ليستر سيتي بطلا للبريمرليغ لأول مرة في تاريخه
لم يتوقف ترقب وانتظار خبراء كرة القدم طوال الموسم لما سيحققه ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث توقع البعض أن يرضخ الفريق لضغوط المراحل الأخيرة ويفقد اللقب قبل أمتار قليلة من منصة التتويج، لكن هذا لم يحدث.
فقد نجح ليستر سيتي في مخالفة كل التوقعات وواصل المشوار إلى النهاية حتى حسم لقب الدوري لصالحه، إثر تعادل أقرب ملاحقيه توتنهام مع تشيلسي 2 / 2 مساء الاثنين في ختام منافسات المرحلة السادسة والثلاثين من المسابقة.
واللقب هو الأول لليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز طوال تاريخ النادي الذي تأسس قبل 132 عاما، وقد جاء بمثابة واحدة من كبرى المفاجآت في عالم كرة القدم.
وأحرز هازارد هدف التعادل في الوقت القاتل في الدقيقة 84 بتسديدة رائعة في المقص الأيمن الاثنين، ليفرض التعادل ويقضي على أحلام توتنهام في مواصلة المنافسة على لقب البريمير ليغ مع فريق ليستر سيتي "المتواضع-المعجزة"، الذي توج بذلك بطلا للدوري الإنكليزي لأول مرة في تاريخه.
فقد اكتفى توتنهام بنقطة يتيمة رفع بها رصيده إلى 70 نقطة، ليصبح ليستر سيتي بعيدا عن متناوله برصيد 77 نقطة، وذلك قبل جولتين فقط من نهاية الدوري.
وكان ليستر سيتي يتنافس بدوري الدرجة الثالثة عام 2009 وعاد إلى الدوري الممتاز فقط في الموسم الماضي بعد أن توج بدوري الدرجة الأولى.
وكاد ليستر أن يهبط من جديد، حيث قضى 140 يوما من الموسم الماضي ضمن المراكز الأخيرة بجدول الدوري ، لكنه أفلت من الهبوط بتحقيق سبعة انتصارات خلال آخر تسع مباريات له بالموسم.
ورغم صحوة الفريق في المراحل الأخيرة، أقيل نيجل بيرسون من منصب المدير الفني في حزيران/يونيو وحل مكانه الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري الذي كان قد أقيل قبلها بثمانية أشهر من تدريب المنتخب اليوناني.
وبفريق لا تتجاوز القيمة الإجمالية للاعبيه 55 مليون جنيه إسترليني (81 مليون دولار)، وهو ما يقل بفارق هائل عن أندية كبرى مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي ومانشستر سيتي وأرسنال ، دخل ليستر سيتي هذا الموسم ومراهنات فوزه باللقب لا تتجاوز نسبتها "1 إلى 5000".
هذا وأعلنت رابطة الكتاب والصحفيين الكرويين في إنجلترا يوم الإثنين، فوز مهاجم ليستر سيتي جيمي فاردي بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.
ويعد هذا ثاني إنجاز فردي لليستر سيتي في أسبوع بعدما ظفر الجزائري رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في الدوري والمقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين.
وقدم فاردي مستويات مذهلة هذا الموسم، وأحرز 22 هدفا في الدوري علما بأنه غاب عن المباراتين الأخيرتين أمام سوانزي سيتي ومانشستر يونايتد للإيقاف.
ومن أبرز محطات فاردي في الموسم الحالي كسره الرقم القياسي الخاص بمهاجم مانشستر يونايتد السابق رود فان نيستلروي بهزه الشباك في 11 مباراة على التوالي.
ويعتبر فاردي أول انجليزي يفوز بهذه الجائزة منذ عام 2011 عندما نالها الدولي السابق سكوت باركر.
وترى عدد من وسائل الإعلام البريطانية مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة (ديلي تليجراف)، أن إنجاز "الثعالب" يوصف بـ"الحكاية الخرافية"، فيما وصفت صحيفة (الجارديان) الفوز الأول للفريق باللقب كـ"واحد من الانتصارات الرياضية التي لا يمكن تصديقها بالآونة الأخيرة" و"فوز لا يمكن التصديق أنه سيحدث أبدا".
ووجهت الصحيفة أيضا بعض الكلمات للفريق الذي يشجعه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والذي كتب على حسابه بموقع (تويتر) معربا عن فرحته بالفوز "تهانينا لليستر، لقب مستحق".
وأشارت (بي بي سي) إلى أن فوز الفريق تحت لواء قائده ويس مورجان، يمثل "إنجازا رائعا" بعد أن بدأ ليستر الموسم كالأقل حظوظا للتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكتبت (الجارديان) أن الفريق "تحول حرفياً إلى سيناريو هوليوودي" بعد التحول الذي شهده خلال الموسم الحالي.