الثورة البحرينية في ذكراها الخامسة
مهدي منصوري
احتفل ابناء الشعب البحريني بذكرى حراكهم الشعبي السلمي الخامس الذي انطلق في الرابع عشر من شهر فبراير 2011، والذي حافظ على سلميته والى هذه اللحظة رغم كل الاجراءات التعسفية التي ما رستها حكومة بني خليفة، والتي فاقت التصور، مما اثارت مشاعر الراي العام العالمي قبل الاقليمي، لانها لم تترك وسيلة اجرامية الا واستخدمتها اضد ابناء الشعب البحريني الثائر الذي خرج مطالبا بحقوقه العادلة، والتي اعتمدت على رؤية واضحة لضرورة التغيير والاصلاح للاوضاع الفاسدة والتخلص من حالة الاستبداد والاستفراد في الحكم والمطالبة بالمشاركة الشعبية في ادارة البلاد من خلال اعطاء الحق للشعب في تحقيق مصيره واختيار شكل النظام السياسي الذي يحكمه ويدير شؤونه.
ولايمكن الاغفال في هذا المجال ان الشعب البحريني قد قدم التضحيات الجسام في تحقيق المطالب التي كفلها الدستور بحيث وصلت بعض الاجراءات التعسفية في زج كل الاحرار في السجون، والمحاكمات الكيدية، واطلاق النار على الابرياء، وازهاق ارواح حتى الاطفال والنساء، و تهديم دور العبادة وغيرها من الممارسات اللاانسانية بحيث لم تطق ان تسمع كلمة واحدة من المعارضة، والانكى من ذلك وبدلا من الاستماع الى التحذيرات التي اطلقتها المعارضة في الدرجة الاولى، وكذلك المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية التي طالبت حكومة بني خليفة بتغيير الاسلوب الاهوج ضد ابناء الثورة والذهاب الى لغة العقل والمنطق عن طريق الحوار المباشر للوصول الى حلول تنفذ البلد من الازمة الخانقة التي يعيشها، الا ان حكومة بني خليفة قد أصمت اذنيها واغمضت عينيها عن هذه المطالبات ظنا منها انها تستطيع ان تخمد نار الثورة او تقضي عليها، ولكن والذي يعكسه الواقع على الارض ان الشعب البحريني الذي بدأ حراكه السياسي على رؤية واضحة بحيث حظيت ثورته بتأييد شعبي واسع، و تركزت ثوابتها وبصورة جعلت منه متمسكا بموقفه وصامدا ومستمرار في حراكه حتى تحقيق مطالبه المشروعة.
ولما كان ان جميع الاجراءات التعسفية لم تستطيع ان تحقق لحكومة بني خليفة ما يريدون، فانهم سيضطرهم يوما ما ان ينحنوا امام ارادة هذا الشعب، والاستجابة لمطالبة الحقة وذلك بالتخلي عن اساليب القمع الوحشية، والعودة الى لغة الحوار مع ابناء الثورة للوصول الى تفاهمات تحترم ارادة هذا الشعب المقاوم، وتحقيق مطالبه لينعم البلد بالامن والاستقرار في ظل التجاذبات الدولية والاقليمية الخطيرة القائمة اليوم.