kayhan.ir

رمز الخبر: 35088
تأريخ النشر : 2016February27 - 21:20

البحرين ، هكذا يتحدث الشعب .


أحمد الحباسى

لا أحد يقدر على ترجمة فكر الشعب غير الشعب نفسه ، و الذين يحاولون سيبقون في محاولاتهم دون جدوى ، فلا أحد يعبر عن الشعب غير الشعب ، و في هذا السياق فمن الواضح أن الشعب قد تفوق على كل أصحاب القلم و اللسان ، و حين يتكلم الشعب البحريني مثلا فلا بد من الصمت و الخشوع لأنه ببساطة شديدة قادر على إبلاغ صوته بكثير من الحجة و الإفحام ، و دون مساحيق و تراكيب زائدة ، اليوم سننتقل من خانة المعبرين عن الشعب إلى خانة المستمعين لهذا الشعب و بهذا المعنى فمن الواضح أن الشعب البحريني سيقدم للمتابعين درسا سياسيا كاملا في البساطة و الحكمة و في الفهم السياسي ، و لعلها المرة الأولى التي أجد نفسي عاجزا عن وصف هذا المزاج الشعبي البحريني و عن الغوص في أعماق الوجدان البحريني لأفهم سر هذه الأريحية المزاجية المثيرة للإعجاب.

ردا على مقال للكاتبة البحرينية السيدة مريم الشروقى بعنوان ” لا يوجد شيء أقوى من فكرة حان وقتها ” منشور بتاريخ 23 فيفرى 2016 على موقع صحيفة الوسط البحرينية و الداعي باختزال شديد إلى ضرورة جلوس المعارضة و الحكم على طاولة المفاوضات جاءت تعليقات المواطن/ة البحريني/ة كما يلي :

لن يكون هناك إصلاحات ولا حوارات

تعليقي أولا على كلامك أستاذة (ونعلم بأنّ القضاء العادل لن يتوانى عن الحكم الصالح)أي قضاء عادل تتكلمين عنه دولة تسجن أكثر من 4000 إنسان وبالنسبة لحجم البحرين عدد غير طبيعي أين القضاء العادل عن هؤلاء المعتقلين ” .

معلق : ” الوضع صعب جداً ، بالأساس لا يوجد اعتبار لأحد أبداً .. كان المطلوب أن يُكسر عزم الشعب المطالب بالحقوق المشروعة وأن يُذَل عزيزهم ، ثم يستمر الوضع على ما هو عليه بل وأشد وطأةً من ذي قبل ، وهذا ما يحصل حالياً ، ومِن وجهة نظري النتائج السلبية لهذه السياسة ستتعب كاهل الوطن أكثر وأكثر ..” .

معلق : لا

العدالة اهي عدم كبح جماح حرية المواطن إذا تكلم في تغريدة سجنوه وإذا تكلم في العلن سجنوه وإذا شخص ثاني أو نائب يسب في طائفة ما نجوفه يتحاسب فهاي شتسمونه!؟ .

معلق : ” حوار؟ وين فيه في البحرين؟

كلمة أصبحت بلا أدنى قيمة وينظر لها الشعب على أنها مطبّ أو مخدع ".

معلق : ” ما سمعتي أخت مريم: الحوار خلاص بح ما فيش انتهى. الجماعة الحين في وقت القضاء على ما تبقّى من فلول الشعب وقطع الألسن فالفرصة سانحة للنيل من الشعب والقصاص منه لأنه طالب بحقوقه وأنت جاية تتكلمي عن حوار .

أصلا جيران البحرين ما يقبلون بحوار مع الشعوب فهذه الشعوب لا تعدو آن تكون قطيعا من الدبش والبهايم لا اقل ولا أكثر ” .

معلق : ” الكاسر

الأشخاص الدين يمتلكون عقول ويمكن الاعتماد عليهم في رفع وسمي البحرين داخل السجون أما التنابل والدين لا يريدون سوي مصالحهم يصولون ويجولون وهم خراب البحرين ".

معلق : ” كلام جميل ” لكن الواقع غير ذلك فاغلب المعارضة في السجن فمع من الحوار ” .

بالنهاية و في النهاية من واجب المتابع أن يرفع القبعة للشعب البحريني الذي أثبت بجملة هذه التعليقات العفوية البسيطة أن الصراع في البحرين ليس صراعا سنيا شيعيا و لا صراعا مذهبيا و لا صراعا بين دولة حامية للحريات و مجموعات خارجة عن القانون بل هو صراع بين شعب اختار آن يعيش و بين نظام أراد أن يموت الشعب ليعيش النظام ، و اليوم لم يبق لهذا النظام و هذه المؤسسة الأمنية و العسكرية الفاسدة التي تحمى هذا النظام العميل إلا أن يطلقوا ” خراطيشهم” الأخيرة ، فثورات الشعوب لا تقمع و المواطن سيبقى سيدا مهما حاول الخونة استعباده .