kayhan.ir

رمز الخبر: 38553
تأريخ النشر : 2016May14 - 21:38

الحج تجل لعزة المسلمين لا اذلالهم

عقب احداث "منى" الدامية في العام الماضي الذي سقط فيها اكثر من تسعة الآف حاج من مختلف اصقاع العالم بينهم اكثر من اربعمائة حاج ايراني شكلت صدمة كبيرة للعالم الاسلامي وطرحت تساؤلات كثيرة على عدم اهلية آل سعود لادارة شعيرة الحج التي هي بحاجة لطاقات كفوءة ومتخصصة في ادارة مثل هذه الاجتماعات الضخمة التي تستغرق عدة ايام وتحتاج الى اعداد وجهد كبير وبرنامج منظم على مدار الساعة لان اي خلل ومهما كان جزئيا يربك المشهد باجمعه ويؤدي الى خسائر جسيمة لا تعوض وهذا ما وقع بالفعل في شعيرة "منى" واثبت ان هناك عجزا واضحا في ادارة هذه الاماكن المقدسة التي جعلها اله محلا آمنا للجميع لكن آل سعود بتماهلهم وعدم اتخاذهم للاجراءات الامنية اللازمة ساقوا الحجاج في هذا المكان الى مسلخ الاضاحي ليقدموهم قرابين لآل سعود.. انها جريمة كبرى يجب محاسبة المقصرين عنها ومسؤليهم وهو سفك الدم الحرام وفي الشهر الحرام وفي المكان الحرام الذي جعله الله امنا للناس..

وللاسف ان هذه الحادثة الدموية لم تكن الاولى التي تشهدها الديار المقدسة في ظل تسلط آل سعود على هذه الديار ناهيك عن مجزرتهم الوحشية ضد الحجاج الايرانيين في ثمانينات القرن الماضي بدعوى مزيفة انهم أرادوا احتلال الكعبة .

الراي العام العربي والاسلامي الشريف يتساءل اليوم فبعد كل هذه المآسي والمجازر والتجارب المرة هل من المعقول ان تدفع ايران بحجاجها ثانية دون الحصول عن ضمانات لحماية امنهم وسلامتهم حتى تحول دون تكرار هذه المأساة، وبدل ان تتعاون الرياض مع طهران لتتجاوز مثل هذه المشاكل التي اساسا تخدم سمعتها ومصداقيتها نراها تتهرب وكأنها جازمة مع سبق الاصرار من منع الحجاج الايرانيين لاداء حجهم هذا العام كما فعلت سابقا مع الحجاج السوريين واليمنيين و كذلك الغزاويين لمنعهم الوصول الى الديار المقدسة بعد سيطرة حماس على غزة.

وبعد لقاءات متعددة بين الجانبين الايراني والسعودي لحلحلة الموقف رفضت الرياض حتى الاقتراحات الايرانية بشأن تأشيرة الحج وسبل انتقال الحجيج عبر الطيران. هذا في وقت يطبل النظام السعودي ليل نهار بان الملك هو خادم المحرمين الشريفين وان المملكة هي في خدمة ضيوف الرحمن الا ان هذا هو مجرد شعار لا يلامس الحقيقة. فالتعامل الجاف للشرطة والقوات السعودية وفرق ما يسمى بالامرين بالمعروف والناهين عن المنكر يفند كل هذه المزاعم وان هؤلاء هم نسخة من ملوكهم المستبدين الذين هم في الواقع خدمة الاسياد من الامبرياليين والصهاينة حيث فتحوا لهم بلاد الحرمين للسلب والنهب وانتهاك السيادة ونقض الاستقلال.

لذلك ومع هذا الوضع المزري للسلطات السعودية وانبطاحها التام امام الاسياد وشقاوتها امام حجاجها الذين يتعاملون معهم بشكل مسيس وانتقامي لايمكن ان يذهب حجاجنا تحت سياط جلاوزة آل سعود وحسب فتاوى مراجعنا العظام: الحج هذا العام ليس واجبا بسبب العوائق السعودية لان اداء هذه الشعيرة يجب ان تكون في ظل العزة والكرامة.

ان استهتار آل سعود بهذه الشعيرة الالهية وتجاوزهم على مقدراتها وتنصلهم عن اداء المسؤولية تجاه المسلمين خاصة مع الذين لايتفقون معهم هو اعتداء صارخ على الحقوق الالهية وحقوقهم ناهيك عن عدم اهليتهم وكفاءتهم لادارة الحج وهذه ادلة كافية ووافية ان تخرج ادارة الحج عن هذه العائلة الفاسدة وتسليمها للجنة من الدول الاسلامية وتحت اشراف منظمة التعاون الاسلامي.

فمملكة تدار من قبل الفرق الوهابية الضالة التي تروج للتكفير والارهاب وسفك الدم والخراب في البلدان الاسلامية غير جديرة لادارة الحج والاشراف على بيت الله الحرام.