ثورة تأريخية متجددة
لم تحظ ثورة من ثورات القرن كالثورة الفرنسية والثورة البلشفية في روسيا والثورة المصرية وغيرها من الثورات التي تركت اثارها انذاك بما حظيت به الثورة الاسلامية المباركة، لان اغلب هذه الثورات قد اندرست وزال بريقها ولم يتبق لها سوى ان تذكرفي الكتب او على صفحات الجرائد وحسب، وعلى العكس من ذلك فان الثورة الاسلامية المباركة وبعد مرور 37عاما نجد انها بقيت حية و فاعلة بل انها تتجدد في كل عام وبصورة تختلف عن سابقاتها مما يعزز القول انها قد حدثت كما في نفس اليوم الاول، اذ نجد ان الشعب الايراني الذي قام بهذه الثورة وتحدي فيها ليس فقط الحاكم بل كل الداعمين خاصة اميركا بحيث فرضت نفسها وبصورة اجبرتهم على التقهقر امام عزمه واصراره على الانتصار، وغدا سيضع الشعب الايراني العالم امام صورة وعهد جديد عند احتفاله بذكرى ثورتة المباركة والتي قدم من اجلها المزيد من التضحيات.
وبذلك تمكن ان يضع تلك المقولة بأن "الانتصار سهل ولكن من الصعب المحافظة والاستمرار عليه" في عالم النسيان.
تكل ابنائها وغيرها من الاقاويل الجوفاء التي وبذلك ان الشعب الايراني وكما عود العالم فانه سيجدد العهد مع قيادته مؤكدا على الوفاء لثورته من خلال حضوره الفاعل في الاستجابة لنداء هذه القياده عند الاحتفاء بثورته من خلال النزول الى الشارع وكالسيل الهادر رافعا صوته عاليا وشامخا ومنددا بكل اعدائه خاصة المستكبرين الذين حاولوا جهد امكانهم لخلق الحالة من الفصل بينهم وبين ثورتهم المباركة من خلال الاساليب الهمجية واللانسانية وممارسة الضغوط المختلفة السياسية والاقتصادية واهمها الحرب الظالمة التي دامت اكثر من ثمانية سنوات والحصار الجائر بحيث ان هذه الممارسات لم تفت في عضد هذا الشعب او تضعف قدرته على الاستمرار بل وفي الواقع والذي لازال موضع حيرة وارباك الكثيرين من الخبراء والمحللين الذين لم يتصوروا ورغم كل معاولهم الهدامةان تصل الثورة الاسلامية الى ماوصلت اليه اليوم، لان الشعب الايراني لن ينكسر بل والعكس صحيح فقد قويت شوكته واشتد ساعده واتضح انه كتلة قوية واحدة متراصة حطمت كل الامال الاستكبارية والاقليمية.
ومن الطبيعي ايضا ان الشعب الايراني سيسطر في يوم انتصار الثورة الاسلامية غدا ملحمة بطولية رائعة ومذهلة قد تفوق عن السنوات السابقة، خاصة وان النظام وبفضل حكمة قيادته وسياسته القائمة على عدم الانحياز لجهة دون اخرى ان يحقق الانتصارات بل وينتزع حقوقه من حلقوم المستكبرين خاصة في الشأن النووي الذي كان نعم السلاح والمعول بيد الاعداء من اجل اركاعهم واخضاعهم الى ارادتهم. الا انه استطاع ان يعكس المعادلة بحيث أركعهم وأخضعهم لارادته وبصورة فاقت التصور.
ان الشعب الايراني سيثبت حضوره وبصورة يمكن القول عنها انه سيلجم كل الابواق المعادية على اختلاف اشكالها والوانها والتي ارادت النيل منه، ويعلنها وبوضوح وامام العالم اجمع انه لازال وفيا لثورته وقادته، وانه سيبقى الحارس الامين في استمرارها والى مالا نهاية، خاصة وان الذين يحيون هذه الذكرى هم الاحفاد الذين لم يشاركوا فيها بل سمعوا روايتها من ابائهم واجدادهم وهو ما يقلق المستكبرين و كل الاعداء، ولذا يمكن القول ان ثورة الاسلامية ستبقى ثورة متجددة ومتألقة ومنارا لكل الثوار والمظلومين في العالم.