حلب.. معركة كسر العظم والتوازنات
يوم احس وفد الائتلاف السوري المحسوب على الرياض بانه لم يعد يمتلك اوراقا للتفاوض عليها في جنيف فضل الهروب على البقاء طبعا بالتنسيق مع داعميه الاقليميين ثم بدأ يهدد بالميدان لغاية في نفس يعقوب لانه كان على علم مسبق بان الجيش السوري يحضر لمعركة حلب الكبرى وان وقعت فانها ستغير موازين القوى ليس في سوريا فحسب بل في المنطقة والعالم وهذا ما لم يتحمل نتائجه لا الاطراف الاقليمية ولا الدولية الداعمة للتكفير يين لذلك صدرت الاوامر للتكفيريين بتصعيد العنف الدموي في هذه المدينة لعاملين اساسيين الاول افشال المعركة الفاصلة او تأجيلها والثاني ارتكاب مجازر وحشية وفظيعة والقاء تبعتها على النظام السوري الا انهم لم يفلحوا في تحقيق الاخير الذي شكلت فضيحة لهم مما اضطر جون كيري تحميل المعارضة مسؤولية ذلك فيما ذهب احد اقطاب المعارضة في تصريح له لقناة الجزيرة مطالبا المسلحين عدم قصف حلب بـ"نيران جهنم" حسب وصفه.
الا ان العامل الاول هو الاخر لم يتحقق كما اراد التكفيريون وان يتأخر بعض الشيء بناء لمتطلبات التحضيرات لكنه قادمة لا محالة لانها اصبحت بيضة القبان في هذه المعركة المصيرية التي تحدد مستقبل التوازنات على الصعيدين الاقليمي والدولي.
ويوم اصرت واشنطن على موسكو سحب التهدئة على حلب واريافها مع وجود سيطرة "جبهة النصرة" المحسوبة على القاعدة والمصنفة ارهابيا وفقا لقرار مجلس الامن على هذه المنطقة شكك الكثيرون بالنوايا الاميركية واهدافها من فرض التهدئة على حلب لكن سرعان ما انكشف المستور وانفضح التواطؤ حيث استغلت "جبهة النصرة" حالة التهدئة وشنت هجوما مباغتا وواسعا على منطقة "خان طومان" التي استعادتها القوات السورية والحليفة معها قبل شهرين وقعت ثانية في مخالب التكفيريين لانهم يدركون وكأسيادهم من يسيطر عن هذا الموقع الحساس والاستراتيجي له اليد الطولى في السيطرة على حلب.
واليوم فالجيش السوري والقوى المتحالفة معه يعدون العدة لاستعادتها ثانية وربما خلال ايام او ساعات سيتحقق هذا الامر ولابد من التصدي لهذه المجموعات الارهابية والدموية التي حولت حلب الى مدينة منكوبة حيث حل الدمار والخراب ونزيف الدم في ارجائها لذلك توعدت بعض قيادات العسكرية ومنها الادميرال شمخاني بانزال اشد العقوبات بهؤلاء التكفيريين الذين غدروا بمستشارينا العسكريين وارتكبوا ابشع الجرائم في مدينة حلب ارضاءا لاسيادهم في البيت الابيض وتل ابيب وانقرة والرياض.
ان التطورات اللافتة والسريعة التي تشهدها الساحتين السياسيتين في انقرة والرياض ينم عن اتخاذ خطوات استباقية مثل الاطاحة باوغلو رئيس الوزراء التركي والاتيان بصهر اردوغان وزير الطاقة ليحل محل اوغلو في قيادة رئاسة الوزراء التركية اما في الرياض فالقضية اعمق حيث يتم اعادة هيكلية شاملة لمفاصل الدولة وتغيير الكثير من الوزراء لحرف انظار الشعب السعودي عما يعانيه النظام من هزائم ومن تدهور اقتصادي يضع البلد في مهب الريح وذلك للحيلولة من ان تترك تداعيات الازمة السورية اثارها المدمرة على هاتين الدولتين اللتان لازالتا توظفان امكاناتهما السخية كما حدث مؤخرا في "خان طومان" لقلب المعادلة في معركة حلب لكن دون جدوى لان الجيش السوري والقوى المتحالفة معه هم اليوم على اشد الاستعداد والجهوزية لحسم معركة حلب الكبرى وانزال الهزيمة النهائية بالتكفيريين وداعميهم.