انفاق المقاومة ترعب الصهاينة
مهدي منصوري
يعيش الكيان الصهيوني اليوم في عاصفة اصابت مختلف التيارات السياسية في (اسرائيل) خاصة بعد تسريب مسودة تقرير لمراقب الدولة الاسرائيلي يوسف شابيرا يختص بعدواني "الجرف الصامد" او "العصف المأكول" على غزة ، والذي قدم فيه انتقادات لحكومة نتنياهو حول طريقة تعاملها، وكذلك موضوع تهديد الانفاق من قطاع غزة قبل الحرب، وانتقاده للمستوى العسكري الذي لم ينقل معلومات دقيقة الى المستوى السياسي والذي أدى الى تمديد أمد الحرب التي بدأت كعملية عسكرية".
وبناء على ما تقدم وفي ردة فعل عنيفة من قبل التيارات السياسية الصهيونية فقد اتهم رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" ليبرمان نتنياهو ووزير دفاعه يعالون بانهما يتهربان من تحمل المسؤولية، وقال ليبرمان ان "الحكومة الحالية بزعامة نتنياهو غير قادرة على اتخاذ القرارات المطلونه وضمان امن اسرائيل".
اما وزير الداخلية الاسبق جد عون ساعر قال ان "ادارة العملية (الحرب) كانت فاشلة من ناحية اسرائيل".
ومن الطبيعي جدا ان تظهر يوما بعد آخر التداعيات الخطيرة التي تركها العدوان الصهيوني على غزة والتي تمكن فيها المقاومون الفلسطينيون من الصمود امام هذا العدوان بحيث فرضت على الكيان الغاصب ايقافها من جانبهم اي من طرف واحد خوفا من تداعياتها التي تركت حالة من القلق والخوف والرعب لدى كل الاوساط الصهيونية فيما اذا استمرت خاصة وان المواطنين الصهاينة والمرتزقة في المستوطنات لم يجدوا لهم مكانا يأويهم سوى اللجوء الى الملاجئ خوفا من صواريخ المقاومة التي اخذت تلاحقهم في عقر دارهم.
وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه ان تكتيك المقاومة في استخدام الانفاق للانطلاق للعمليات قد خلق حالة من القلق والارباك بل والخوف الشديد بين الاسرائيليين والتي اعتبرها بعض العسكريين
الصهاينة من انها تفتح المجال
امام ابناء المقاومة الباسلة للقيام بضربة استباقية ناجحة في اي مواجهة قادمة بينهما.
واللافت في الامر والذي زاد من حالة الرعب لدى الصهاينة ان الكيان الصهيوني لازال ورغم كل حالات القصف العشوائي المتقطع والمستمر لم يستطع ان يصل لهذه الانفاق او يكتشفها مما اصبحت لغزا محيرا لديه.
ومن هنا لابد من الاشارة الى ان الكيان الغاصب للقدس وبعد فشله في عدوانيه على غزة من تحقيق اهدافه فانه اليوم يحسب الف حساب قبل اقدامه على اي عمل عدواني اجرامي ضد ابناء المقاومة، لان التقارير الاستخبارية العسكرية الصهيونية تؤكد دائما من ان المقاومة قد اعدت نفسها اعدادا غير مسبوق للمواجهة القادمة بحيث يعتقد الخبراء الصهاينة ان اسرائيل لا تستطيع ان تحقق اي انتصار في هذا المجال.
وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه ان انتفاضة القدس الباسلة قد اثبتت هشاشة القدرة العسكرية الصهيونية رغم امكانياتها البسيطة التي تتعامل معها مع القدرة الصهيونية العالية. وذلك يعكس ان حالة الخوف والقلق قد اخذ يتسرب الى القيادة قبل القاعدة وهو ما يشكل هزيمة نفسية كبرى للكيان الغاصب للقدس والذي تلفه حالة من الحيرة والارباك اليوم.