بالقول والعمل وشواهد ذلك كثيرة سواء عبر دعمه للمقاومة الاسلامية اللبنانية التي ظهرت نتائجه في حرب تموز المجيدة او في حربي غزة المظلومة عامي 2008 و2013.
ويوم امس يوم "النكبة" لم تغب القضية الفلسطينية عن الذاكرة الايرانية بل كانت حاضرة في وجدانها حيث احتضنت المؤتمر الدولي الذي انعقد في طهران تحت عنوان "التضامن مع الاقصى" حيث القى رئيس السلطة القضائية آية الله لاريجاني كلمة قيمة فضح فيها اساليب الغرب الملتوية في الدفاع المزيف عن حقوق الانسان في دول العالم وشطب هذه الحقوق نهائيا عندما يتعلق الامر بالشعب الفلسطيني وحقوقه المغتصبة.. وبالطبع ستبقى هذه الفضيحة التاريخية او النقطة السوداء علامة فارقة في جبين الغرب ولايمكن محوها من ذاكرة الشعوب وحتى الشعوب الاوروبية.
لكن الذي اثلج قلوب الشعب الفلسطيني والشعوب المآزرة له هو نداء امين عام حزب الله السيد نصر الله الى مؤتمر طهران الدولي للتضامن مع الاقصى الذي اعلن فيه نهاية "اسرائيل الكبرى" المزعومة وتقوقعها على نفسها نتيجة للمقاومة الشرسة التي تواجهها باستمرار والتي ستتواصل باذن الله حتى تحرير فلسطين وعودة اهلها لربوعها في اقرب وقت ممكن.